الوقت في حياة الرئيس و الوزراء / عبد الفتاح طوقان

الوقت في حياة الرئيس و الوزراء

علاوة على الفشل و المديونية التي سببها اختيارات و خيارات روؤساء الحكومات و وزرائهم ، ذلك الخطر الذي يهدد الاردن ، فأن وقت رئيس الوزراء و الوزراء هو لحظة خاصة (او هكذا يبدو) ،غير معروف عند الحديث عن كيفية استخدامه و نتائجه عندما نتحدث بلغة ادارة المشاريع التي تحدد رجل/ساعة او شخص /ساعة (man/hour) و الذي يعرف بأنه هو مقدار العمل الذي يؤديه المتوسط من الاشخاص لتحقيق افضل النتائج باقل تكلفة في اقل مدة زمنية لاجل الربح و تفادي الخسارة.

و الحديث هنا عن اجتماعيات و اقتصاديات و سياسات لها قيمة ووزن و تاثير يديرها بعض من وزراء مصنفين “اقل من المتوسط”.

وميزة الاستفادة من مفهوم رجل ساعة هو أنه يمكن استخدامها لتقدير أثر التغييرات في الموظفين على مقدار الوقت المطلوب لمهمة و التي يمكن ترجتمها من موظفين الي وزراء.

و التساؤل عندما نتحدث عن طاقم حكومي وزاري ، ماذا قدم رئيس الحكومة و الوزراء اثناء وقت توليهم المسوؤلية ، ما هي الانجازات و كم كانت التكلفة ؟ ، كم كانت المديونية عند لحظة الاستلام و كم اصبحت عند الاقالة و الرحيل.

يكفي مراجعة الاوقات في “كتلة الحكومة “ ، و التي هي كتلة سياسية ثابتة من مجموعات محددة و اقاربها و احفادها ، واصحاب المصالح المشتركة معها و التي تمتد الي بعض من مجلس الاعيان ، يتم تدويرها مع تدفق الزمن. و بينما يفترض انها بنية عقلية لاجل مشروع وطني ، لكن للاسف الحقيقة انها و غيرها من بعض الحكومات شركة خاصة خاسرة تدار بنظريات “المزارع “ و “حكومة من الوهم” لارضاء المسرح الديمقراطي.

و اذا ما طبق ذلك علي رئيس الوزراء و الوزراء اللذين لا يقولون او يقدمون شيئا موثقا على الإطلاق عن مهماتهم و انجازاتهم في مدد زمنية محددة و موشرات ادائهم (KPI) في تنفيذ ما يسند اليهم من اعمال حسب كاتب التكليف السامي و برنامج الحكومة الذي تقدمه للحصول علي الثقة من البرلمان ، و في مقابل الوقت الذي يمضونه “الآن” و متوافقا مع ما يصرف لهم من رواتب و مزايا خلال فترة الانجاز (أن كان هنالك انجاز اصلا يذكر) – نستخلص انها لحظة صعبة بالنسبة للوطن و المواطن ، الذي يدفع من المواطن من جيبه كل فلس يتحصلون عليه ، و يتراكم كل فلس من الدين يتسببون في خسارته في جيب مستقبل الوطن.

و اقصد العديد من مهندسي السياسات و الاقتصاديات ذو المرجعية الادارية الهندسية في مشاريع عملاقة ، اقلها ضعف ميزانية الاردن ، نجدهم مع فكرة “الوزارة كتلة زمنية “ غير مستغلة حاليا و غير منتجة و عالية الكلفة ، معتبرين أن مهمة الوزراء لوصف متي و كيفية ظهور النتائج من وجهة نظر المراقبين الفردية الممثلين في مجلس نواب منتخب انتخاب حر منقوصة.

لفهم الفرق بين الماضي والحاضر والمستقبل، ماذا حدث و لماذا وصل الاردن الي هذا الخط من الفساد السياسي و الاقتصاد المتهالك ، لدي المفكرين تساؤل يغرق في “كتلة الوزارة الزمنية “ وكيف يتم مراقبة وقت رئيس الوزراء و الوزراء و كم يدفع لهم مقابل هذا الوقت .

و اقصد انهم يعتبرون الوقت الحكومي قد اصابه “ التضخم الزمني” ، وهو ما يعني ان لا قيمة للوقت لدي رئيس الوزرآء و لا الوزراء، وأن الوقت لدي الحكومة “تمشية وقت “ ، نزهة في جيوب المواطنين و علي حساب الوطن، و اموال تتدفق الي حسابتهم مع كل يوم.

كثيرون لا يوافقون بشدة، علي كيف يمضي الرئيس ووزرائه اوقاتهم في ادارة شؤون الدولة ، معتبرين أن مهمة الحكومة لشرح مهامهم و خططهم والوقت اللازم و التكلفة المتوازية وليس فقط كيف يبدو الوقت لتمريرالقرارات ، هي مهمة غير مكتملة و لا تفي بابقائهم في الدوار الرابع حيث مجلس الوزراء. ولكن لماذا الوقت للمواطن و الوطن مهم، بينما للحكومة غير مهم و لم يتم تقديم اي دراسة عن وقت الحكومات و كم تكلفتها و ماذا انجزت ؟

مرور الوقت الفعلي يثبت بلا ادني مجال للشك “أن الوضع في الاردن يشخص بآنه حالة مرضية والمملكة تعبت من “ كتلة الوزارة الزمنية “ و الكتل التي سبقتها حيث ان الحكومات ، بالاخص الحكومة الحالية ، في عرفها ، يبدو الوقت مخصص للتحرك في اتجاه واحد فقط دون حساب للزمن ، وأن موضوع الوقت بالنسبة اليها غير أساسيا أو طارئا.

“لا أعتقد أن يوم الحكومة المعدلة القادمة ، او الجديدة ان رحلت تلك الحكومة ، لديها قدم المساواة مع حكومات عالمية قوية بوزرائها، حيث لا وجود لحكومة منتجة قوية في المستقبل بدون حسابات الوقت و حسن استغلاله.

أن لم يحدث تنظيم الوقت و ادارة شوؤن الدولة باستخدام الوقت ، و مراقبة كيف يمضي الوزراء اوقاتهم ، فأن اي حكومة مكلفة او مشكلة وجوديا غير صالحة ، و الاردن بالنتيجة ليس بحاجة لها ، انها حكومة وهمية ليست هناك فعليا .

فلماذا اضاعة الوقت يا سيدي .

aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. غريب هذا الرجل..!! يظهر فجأة ويهلكنا بمقالاته وترهاته وتحليلاته فقط عندما يكون هناك في الأفق تعديل وزاري أو كلام عن الحكومة والقيل والقال في الاْردن.. واضح جدا انه يتوسل لموقع وزاري ويحاول تلميع نفسه أو إظهارها كي يحظى بالمراد..!! يعني فطحل زمانه..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى