#كاسات_ضد_الكسر
رائد عبدالرحمن حجازي
بعد أن تم حل الخلاف الزوجي وإعادة نوفة لزوجها شتيوي بجهد شخصي وفردي من قِبل مفضي كما ذكرت سابقاً تحت عنوان (مشان الولاد) .
وكان شتيوي قد وعد مفضي بوليمة مميزة على ديك بلدي لكن شتيوي كعادته أخلف بوعدة وتجاهل الموضوع تماماً . من جهته مفضي لم يراجع شتيوي بالوليمة وذلك من باب الخجل .
لكن بعد مدة من الزمن وفي إحدى ليالي الشتاء ها هي نوفة تقوم بزيارة لزوجة مفضي والطريف بالأمر أن مفضي كان يجهز إبريقاً من الشاي على الفحم وبجانبه زبدية كبيرة وبداخلها كاسات شاي زجاجية ومغمورة بماءٍ فاترٍ ، بحيث أنه كان يرفع الكاسة من حمام الماء الفاتر وينفضها بيده ثم يملؤها بالشاي الساخن .
نوفة استغربت من هذا الأمر وفوراً سألت مفضي وقالت : ما شاء الله عن هالكاسات أي والله لو أني عملت مثلك غير نص الكاسات يتكسرن . هنا مفضي أدرك أن نوفة لا تعرف ما علاقة الماء الفاتر بالموضوع وأجابها قائلاً : والله يا بنت عمي أني بسوي للكاسات عملية ظد الكسر (ضد الكسر) أول ما بشتريهن من السوق .
نوفة وباستهجان : شلون يعني عملية ظد الكسر ؟!
مفضي : هاظ يا طويلة العمر أني أول ما بشتري الكاسات بحطهن بقاع طنجرة وبعبيها برغل وبعدين بحط الطنجرة عالنار وهيك بصيرن الكاسات ظد الكسر وبنفس الوقت بنطبخ البرغلات وبنوكلهن .
نوفة : والله هاي أول خطرة بتمر عليّ هالسولافة .
مفضي : مثل ما بقولتش إنتي (أنتِ) جربيها والخطية برقبتي .
في صبيحة اليوم التالي قام شتيوي بشراء دزيتة كاسات جديدة بناءً على طلب زوجته نوفة والتي بدورها قامت باتباع خطوات مفضي للحصول على كاسات ضد الكسر ، لكن ما أن مضت عدة دقائق إلا وصوت الفرقعة كان سيد الموقف . فقطع الزجاج اختلطت مع البرغل مما أدى إلى خسارة مزدوحة فقد كُسرت جميع الكاسات وتم إتلاف البرغل .
عادت نوفة لتشرح ما حدث معها لمفضي لكن مفضي أجابها بسؤال وقال لها : إنتِ طبختيهن على البريموس ؟
نوفة : أه لعاد على شو بدي أطبخهن ؟!
مفضي : الله يسامحتش مهي نار البريموس قوية لازم طبختيهن على الفحم .
عادت نوفة لتكرر العملية مع دزينة كاسات جديدة وكمية جديدة من البرغل ليتكرر معها ماحدث سابقاً .
رجعت المسكينة لمفضي وشرحت له ما حدث معها وأنها فقدت دزينة كاسات أّخرى وكمية اضافية من البرغل . هنا مفضي استدرك قائلاً : خوف الله إنتش كاينة تحطي الكاسات بقاع الطنجرة على قاعاتهن ؟
نوفة : لعاد شلون بدي أحطهن ؟!
مفضي : هظول لازم ينقلبن على ثمهن بالأول وبعدين تحطي فوقيهن البرغل .
عادت نوفة لتكرار التجربة للمرة الثالثة ولتحصل على نفس النتيجة .
مسكينة نوفة لم تعرف أنها وقعت بين فكي كماشة ، فقد وقعت ضحيةً بين دهاء مفضي من جهة وسذاجتها من جهةٍ ثانية . وبنفس الوقت لم تسلم من توبيخ زوجها شتيوي الذي لم يدري سبب إتلاف وتكسير كاسات الشاي على مدى ثلاثة أيام إلا متأخراً مما دفعه بالذهاب لمفضي معاتباً له على ما حدث . لكن مفضي وبكل برودة أعصاب أجاب شتيوي قائلاً : هيتش أني وياك خالصين . استغرب شتيوي من جواب مفضي وقال : على شو خالصين ؟
فأجابه مفضي : حق الكاسات والبرغلات قبال الغدوة الليّ وعدتني إياها على الديتش البلدي .
مثل ما قلتلكم مفضي بيت خبرة ويا ويل اللي بقع تحت إيده .
