كان يجب أن أتعلّم مهنة ثانية / #كامل_النصيرات
ماذا يفعل الذي ليس لديه مهنة ثانية الآن؟ بالتأكيد الغالبية تتبهدل.. فالمهنة الواحدة الآن يا دوب ودوب الدوب تطمعي خبز وبعض الأشياء التي لا تغنيك عن مصاريف إجبارية أخرى تتراكم عليك ديونًا كل يوم..!
لم أتعلم في حياتي إلّا القراءة والكتابة.. لذا مهنتي كاتب وكاتب فقط.. لم أتعلم شيئًا آخر لهذا الزمن الصعب.. زمن الكتابة فيه أشبه بالخرافة والأوطان لا تحفل بالكاتب المبدئي..!
لِمَ لم أفتح بسطة خضرة وأتعلّم حلف الأيمان على البضاعة ..؟ لِمَ لم أكن تاجر أراضي لتصبح كل أحلامي مساحات شاسعة من الهش والنشّ والفواتير المدفوعة مسبقًا..؟ لِمَ لم أتعلّم كهرباء السيارات لفتحتُ الآن مع “أبو حمزة الكركي” أكبر محل فيكِ يا “الكرامة” وصرتُ أنا المعلّم عليه وكل الدواوين فوق لساني وتحت لساني..؟! لِمَ لم أتعلّم تحضير الحمص والفول كي أتشارك مع الحبيب “ماجد القطامي” في أعظم مطبخ فيك يا لواء الشونة الجنوبية..؟!.
بل وبل وبل.. لِمَ لم أتعلّم مهنة هزّ الذنب..؟ كم أنا بحاجة إلى حياة جديدة بفرصة جديدة كي أتعلّم الرقص على كلّ الحبال ولو كانت حبال غسيل لدى عجوز تحتضر..!