كبرنا.. ولم تعد تذكرنا البلد .. ردا على الفريق الركن المتقاعد موسى العدوان

كبرنا.. ولم تعد تذكرنا البلد
ردا على الفريق الركن المتقاعد موسى باشا العدوان
بقلم المستشار الإعلامي / جميل سامي القاضي
عماه.. كبرنا.. ولكن هل نستنا البلد.؟
أكرمنا الفارس الاصيل، والقائد الفذ، الذي تعرفه ميادين الشرف والرجولة، وتعرف انه شديد المراس، يجمع العلم والحكمة والفروسية، وطيب المنبت والاصل الشريف.
أكرمنا العم والقائد ابا ماجد موسى باشا العدوان ، بمقالة عن المرحوم والدي الشيخ سامي القاضي تحت عنوان (الوفاء لصديق خدمة عسكرية متقاعد) من على منبر سواليف الإخباري.
عماه.. نحن لا ننسى الكرام أهل المكارم ، ونقابل الطيب بطيب، لقد ذكرت من باب الوفاء الذي يتحلى به كبار البلد وانتم منهم سيدي.. تزاملك ووالدي مع نخبة من أبناء الوطن الاشاوس ضباط الدورة الأولى من١٩٥٧/١٠/١ في الكلية الحربية الملكية (الكلية العسكرية الملكية) والتي كان والدي الممثل الوحيد لبدو الشمال، وتخرجتم في ١٩٥٩/٣/٢ واستمريتم اخوان وأصدقاء وزملاء حتى غادر والدي الدنيا الفانية في ٢٠١٦/٩/٢٢.
عماه.. تعلم أن والدي يحمل الرقم العسكري ٣٥٥٢، وأنه من المجاهدين والقابضين على جمر المواقف، وقضى والدي في السلاح المدرع متنقلا بين لوائي الدروع الركيزتين لواء ٤٠ ولواء٦٠ ومن ثم في لواء ٩٠ و٩٢، وخدم في كتائب الدروع الكتيبة الأولى والثانية والخامسة والعاشرة و١٢ وكتيبة الأمير طلال بن محمد الآلية ٥ وله رحمه الله شرف تشكيل الدبابات ١٥ وقيادتها مرتين.
عماه.. وكم يوجعني وأهلي سرقة شرف قيادة الدبابات الثانية من والدي التي قادها في أحلك الظروف التي مرت بتاريخ الوطن أعوام ١٩٧١/١٩٦٨، رغم أن سجلات الحرب والعمليات الحربية تؤكد هذا الشرف في حين يتم شطب ذلك من لوحة شرف القادة.. والأشد على النفس، حين يخاطب الراحل الكبير الملك الحسين برسالة بخط يده موجهه لقائد لواء ٤٠ وقادة كتائب اللواء ومنهم والدي وذلك بتاريخ ١٩٧٠/٦/٨ ويبلغهم ثقته بهم واعتزازه وان الوطن لن ينسى جهودهم في الحفاظ على ثراه، وأنه يعتمد عليهم ويرتبطون به مباشرة، وقمت قبل عام بتسليم الرسالة ( الوثيقة) لمعالي رئيس الديوان الملكي العامر يوسف العيسوي بناء على طلبه، وأخبرته بحق والدي المسلوب وعدم التفات احد لنا، وطلبت منه تجنيد احد أولادي ضابطا في فرسان المستقبل تكريما لجده، بل قابلت رئيس الأركان السابق وطلبت منه نفس الأمر وكنت اعرفه من خلال خدمتنا سويا في الفرقة ١٢ وعطوفته يعرفني جيدا وسبق أن تشرفنا بزيارته لوالدي في منزلنا في حوشا، الا ان كل ذلك لم يشفع لنا.. وقد يكون عقابا لنا.. يدفعه أولادنا.. فقد كبرنا ولم يعد يذكرنا احد..؟
سرية الزمالية القوة المدرعة الوحيدة بعد كارثة حزيران لم تشفع لنا.. حرب الاستنزاف.. رصاص أيلول.. تحرير الشمال.. حرب ١٩٧٣.. واكملنا المسيرة ، الا ان ذلك التاريخ الذي كله رجولة وشرف وعمل بجد وإخلاص دفعناه سريعا.. فتم احالتي للتقاعد مبكرا رغم اني من أوائل الجامعة في شهادة الماجستير . حيث أشار احد الاصدقاء الذين نعرف تاريخهم بضرورة احالتي مع دفع ذوي القربى بذات الاتجاه..
اتشرف أن والدي كان قائدا للدبابات ١٢ الملكية في حرب تشرين ١٩٧٣ وكذلك قيادته لكتيبة الامير طلال بن محمد الخامسة، وقيادة للواء ٩٠ بالوكالة.
واحد جرحى الأحداث الداخلية حيث أصيب بثلاث رصاصات بقيت واضحة في جبهته الشريفة وذلك عام ١٩٧١ قبل استشهاد وصفي التل بليلة واحدة.

عماه.. كما أحب أن اذكرك شاهدا صادقا وكبيرا، فعند افتتاح صرح شهداء الشمال تحت رعاية القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، طلب بعد كلمتك سيدي باسم المتقاعدين دعوة قائد لواء ٤٠ وقادة الكتائب الثلاث التابعة له ( الأحياء منهم) وكان والدي الوحيد آنذاك على قيد الحياة وكما تعلم كرمه مولاي المعظم وطلب تنفيذ ما يطلب وما يحتاج.
عماه.. كثير من الحقائق تبقى في صدور الرجال.. وكثير ما تزور هذه الحقائق وتنسب لفلان وعلان.. والغريب سيدي ابا ماجد أن والدي تم تكريمه من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، عندما زرنا سوريا ومن الفندق طلب والدي مقابلة المرحوم مصطفى طلاس الذي عرفه في حرب تشرين ١٩٧٣ عندما كان والدي قائدا للدبابات ١٢ الملكية وقبلها تكريم والدي المرحوم بشرف وسام التدريب السوري عام ١٩٦٨ عندما كان الأسد وزيرا للدفاع.. فقط من أجل ذلك كرمنا وأبلغونا ماذا يستطيعون أن يقدموا لنا..وكان الجواب من المرحوم والدي يا سيدي ( الأم ما تتبدل بالخالة) وشكرهم
على كرم الضيافة..وعدنا للوطن
كما يتشرف أيضا بحمل وسام النيل من الرئيس السادات عام ١٩٧٣ إلى جانب اعتزازنا الكبير بأوسمة الحمى العربي الهاشمي الوطن الأغلى والقيادة الهاشمية الراشدة، بنو هاشم ملح الأرض وزينة الدنيا..
وبالنسبة لما ذكرته عني سيدي، فإني احتفظ بمادة تاريخية وثائقية من المرحوم والدي ومن عملي السابق علما بأني أصدرت كتاب قبل سنوات تحت عنوان جندي أردني مع السلام و سوف انشر قريبا مذكرات والدي تحت عنوان ( كبرنا.. ولم ننسى البلد)
والأشد قهرها انه ما يزال ثلاثة من انجالي الجامعيين يقفون على الدور في ديوان الخدمة المدنية..واثنان على مقاعد الدراسة الجامعية وخلفهم ثلاثة على مقاعد الدراسة ولن نبدل الأم بالخالة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى