أعداء النجاح / الدكتور عديل الشرمان

أعداء النجاح
الدكتور عديل الشرمان

إذا شعرت في يوم من الأيام أن لسانك بدأ يتلوث ويتلوى بكلمات لم يكن اعتاد عليها كي تصل إلى قلوبهم، وإذا بدأت تشعر أنك لا تشبه نفسك كي تحصل على رضاهم، أو إذا رأيت نفسك تسير في الاتجاه الخاطئ كي تنال حبهم وعطفهم واحترامهم، إذا رأيت نفسك على هذا الحال، اعلم أنك أمام طريقين إما أن تستمر في المسير في نفس الاتجاه، أو أن تهرب في الاتجاه الآخر مصححاً مسارك متجاهلاً رضاهم، وفي حال سلكت الطريق الأول، وكله كراهة وقذارة ، ستجدهم يتلذذون بمحاولتهم إذلالك، وستجدهم يتعمدون الإساءة إليك إلى حد نكرانك، وإذا بك تجد نفسك بعد فترة من الزمن غارق بسم يسري في عروقك، سوف تسمعهم أو تسمع عن همسهم بما ليس فيك، ويلصقون بك التهم ما لا تعلم، يقذفونك بأسوأ العبارات ويقذفونك بالباطل زوراً وبهتاناً ، يقولون عنك بأفواههم ما ليس بقلوبهم، وستجدهم يرمون براءتك بأحجار سوداء كلها خبث ونجاسة، لن يكتفوا بهذا الحد، تراهم يسيئون فهمك عن قصد وسابق اصرار ، لا بل يعملون على تمزيق نجاحاتك وتشويه انجازاتك ويحولونها إلى إخفاقات، يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون، ويحولون النجاح إلى فشل، وتذهب بهم الغيرة والحقد إلى أبعد من ذلك حين تكتشف أن خنجرهم المسموم الغادر قد دك في ظهرك المطمئن إليهم. إنهم أعداء النجاح، الفاسدون المفسدون، الممتلئة قلوبهم بالحقد واللؤم، اللاهثون جرياً وراء أحقادهم ومصالحهم ، المكتوون بنار الحسد والغيرة، إنهم الحجارة التي ترمى نحو الشجر المثمر، إنهم المرهقون صعوداً للوصول إلى القمة، إنهم لا شيء مهماً حاولوا النيل من الشيء، إنهم أذناب تابعة في جوهرهم , ذئاب في مظاهرهم، يتسلقون أكوام القمامة للوصول إلى الأعالي، وما هم بالواصلين أبدا. هؤلاء النوع من الضعفاء هجرهم فضيلة، وتجاهلهم عزة وشموخ وتركهم، كبرياء ، لا يحتاجون منك ولا يستحقون أن تعيرهم أدنى انتباه، لا تضع نفسك في موازاتهم حتى لا ترفعهم درجة وتنزل بنفسك درجات، استمر في المسير بخطى ثابتة، ولا تلتفت وراءك حتى لا تتعثر خطاك، لا تحزن، لا تبتئس، فأنت الأقوى والأقدر، هم يخافونك ويخشون تفوقك، ولو لم تكن مهماً وعظيماً لما هاجموك وابعدوك، وهم أضعف من أن يضروك، هم القلة، وأنت الكثير والخير الباقي، وتذكر دائماً أن الصواعق لا تصيب إلا القمم العالية، وأن النسر لا يربض إلا فوق القمة الشماء، وان الحق سينتصر لك في النهاية، وهم الى مزبلة التاريخ منكبون على وجوههم، ترهقهم قترة، وهم الكفرة الفجرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى