كتاب إسرائيليون: سيبقى السابع من أكتوبر جرحا غائرا.. لن تشفيه الحرب

#سواليف

رغم مضي قرابة الخمسة عشر شهرا على #هجوم#حماس ” في السابع من أكتوبر على #مستوطنات_غلاف_غزة، فإن دولة #الاحتلال ما زالت تستيقظ كل صباح على هذا #الكابوس، وليس هناك من حلّ لجعل خسارة #السابع_من_أكتوبر شيئا من الماضي، دون الحفاظ عليها كحاضر مستمر.. وبالتالي فإن الزمن ليس كفيلا بأن يجعل الإسرائيليين يتعافون من هذا الجرح الغائر.

نير كيبنيس الكاتب في موقع “واللا” العبري، أكد أن “هجوم حماس في ذلك اليوم، حتى بعد إبرام صفقة التبادل، ما زال يجعل دولة الاحتلال بأكملها عالقة في حلقة مفرغة، وبسبب الحرب التي شنّتها على غزة ردّا على ذلك الهجوم فإنها ما زالت تعيش آثار العزلة العالمية التي بات يواجهها كل إسرائيلي يقيم في الخارج، بجانب المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية التي جعلت الباحثين الإسرائيليين حول العالم منبوذين بسبب الاشمئزاز منهم، وهكذا أصبح الطبق الرئيسي الذي نتناوله منذ السابع من أكتوبر غير قابل للهضم أبداً”.

وأضاف في مقال ترجمته “عربي21″، أن “ذلك الهجوم وقع تحت مسؤولية هذه الحكومة، المسؤولة عن الفوضى في غزة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، والتصريحات الكاذبة التي كلفتنا مزيدا من أرواح المختطفين والجنود، ورغم ما حققه الجيش من إنجازات عسكرية في أكثر من جبهة. لكن الشعور بأن السابع من أكتوبر لم ينته بعد لا يزال يتردد في أذهان الإسرائيليين، وهذا يعني أنه لا يوجد نصر، وباتوا يتأرجحون بين الأمل واليأس، والصراخ مرارًا وتكرارًا، والإنهاك والترقب المزعج للأعصاب، والشعور بالعجز عن التعبير عن مشاعرهم”.
وأشار إلى أن “الفشل الذي صاحبنا منذ صباح السابع من أكتوبر سييرافقنا طويلا، وسيكون أمراً صعباً للغاية على معنوياتنا، لكننا خسرنا نتيجة لسنوات من العمى السياسي، والفشل العسكري المخزي والفظيع، وهو ما زال مستمراً حتى يومنا هذا، ما يجعل من تلك الخسائر مدفونة في دواخل الإسرائيليين جميعاً، ليس فقط في كوابيس من اختنقوا من الدخان في الثكنات، ونجوا من الجحيم، بل وفي الجزء الخلفي من عقول دولة بأكملها”.

وأوضح أن “ما عاشه الإسرائيليون منذ هجوم حماس ترسيخ لثقافة الكذب، لأنه حين يتفاخر المتحدث باسم جيش الاحتلال أمام المراسلين العسكريين بالعدد الهائل من المسلحين الذين تم القضاء عليهم أو اعتقالهم في الأيام الأخيرة، نكتشف لاحقاً أن الأرقام ليست حقيقية، بل تقديرات مبالغ فيها”.

وختم بالقول إنه “رغم اهتمام الإسرائيليين بعدد المقاومين الذين تم القضاء عليهم، فإنهم يتجاهلون عدد من ما زالوا يقاتلون من الفلسطينيين، وبعضهم من المجندين الجدد، حتى إن عدد من تم القضاء عليهم لم يتجاوز عشرة آلاف”.

وفي السياق، أكد الجنرال غادي شمني، الملحق العسكري للاحتلال بالولايات المتحدة، وعضو حركة “القادة من أجل أمن إسرائيل”، أن “الحرب التي يخوضها الجيش منذ خمسة عشر شهرا يدفع فيها جنوده حياتهم ثمناً لحرب استنزاف بلا أمل، وهذا الوضع القاتم ليس نتيجة لفشل عسكري فحسب، بل لفشل قيادي أيضاً، لأنه رغم التعبئة العسكرية الكاملة، لكن أهداف الحرب الرئيسية المحددة في البداية لم تتحقق بعد خمسة عشر شهراً من بدئها”.

وأضاف في مقال نشره موقع “واللا” العبري، وترجمته “عربي21″، أن “نتائج حرب غزة قد تُخرج حماس أقوى، مما يفرض علينا مزيدا من الضغوط، لأن تداعياتها خطيرة على وضع الضفة الغربية، لأن الإنجازات التكتيكية قد تؤدي إلى فشل استراتيجي، صحيح أن الجيش ربما تعافى من فشله الخطير في السابع من أكتوبر، لكن عند الوصول إلى المستويات الاستراتيجية والسياسية، تظهر صورة قاتمة للإدارة الفاشلة، لأن الحكومة تتجنب تحديد خطة استراتيجية واضحة ترتكز على مناقشة معمقة وشاملة لأهداف الحرب، ووسائل تحقيقها”.
وحذر من أن “إلقاء الشعارات الفارغة حول “النصر الكامل” في الهواء، يقابله ممارسة عملية للدولة دون بوصلة استراتيجية، وباتت الفجوة بين الحكومة والجيش مردّها إلى العمل انطلاقا من مصالح سياسية ضيقة تسعى للحفاظ على الائتلاف، أما كبار قادة الجيش فلا يتحدون الحكومة على الإطلاق رغم أن سياساتها تشكل تهديداً خطيراً على الدولة، خاصة تجنب مناقشة اليوم التالي بغزة، ومواصلة القتال دون هدف واضح، والترويج لقانون إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية”.

وأكد أن “كل ذلك من شأنه الإضرار بثقة الجمهور، وقدرة الجيش على العمل، وزيادة الثمن الباهظ الذي تكبده نتيجة لحرب الاستنزاف بغزة، ما يعني أن الدولة وقعت فعلياً في فخّ باهظ التكاليف ومؤلم، حيث يقتل عشرات الجنود شهريا، وبدلا من التركيز على تحقيق الأهداف الاستراتيجية، أصبحت الحرب أداة سياسية، وفيما يدفع الجنود الذين سقطوا في المعركة الثمن الأغلى، فإن القيادة السياسية تركز على الحفاظ على سلطتها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى