بياع السمك / نبيل عماري

بياع السمك
ربيع الزرقاء الدافىء كان جميلاً تعبق بأنفاس أذار وتوتة دار الشرايحة تورقت وبان الثمر صباحات تعبق بأنفاس الجوى ويهلل وهج الشمس بتسابيح النهار ووردات بستاننا الصغير أخرجت جوريها الوردي البلدي برائحة عبقة وفرح الياسمين تكلل بالبياض ورائحة القهوة تعطر القلب , فالزرقاء التي كانت غافية فركت عيونها البنية وماج الشارع بالحركة وصوت سجع البائعين طغى على صوت عصافير الدوري تمر العربة الخشبية بخضارها الريانة الخارجة من مصاطب عين النمرة في السخنة , بقدونس , كزبرة , رشاد وخيار بلدي يعبق بالرائحة والتي يصل فوحه شغاف القلوب وكذا البندورة , تتجمع الناس حول العربة الخشبية كل يريد الشراء فالجو الجميل بحاجة إلى أكلة سمك ولا يستطاب السمك إلا من بائع سمك يعرفه كل حي بالزرقاء ويسمى الختيار بطاقيتة البنية وعربايته الخشبية ذات الثلاث عجال ويبيع السمك البيروتي القادم من شواطىء المتوسط وهو سمك المعكرون
يعرفه الناس من صوته سمك يا سمك طازة يا سمك بيروتي يا سمك وهو السمك الرائع بطعمة قبل أن يغزونا سمك الفيلية او المقطع الرأس كان يضع قوالب من الثلج على السمك ويغطية بقماش جلاتيني يزن السمك بذاك الميزان اليدوي فالربيع يبحث عن أكلة سمك مقدرة وزيت الزيتون جاهز أن يقلى به السمك فلم يكن غيرة فالسفرة عامرة بالتبولة والبقدونسية والبطاطا المقلية وغيرها من السلطات والتي تجعل السفرة لوحة تجاري طبيعة الربيع فالغذاء جاهز وصوت قادم من راديو كبير يشدو فريد زي النهار دة رحم الله أيام المحبة والعز والبساطة وكل جار يحب جاره ورغيف الخبز القادم من فرن ابو شحادة قد يكون لجارك وليس لك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى