مقال الخميس / سواليف الإخباري
كانوا أحياء هذا الصيف../ #أحمد_حسن_الزعبي
يقول عدّاد #الشهداء أن عددهم اقترب من ال16000 شهيد، وربما وأتمنى الا يكون كذلك أنه في اللحظة التي يُقرأ بها هذا المقال أن العدد قفز عن ال16 الفاً…عدّاد #الموت لا يكذب ، ويا له من عدّاد.. للأسف منذ أسابيع ، ونحن نمر على الرقم المكون من خمس خانات دون مشاعر ، دون شعور بالذنب ،دون قلق، دون رحمة..16000 شهيد..يعني مدينة صغيرة كاملة انتهت من على وجه الأرض..16000 يعني أن هناك 16000 شخصاً كانوا بيننا هذا #الصيف ..يتذوّقون فاكهة الصيف ، يسهرون ، يضحكون ، يلعبون، لهم أشغالهم وأعمالهم…لهم أحلامهم ، لهم مشاريعهم ، لهم أحبتهم..كلهم اختفوا فجأة…
16000 يمرّ #مرور_اللئام ، لأن #الكرام يبكون ، يتألمون عندما يفكرون قليلا بالرقم ، 16000 انسان ، طفل وامراة ورجل وشيخ، تخيل أن تحفر قبوراً ل16000 انسان!! انها مهمة صعبة اليس كذلك؟ هي مهمة أصعب من الموت نفسه …حاول أن تلف بمناديل صحّية بيضاء 16000 الف قلم رصاص وضعها جنباً الى جنب ..انها مهمة صعبة اليس كذلك؟!…سأسّهل عليك المشهد..حاول أن ترسم 16000 خطاً على صفحات دفترك البيضاء، لا تخطىء بالعد، اعتني بالعدّ جيداً 16000 وقد أطلب منك ان ترسم المزيد ..هل تستطيع ؟ انها مهمّة مضنية اليس كذلك…انت تعبت من رسمهم؟ ماذا لو شاركت بدفنهم أو أصابك بعض حزنهم…
كل ما أردته من هذه المقالة القصيرة أن أورطّ ذاكرتك..وأن اقوم بالنفخ على المياه الراكدة ليتحرّك زورق التفكير ويستيقظ #الضمير..ويدرك ان ال16000…ليس رقماً مميزاً للوحة سيارة ثري..انه موتنا المكرر 16000 مرة .
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com