#كتاب #ترياق_الألباب في مواجهة الصعاب..
.جذور دينية..لأغصان علمية وثِمار وعضيّة.
المؤلفه : #دعاء_المسالمة من سوريا الشقيقة.
دار النشر: اروقة للفكر والنشر، طبعة اولى عمان2023.
كتب .. ا.د حسين محادين .. *قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة
بين دفتي غلاف مزواج عادل بين اللونين النهدي والاخضر، تتأرجح مئة ورقة وفكرة بين
ضمور الآلام الجوانية المغروسة بمداد، وتجارب، وقراءات المؤلفة التي وضعتها كمُفتتح واخز لنا كقراء ربما وتحديدا على غلافها الرئيس في مزهرية شفافة الرؤى، مغلقة الحدود إذ تتجاذبها يدان، الأولى من الاعلى تحاول انتشالها من هبوطها واليد الثانية تحملها من الاسفل وكأنها طاولة ارتكاز دائم لمضامين هذه المجموعة الموزعة النبض بين مداد الإحباطات وثمار الحِكمة في آن، وعلى هيئة خواطر نفس اجتماعية كعنوان قيادة الذات ص77 لحظة الانقلاب على النفس ص 13, وكلها نثرتها الكاتبة بأنفاسها الحرقى كصاحبة معاناة ربما، وبرشاقة مفرادتها الجزلة تناصاً مع عنوان المجموعة نفسها كدليل على هذا الاستنتاج” ترياق الالباب…” هذه الاضاميم اللغوية راشحة بالتأكيد من اسانيد فلسفية التعابير ومن قراءات قرآنية غنية المضامين و الاستنتاجات بدليل توظيفها المتكرر لآيات من القرآن الكريم، وقولها مثلا..” إن كان الغرب قد صاروا أمة حين تعرُوا من الدّين فإننا لم نصبح أمة الا عندما لبسنا لباسه. ص42…وقولها في ص59 ماذا لو كان الذي كسرته يحبه الله؟. إن مثل هذه التجليات لا يعقل ان تحقق كنتها التعبيرية والدلالية الا اذا استحمت حواس كاتبتها في مركزية الذات المجربة التي تعاني شخصيا كانموذج وسار خيالها في فضاءات الفلسفة ومِكنة اللغة العربية بهجة وحبور وهذا ما أسجله واستنتجه من جرأة وابداع لدى الكاتبة.
*جذور دينية…وأغصان ..
لعلي كقارىء مقيم؛ ألمس بدقة وعمق اننا امام كاتبة ذات نزعة قرآنية وظفت جذوتها الدينية و التعبيرية على هيئة عناوين ونصوص زاوجت ببراعة في ثناياها بين نتاجات علوم عديدة..كالموارد البشرية، علم النفس،واللغة الرصينة في آن وبتاغم واضح في متون هذه الخواطر ، ففي العديد منها اختارت الكاتبة عناوين دينية وموحية لها ولنا بالكثير ؛مثل يأتي بها الله ص 37, كشف السِتار عن المنافقين الاشرار ص 56, عصيتُك فسترتني ص 18. وهذا هو الخيط الايماني الناضم بين مجمل خواطر هذه المجموعة الوعضية الماتعة والمباشرة معاً، رغم ما احتوته من لغة جزلة وشاعرية بالمجمل..
اخيرا..ان هذه الاضاءات لن تلغني عن قراءة كامل المجموعة بنية.. حِمكاً مباشرة وآفاق.
