قوانين مؤقتة تعيش باستمرار

قوانين مؤقتة تعيش باستمرار
يوسف غيشان

حقيقة فأن العمل بقوانين الطوارئ بشكل دائم ودؤوب، هو عادة عربية وصلت إلى مستوى العرف والتقليد الذي يدوم أكثر وأكثر وأكثر… تماما مثل شفرات (نيست ستينلس لكن على رقابنا.
الغريب أن إسرائيل التي انتصرت علينا في جميع الحروب، لم تعلن قانون الطواريء ولا مرة بل كانت تعلن حالة تأهب قصوى أو وسطى أو دنيا، حسب خطورة ذلك الحدث أو التهديد، ثم سرعان ما تنتهي الحالة قبل-وليس بعد-انتهاء الحدث.
أما نحن فقد أدمنا حالة الأحكام العرفية وقوانينها النافذة حتى صارت جزءا من تركيبنا البيولوجي والفزيولوجي الجيومورفولوجي.
إنها ليست حالة واحدة بل حالة الأنظمة العربية التي تروض شعوبها وتكبح سعيها نحو الديمقراطية والحرية بكذا قوانين، ويتم استغلال أي اختراق أمنى – قد يكون مفبركا-من اجل إعادة إحياء هذه القوانين وفرضها علينا.
حتى الدول التي ألغت أو جمدت العمل بتلك القوانين فإنها تكون قد وضعت قوانين أخرى تحت مسميات مختلفة لها ذات مفعول الأحكام العرفية، مثل ما يسمى بقانون الاجتماعات العامة وقانون الشبهة أو الحبس الاحترازي وأمثالها من القوانين التي يتم ابتكارها للتعويض عن نقص (الأحكام العرفية).
ببساطة … كلنا في الهم شرق ولن تخشانا إسرائيل، أو بالأحرى، لن تفكر في الحذر منا. لن يحصل ذلك إلا إذا ألقت الدول العربية جميع الأحكام العرفية والقوانين ذات الطابع العرفي في مزبلة التاريخ… أما إن لم نفعل فقد أكلنا……………………. !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى