كبكوبة الأمنيات …

كبكوبة الأمنيات …
مجد الرواشدة

منذُ صغري وأنا أحب أن أُصبح َ معلمة كنتُ أجمع صغار العائلة في بيت الدرج حيث بيت أهلي ، يجلسون ويكتفونَ أيديهم بينما أرتدي أنا لباسَ أمي كاملاً حتى ذاك الخاتمُ الذي تضعه في وسط الشالة البيضاء كنت أختلسهُ من خزانتها ، كنت أقلدُ معلماتي وهن يقفن أمام السبورة الخضراء ، وأمسكُ بكلتا يدي طبشورة تارة أشرح لهم وتارة امتحنهم ، ولكنني كنت أحبُ دوماً أن أكون أماً أنيم ( ألعابي الصغيرة ) وأصنع لهن الطعام ، وحتى إخوتي يذكرون أنني كنت أفصل لألعابي الملابس ويزودني بالقماش والدي يحضر لي بقايا الستائر من محل بمعان يدعى المغربي ، المضحك أنني ذات مرةٍ فصلت للُعبتي فستان زفاف واحترت كيف أعدُ لها طرحة ، خطر على بالي كيس ( الثوم ) المخروم ، قصصته ووضعته على شعر دميتي طرحة بيضاء ، اليوم وبعد كل هذه السنين التي مضت كبرت ولم أصبح معلمة ولا خياطة ولكن منّ الله علي أن أكون أماً ، ومنذ ذاك الحين أدركت أن أسمى شيءٍ تقدمه لنا الحياة هو الأمنيات التي تبقى بذاكرتنا كل حين ، وأظنُ أن الحياة هي من كانت لي المعلم والخياط معاً وما ان فتحت عقلي حتى وجدتهُ( كنزة صوف ) تُحيكه يد القدر ويد الأمنيات ، وانني كلما تمنيت سحبتُ من كبكوبة الأمنيات خيطاً ان شاء له القدر أن يكون قطبة بالكنزة مضى ، وان لم يشأ يمضي الخيطُ كما شاء له الله أن يكون لذا دوماً كان عقلي راضياً وقلبي دافئاً بين الرضى والدفء اكتملت كنزة فؤادي ، وما أجمل َأن يرتدي المرء منا لباساً جديداً لبدنه ، لكن الأجمل حتماً حين تخيط ُ لنا يدُ القدر ملبوس الفؤاد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى