كاتب: ويتكوف في غزة.. حين تتحوّل المجاعة إلى مسرحية أميركية دموية

#سواليف

في وقتٍ يعاني فيه قطاع #غزة من #مجاعة خانقة ونقص حاد في #المساعدات الأساسية، أثارت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد #ترامب، السفير ستيف #ويتكوف، إلى منطقة رفح جنوب القطاع، موجة استنكار واسعة، وُصفت بأنها “استفزازية” و”استعراضية”، وجاءت لتلميع دور مؤسسة أميركية – “إسرائيلية” تُتهم بالمساهمة في تعميق #الكارثة_الإنسانية.

وقال الكاتب والصحفي الغزي وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، وسام زغبر، إن ويتكوف لم يأتِ إلى غزة بهدف الإغاثة أو الاستماع لصرخات الجوعى، بل لـ”إنكار الجريمة وتبييض وجه المؤسسة التي تمثل ذراعًا أمنيًا ميدانيًا للاحتلال الإسرائيلي بشراكة أميركية مكشوفة”.

وأكد زغبر، في تصريح تلقّته “قدس برس”، أن “الزيارة جاءت ضمن حملة دعائية لتشويه الحقائق الميدانية، والتشكيك في تقارير الأمم المتحدة حول المجاعة في غزة”، مضيفًا أن “ما يجري هو محاولة لإدارة الحصار سياسيًا وأمنيًا من خلال عسكرة الغذاء وتحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز جماعي للفلسطينيين”.

مقالات ذات صلة

وكان ويتكوف قد تفقد أحد مواقع توزيع المساعدات في رفح، ضمن ما وُصف بأنه “زيارة إنسانية”، إلا أن جهات حقوقية فلسطينية اعتبرتها غطاءً لفرض أمر واقع جديد في غزة، وتجميلًا لصورة مؤسسة “غزة الإنسانية”، التي تُتّهم بالتنسيق المباشر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واتهم زغبر المؤسسة المذكورة بأنها “لا تعمل وفق أي معايير إنسانية، بل تتخذ من مواقع توزيع المساعدات مصائد موت للمدنيين”، مستشهدًا بشهادة أدلى بها المتعاقد السابق مع المؤسسة، الأميركي أنتوني أغيلار، الذي قال:”لم نتلق أي توجيهات لحماية المدنيين، مواقع توزيع المساعدات صُممت لتكون مصائد موت”.

وفي سياق متصل، أكد المفوض العام لوكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، أن ما يشهده قطاع غزة من تجويع منهجي هو سياسة متعمدة، وليست نتيجة عجز أو ضعف في القدرات الدولية.

وقال لازاريني في تصريح سابق:”المجاعة في غزة ليست نتيجة عجز، بل نتيجة لمحاولات إسرائيلية متعمدة لاستبدال منظومة الأمم المتحدة بما يسمى (مؤسسة غزة الإنسانية) ذات الدوافع السياسية”، مضيفًا أن ذلك يأتي ضمن إجراءات تهدف إلى “معاقبة الفلسطينيين فقط لأنهم يعيشون في غزة”.

ورغم تصريحات ويتكوف بأن مؤسسته تُوزع “مليون وجبة يوميًا”، تؤكد الصور والتقارير الميدانية أن آلاف الأطفال في غزة يقتاتون على أوراق الأشجار، فيما يُحرم كثيرون من أبسط أشكال الغذاء والرعاية، في ظل الحصار والتجويع المستمر منذ ما يقارب العام.

وحذّر زغبر من أن هذه “المساعدات الزائفة” تُستخدم كغطاء لفرض مشروع سياسي قسري على غزة، قائلاً إن “الهدف الحقيقي هو إعادة تدوير القطاع ضمن نظام إداري مزدوج (أميركي – إسرائيلي) على حساب السيادة والكرامة الوطنية، مع هامش إنساني زائف يمنح الاحتلال شرعية زائفة”.

وأشار زغبر إلى أن ما يُخطط له اليوم هو فرض حل أميركي – إسرائيلي يبدأ بـ”الغذاء المشروط”، ويمر بمحاولة تجفيف المقاومة، وينتهي بفرض “حل سياسي” بلا سلاح، بلا سيادة، وبلا حق العودة.

وقال: “الجريمة لم تعد فقط في الحصار، بل في إدارته كأداة لتصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء أي مشروع تحرري حقيقي”، مؤكدًا أن “الخيار اليوم ليس بين الحرب والسلام، بل بين الخضوع والمقاومة”.

وختم زغبر بالتشديد على ضرورة استعادة المبادرة الفلسطينية ضمن رؤية تحررية شاملة، قائلًا:”ما تحتاجه غزة ليس مليون وجبة بإشراف شركة موت، بل وقف فوري للعدوان، وانسحاب كامل للاحتلال، وبرنامج وطني يعيد للإنسان الفلسطيني موقعه في قلب النضال، لا في هامش الصفقات المشبوهة”.

وتأتي زيارة ويتكوف إلى غزة في ظل اتهامات متزايدة للولايات المتحدة بلعب دور داعم لسياسات الحصار والتجويع المفروضة على القطاع منذ 17 عامًا.

وتواجه المؤسسات الأميركية العاملة في غزة انتقادات شديدة، خاصة تلك المرتبطة مباشرة بـ”إسرائيل” أو التي تعمل خارج مظلة الأمم المتحدة، وسط تحذيرات أممية متكررة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.

المصدر
قدس برس
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى