كتلة نسائية والرجل فيها كوتا- رؤيا تحليلة

كتلة نسائية والرجل فيها كوتا- رؤيا تحليلة
ا.د حسين محادين
خاص بسواليف

يستند هذا المقال الراصد والمحلل علميا الى منطلقات علم الاجتماع السياسي وآفاق المتوقعة لمآلات المشهد التشريعي والرقابي بصورته الواعد مع وبعد ظهور نتائج الانتخابات النيابية كاستحقاق دستور مقدر خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية المصاحبة لجائحة كورنا والتغيرات المتسارعة في العلاقات بين دول اقليم ملتهب بكل الاحتمالات. وتاليا ابرز ما يمكن تحليله ورصده من وقائع جريئة لمصاحبات العملية الانتخابات المتواصلة واقعاً واحتمالات في رغم اننا في مرحلة الترشيح للآن:-

1- ماذا لو تحققت فعلا مؤشرات تشكُل كتلة أو كتل نسائية ومن بين المرشحات فيها رجل او أكثر..وكيف ستكون نظرة او ما هي درجة قبول المجتمع الاردني للرجال المترشحين معهن..من حيث الدعم بالاصوات او الحجب.. مع التذكير بأن تنظيم العشيرة يمكن ان يدعم مثل هذا الخيار لانه الاقدر عمليا على إعادة انتاج نفسه والدفاع عن نفسه كتنظم مستهدف انتخابيا ومصلحيا”للحفاظ على حصة او سمعة بعض العشائر” عبر المرأة المرشحة فكيف عندما تفوز كمثال، وهذا سؤال مدبب الرؤوس مفتوح على طبيعة واتجاه الممارسات الذكورية انتخابيا نحو مثل هذا النوع من الكتل المتصاعدة الحضور في الفكر الجمعي للعشائر الاردنية غالبا..؟.
2- يعني هذا المعطى الجديد في
– حال تشكله فعلا- ان المراة الاردنية المترشحة قد كسرت فكرا وسلوكا محمودا فكرة احتكار الرجل-سي سيد- لقيادة تشكيل واختيار الكتل الانتخابية النيابية بفردانية مطلقة في المجتمع الذكوري ومنذ عقود طويلة.
3 – ان مثل هذه الكتل النسوية سواء القائمة او التي في طريقها للتشكل تكون قد استثمرت وبذكاء ولو بالتدرج حقيقة ان نصف اصوات الناخبين تقريبا هن نساء وهن الأن في تحدِ ذهني وسلوكي جديد وهذا محبب ومطمئن وبغض النظر عن النتائج كونها تجربة اولى وواعدة بالكثير.
4-ان قيام مثل هذه الكتل يُمثل ريادة أردنية لافته انتخابيا واعلاميا مطلوب دعمها من قِبل الرجال والنساء المتنورين/ت من جهة ، ومن الجهة الثانية ستُعطي ربما فرصا اضافية للكوتا في المجلس المقبل، من حيث احتمالية زيادة نسب التمثيل النسبي الاعلى لهن تحت مظلة البرلمان التاسع عشر كما اتوقع واتفائل.
5 -اللافت في مثل هذا النوع الجديد من التكتلات الانتخابية، انها ستنطلق للآن من المحافظات، اي خارج العاصمة الحبيبة ، وبعيدا عن المجتمع المخملي للنساء فيها، وبعيدا عن مركزية القرارات الحكومية التي يقتصر دعمها للنساء في العاصمة تحديدا ودون نساء المحافظات المتميزات، علما واداءات عند تشكيل الحكومات، أوحتى عند اختيارها لإشغال الوظائف العليا في الإدارات الحكومية وشبه الحكومية.
6 – ان مجرد تشكيل الكتل النسائية وبدعم او ومشاركة نسبية من قِبل رجال متنورين حقاً، انما سيزيد من منسوب النظرة الدولية الايجابية للدولة الاردنية والمراة مكون اصيل وأساس منها وفيها ،الامر الذي سيجلب الدعم الهادف والاكبر لزيادة عناوين تمكين المرأة وزيادة مساحة مساهمتها في القرارات الوطنية كجزء من هذه القرارات، وإعمالا للاتفاقيات الدولية النافذة والتي وقع عليها الاردن، وهذا الدعم سيكون التقدير الحياتي والفكري والاعلامي معا بصورة اقوى من قِبل العالم الغربي تحديداً، لاسيما وهو الداعم لمشروعات الارتقاء في الراسمال الاجتماعي في للأردن وعبر المحافل العالمية لبلدنا، والآخذ في الارتفاع على مدار العقدين الاخيرين.
اخيرا..
اننا رجالا ونساءً في حالة تحدِ فكري وسياسي وتصويتي هام ولافت بإيجابيته، وهو بحاجة ملحة الى دراسة هذه الريادة النوعية الاولى أردنيا سواء للمترشحات او المصوتات من النساء انفسهن ، وبهذه الصورة الحضارية للوعي والسلوك العلني من خلال صناديق الاقتراع، وبالتالي يُمكن ان تُحسن ايضا صورة مجتمعنا الاردني الشاب الذي يتمتع وبكل فخر بمستوى عالِ من التعليم والتعددية المدنية الواعدة، بزيادة الانفتاح بالكثير من عناوين حياتنا كمجتمع نامِ راهنا، وباتجاه المستقبل المأمول…فهل نحن فاعلون افرادا ومؤسسات مدنية نقابات واحزاب وعشائر ايضا..؟اتمنى ذلك..لانني مسكون بالتفاؤل في اهلنا الاردنيين رجالا ونساء.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى