” لنسجن المعلمين !!! ”
بعد صولات و جولات لم ينتج عنها أي حل مرضي لمشكلة إضراب المعلمين و بعد أن صدر قرار من المحكمة الادارية بعدم شرعية او قانونية الاضراب …. بدأنا نتساءل …هل سيتم إعتقال المعلمين المضربين بتهمة التمرد على الحكومة ؟!…. و بالطبع يبدو ذلك مستهجنا و غير منطقي … لكن بعد إطلاعي البسيط على أوضاع السجون و نزلائها أدركت بأنها قد تكون حلا مستساغا لكثير من المعلمين و غيرهم …. !!
هناك دراسة نشرتها بعض الصحف المحلية و المواقع عن دراسة أعدتها إدارة مراكز الاصلاح و التأهيل بأن كلفة النزيل الواحد تصل لحوالي 730 دينار شهريا …أي حوالي 24 دينار يوميا … و قد يذكركم هذا الرقم بما تكرمت به الحكومة في اقتراحها للمعلم و لكن شهريا …. و بدون أن يعتبر أحد أن عندي نوع من الحسد لإخواني التزلاء على اختلاف جرائمهم …. فالتكلفة السنوية لحوالي 18 ألف نزيل تتجاوز ال 150 مليون دينار … و هذه أكثر بقليل مما يطالب به أكثر من 100 ألف معلم على امتداد ربوع الوطن…. بزيادة الخمسين بالمئة .
طبعا قد تكون هناك كلفا مالية مباشرة و غير مباشرة … مثل الطعام و الشراب و الملابس و الرعاية الصحية و التعليمية و وسائل الترفيه و التدفئة و الكهرباء و الاثاث و برامج ثقافية متعددة و متنوعة عدا عن تكاليف الحراسة و النقل و المساعدات لعائلات بعض النزلاء و غيرها الكثير يعني لم يطالب المعلم بأكثر من ذلك … لنترك موضوع الخرية والكرامة جانبا قبل أن نحل موضوع الجوع !!… و للعلم ايضا هناك مدارس و تحت اشراف نفس وزارة التربية و التعليم و يمنح كل من يعمل بالتدريس راتبا اضافيا مجزيا يخضع للضمان الاجتماعي… يعني أفضل من العمل الاضافي !.
كل ما ذكرته حقيقي و لا مبالغة فيه .. بكل أسف !! … لكن هؤلاء النزلاء بشكل أو آخر خالفوا القوانين و ارتكبوا جرائم بحق غيرهم و ربما وطنهم و الهدف هو إصلاحهم و إعادتهم لجادة الصواب … و قد يكون السجن بسلبهم الحرية عقوبة تنسجم مع ما اقترفوه ….
لماذا لا يتم التعامل مع المعلمين بنفس المنطق … و تصرف عليهم الدولة على اقل تقدير ما تصرفه على المجرمين أو مبالغ مشابهة … فلو فكرنا بحال المعلم الآن نجد أن السجن فعلا خيارا أفضل…!! وبدون أن يحضر دروسا أو يضطر لتحمل معاناة المواصلات و عبء مقارعة الطلبة و أهاليهم … ..فهو سيحظى بسكن لائق و عليه حراسة مشددة فلا يتعرض للاعتداء من الطلاب أو أهاليهم … لن يقلق بعد اليوم من فواتير كهرباء أو ماء … مواصلاته مجانية … ” خبز مخبوز و مي بالكوز ”
قد يستغرب البعض الطرح …و يسأل أين حرية التعبير و كرامة المعلم ؟! … بكل أمانة: لا تعليق ….
No comment !!!
” دبوس على الكرامة ”
