سواليف
نشرت “واشنطن بوست” تقريرا للكاتبة كاثلين باركر، تقول فيه إن كلا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، يساعدان تنظيم الدولة دون قصد، كل بطريقته المختلفة، من خلال خطابهما، الذي هو إما حذر جدا أو متهور جدا، مشيرة إلى أنه ليس من الصعب التمييز بينهما.
وتقول باركر إن “تجنب أوباما المستمر لتسمية الإرهابيين صراحة، أو الدولة الإسلامية بأنها إسلامية أو مسلمة أمر (سخيف)، وربما (جبان)، ولا جدوى منه في الغالب، أما ترامب بتعميمه واستهدافه للمسلمين للتدقيق، فإنه يساعد في التجنيد والتطرف من خلال تهميش المسلمين”.
وترى الكاتبة أن “هذا التقييم المركب يأتي من شخصين متخصصين في موضوع الإرهاب (المستلهم من الإسلام)،هما البروفيسورة جيسيكا ستيرن من جامعة بوسطن، مؤلفة كتاب: (تنظيم الدولة: دولة الإرهاب)، وعبدالله عنتبلي، إمام وزميل في مكتب التفاعل المدني في جامعة ديوك”.
ويشير التقرير إلى أنهما تحدثا بالإضافة إلى متحدثين آخرين في منتدى “فيث أنغل”، الذي يرعاه مركز “إثيكس أند بابلك بوليسي سنتر”، الذي يعقد اجتماعا يضم الصحافيين والعلماء مرتين في العام لمناقشة القضايا المتعلقة بالدين والثقافة والأحداث الراهنة.
وتذكر الصحيفة أن عنتبلي انتقد المسلمين المعتدلين، الذين يشعرون بحاجة للدفاع عن الإسلام حتى بعد وقوع هجمات إرهابية، مشيرة إلى أنه شخص مرح أطلق عليه طلابه لقب “إمام الحلقوم التركي”، ويقول عنتبلي: “سأصرخ وأمزق شعري إذا سمعت أحدا يقول إن الإسلام دين سلام مرة أخرى؛ لأنه كذلك وليس كذلك، يعتمد على كيف يستخدم الشخص النص لتحقيق أغراضه، فكما استخدام دعاة إنهاء العبودية النصوص الدينية لإنهائها، فإن تنظيم الدولة يقوم باستخدام القرآن لإحيائها”.
وتورد باركر نقلا عن عنتبلي قوله إنه ليس هناك دين هو شيء واحد، فكل دين، خاصة تلك الأديان التي عمرها يقاس بالقرون، هو أشياء كثيرة، لافتا إلى أن فهم الأديان يحتاج معرفة الأوجه الثلاثة الرئيسة: التاريخ والناس والمعتقدات.
ويعلق التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، بالقول إنه “بمعنى آخر، فإن الدين هو جزء من معادلة الإرهاب، ومن الخطأ إنكار هذا تماما، كما اتفق المتخصصون، ومن هذه الزاوية يمكن أن يكون ناقدو أوباما محقين، مع أن آخرين قد يحاججون بأن تسمية الإسلام فيه مخاطرة بتنفير المسلمين المعتدلين”.
وتنقل الصحيفة عن عنتبلي قوله إن المسلمين المعتدلين يشمئزون من تنظيم الدولة، وهم في العادة ضحايا له، بالقدر ذاته كما هو بقية العالم.
وتلفت الكاتبة إلى أن السؤال الذي حير العالم المتحضر هو سبب نجاح تنظيم الدولة في التجنيد، ويقول عنتبلي: “للعلم فإن حوالي 120 أمريكيا فقط تم تجنيدهم في صفوف تنظيم الدولة، حوالي 40% منهم هم متحولون للإسلام، ونحن نعرف أن تنظيم الدولة يملك ماكينة إعلامية متطورة ووجودا معديا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن معظمنا لا يعرف كم هو أداؤنا ضعيف بالمقارنة، فمثلا يقوم تنظيم الدولة بالتغريد عشرات الاف المرات كل يوم، بينما تقوم وزارة الخارجية بالتغريد حوالي 12 تغريدة”.
ويفيد التقرير بأن ستيرن شددت على أن العقيدة الجهادية المتطرفة مدعومة برواية الإذلال، ويقويها وسم خاص بالتنظيم، ووعود منحرفة من جوار ومخدرات وسلطة، وكلها تبرر من النصوص القرآنية، مشيرة إلى أن هذه الوعود لا يمكن لنوع معين من الأشخاص مقاومتها؛ فالجهادي القياسي هو ذكر ما بين 14 و35 عاما، ولديه مشكلات في الصحة العقلية ويشعر بالغربة.
وتقول باركر: “صحيح أن هناك نسبة من المجندين هم مرضى نفسيون تجذبهم الوحشية التي يبررها تنظيم الدولة من النصوص، وبعضهم مؤمن حقا، لكن كثيرا ممن تبقى جاهزون للقطف، فنحن لا نخدم أنفسنا عندما نقع في فخ تنظيم الدولة بتقوية دعايتهم بأن أمريكا تكره المسلمين”.
وتضيف الكاتبة أنه “ليس من المفيد أن نحارب عقيدة بالعنف، وهو ما يربي الوحشية في عقل الجهاديين، وبالتأكيد ليس بخلق حواجز (نحن وهم) وهو سلاح بيد مروجي الدعاية للتجنيد والتطرف”.
وتخلص باركر إلى أن “أفضل مقاربة بالنسبة لي هو أسلوب يستخدمه عنتبلي ليخرج المسلمين الشباب من حالة التطرف، حيث حكى قصة شاب مسلم كان يفكر في الانضمام إلى تنظيم الدولة، وقال عنتبلي، الذي يدعوه عادة الآباء القلقون على أطفالهم لمساعدتهم، إنه بالرغم من أن القرار يعود للشاب، إلا أنه يجب أن يفهم بشكل متعمق جوانب الإسلام كلها قبل أن اتخاذ أي قرار”.
عربي 21