عتاب العاشقين

[review]
آه لو كنت تعلمين يا صديقتى ..كيف يولد الجرح هنا ..كيف يتنامى بنا وفينا فى سرعة جنونيه ..فيصبح ماردا يقتل فينا كل محاولات الحياة .. وعاصفة مرعبة تقتل لحظات نومك .. وكيف ينفجر بعد ذلك فى اعماقنا تاما وصراخا ثم نزيفا من القلق والخوف …

آه يا صديقتى لو كنت تعلمين كيف يزرع الدهر بنا هنا بذور الحزن والوحده .. وتمطرنا ايام الغربة بعد ذلك بكل مقومات التنامى ..فيمتد جذر الحزن فى اعماقنا ..حتى نبضات القلب .. وتنمو شجرة الاحزان الى غابات متشابكة حتى تغدو عملية التنفس بعد ذلك نوعا من الصراع الدائم ..وكاننى رجل كسيح يرفض الا صعود الجبل من اوعر مسالكه .

آه يا صديقتى لو كنت تعلمين .. كم هى عميقة حفر الفشل هنا .. كم هى مرعبة .. مظلمة وخالية ليالى البعد من سهرة الاصدقاء .. ضحكة الشقيقات .. وجلسة الندامى وحين ينصرك الدهر يوما وتحضى بمعرفة غصنا من اغصان شجرة الماضى ..تقفز عيونك من محا جرها فزعا من هذا الظل الغريب ويهرب القلب من الصدر بعد لحظات مقارنة بين هذا الحاضر وبين طهارة الامس .. فقد حولتنا الايام الى انياب تفترس بعضها البعض من اجل مصلحة اليوم .

آه يا صديقتى لو كنت تعلمين كيف تمضى الساعات هنا .. وكيف تجرى خيول الزمن امام قطار عمرنا ..لفزعت خوفا .. وهربت حتى من رؤية اسمى تحت عنوان قصيده شعر او مقالة انتماء ..فالحياة هنا فى هذه الرقعة المنسية جراح تنمو فوق جراح ..وشهوة لقاء تمتد فى فراغ غريب .. وشقات حنين الى جلسة ما .. حديث ما .. ونكتة يقفز لها قليك من الصدر ..طربا .. فرحا..ونقاوة عبارة .

مقالات ذات صلة

آه يا صديقتى لو كنت تعلمين لماذا اكتب كثيرا ,, وابكى كثيرا هنا .. لماذا انتهد دائما كلما جلست وحيدا امام مكتبى .. فللابما وبعد كل هذه سنوات الاغتراب لا زلت طفلا كم وصفتنى تلك الصديقة والتى ماتت زهرة صداقتنا قبل ان تتنامى حتى الى براعم .. فانت هنا تصارع فى جنون للوصول الى قمة ما .. ولكن جبل النجاح هنا مثل كومة من الثلوج ..وحين تاتى شمس الحقيقة الساطعة يذوب كل شىء فى سرعة جنونيه .. ومن كان صديقك او زميلك يقفز فوقك للوصول الى ضفة نهره .. وان لم يستطيع القفز فوق جثتك .. يدوس عليك ولا يرى حتى رجفة الرجاء فى مقلتيك …

آه يا صديقتى لو كنت تعلمين كيف تنهار مشاعرنا .. عواطفنا وافكارنا حين يتاخر اطفالنا عن موعد العودة الى البيت .. وحين ترى نظرات الكراهيه فة عيون الاخرين لك ,, تشعر بالوحده اشد عمقا .. واعنف قتلا ..فقد اصبح الكل هنا قالبا مقلوبا لمجتمع يدخل الطالب فيه على المدرسة ويقتل عشرات التلاميذ,,فى كل حقد وبرودة وانهيار خلقى ..

آه يا صديقتى لو كنت تعلمين كل هذا لكنت معى دائما فى زوايا غربتى .. فى جنون صراعى فى عمق الالامى الجسديه والمعنويه ..وعلمت حقا كل معانى الوحدة فى عمق اشعارى ومقالاتى ..وافكارى والتى تكتب نفسها قبل ان اكتبها بقلمى ..فانا لم اكتب يوما لكل احل على شفقة احد او تحليل نفسى شخصى ..يمزق فى لطفة وطهارته قمة انتمائى الى عيون اهلى واصدقائى ..

ان الحزن يا صديقتى وحل اسطورى كثيف .. وحين هبط طائر احلامى فوقه تحول الوحل الى طين ناشف .. وكان لا بد من بتر اقدامى لكى اتحرر منه ..

فانا يا صديقتى طائر بلا اقدام ,, فلا قدرة لى على الركض او الطيران .. فاعذرينى لاحزانى الدائمة .. واقبلى منى انتمائى الى (مادبا )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى