” كذب ! “

” كذب ! ”
د. محمد شواقفة

تابع أبو العبد باهتمام ما يسمعه على شاشة التلفزيون و هو منهمك بلف سيجارته ” الهيشي” و بطرف لسانه كان يلعقها جيئة و ذهابا. كان هناك شخص مألوف يتحدث عن الانجازات و الفرص و الاحلام و لم يستطع ان يتمالك نفسه من الفرح لكمية التفاؤل لدرجة أنه نادى على أم العبد لتحضر له عباءته ليخرج و يتشارك الاخبار الطازة مع أبو محمد ، كون الأخير تلفزيونهم عطلان.

في منتصف الطريق تذكر أنه نسي قداحته، و هذا ليس بالأمر الهين. حث الخطى عائدا لبيته و عند الباب سمع أم العبد تتحدث مع جارتها عن أنه خرج هائما على وجهه دون أن يخبرها عن وجهته و كأنه ” قرصته حيه !” . لم يرغب بأن تسترسل بتعليقها فلا يسمع أي ألفاظ خارجه فأصدر صوت كحة كاذبة ( تنحنح). سمعها تهمهم بكلمات غير واضحة ، فسألها: شوه بتبربري ؟!. فقالت له: الله يسامحك، شوه سر هالانبساط!

لم يرد عليها لأنه فعلا لم يعرف لماذا ؟ و قرر التفكير أكثر فيما كان متحمسا ليقوله لأبي محمد. صدقا ما فهمت شوه قصده بالمحاور الثلاثة و لا كيف أن نظرتنا الاستراتيجية حققت أهدافها و بأن المستقبل مشرق و علينا أن نحافط على الانجازات و نبذل الغالي و النفيس لنبقى في هذه الحالة المتميزة من النهضة.

مقالات ذات صلة

الله يحم بالك يا أم العبد لو خليتيني مبسوط !، سألته من بعيد و هي تقترب بصينية الشاي : شوه بدك تتغدى ؟ . لم يتردد لحظة بالابتسام بوجهها و قال: جاي عبالي منسف ! و قبل أن ترد عليه: بس إعملي اللي بدك اياه ، ردت عليه بابتسامة صفراء باهته تتبعها آهة حرى: و أنا والله جاي عبالي منسف ، بس ! و قبل أن تكمل حديثها تظاهر بنوبة سعال قوية حجبت كل صوت و أنهت الحوار.

بتعرفي يا أم العبد ، حياتنا راح تتغير و إن شاء الله غير نجوز عبود و اشتري بكم و أجيبلك جوز مباريم … نظرت إليه بين مصدقة و مكذبة لتتأكد أنه بوعيه ، وضعت يدها على جبهته تداعبه و كأنها تفحص حرارته … تنهد طويلا و هو يشعل سيجارته بعد أن وجد القداحة: هيييه نويت أبطل دخان !

” دبوس عالكذب ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى