كابوس محمد طمليه

كابوس محمد طمليه / يوسف غيشان

كنت مساء أول أمس الأحد في ضيافة كريمة على تطبيق (زووم) مشاركا في الحديث حول مجموعة محمد طمليه القصصية (الخيبة) بترتيب من نادي الكتاب التابع لمكتبة جامعة اليرموك اللقاء كان بإدارة العزيز هاشم غرايبة ولفيف من الأعضاء والمشاركين والطلبة، وبمتابعة من مدير المكتبة الأستاذ عمر الغول والسيدة سوزان الردايدة مسؤولة النشاط في النادي، كان اللقاء جميلا.
تذكرت إحدى قصص طمليه من مجموعته «المتحمسون الأوغاد»، وهي قصة «الكابوس»:
«ما أن وضعت رأسي على الوسادة، وكلي ثقة انني سأغفو في الحال، حتى سمعت صوت قطرات الماء تتساقط من حنفية في المطبخ أو الحمام. نهضت وشددت الحنفيات بأقصى ما أستطيع. خيّل لي أنني عالجت الأمر، فعدت الى فراشي» انتهى الاقتباس.
بطل طمليه يعتقد في النهاية أن الخلل في (جلدة) الحنفية، فينزل الى السوق، ويقرر ان يشتري دزينة كاملة من «الجلد»، حتى لا يتعرض لمثل هذا الأرق مرة ثانية، لكنه يفاجأ بأن الناس جميعا يعانون من الأرق لذات السبب، وهم يصطفون بفوضى عارمة على ابواب الدكاكين لشراء جلد الحنفيات، ويتشاجرون ويتزاحمون، كل منهم يريد أن يشتري جلدة، حتى يغير جلدة الحنفية الخربانة لديه.
الناس لم يجدوا الحل في البيت فنزلوا الى الشارع للبحث عن الحل، فوجدوا أن الطريق مسدود، وأن الشارع يعيش في فوضى عارمة، وأن جلد الحنفيات قد نفدت من الأسواق، لا بل ان العديد من المحلات علّقت على بواباتها لافتة تقول: «لا يوجد لدينا جلد للحنفيات، يرجى عدم الإحراج». وهي بالمناسبة العبارة الأخيرة التي تنتهي فيها هذا القصة العبقرية.
المشكلة في عالمنا العربي، أن الخراب ليس في الجلدة فقط، فهو خراب عام وصل الى الحنفية الرئيسية التي توزع المياه، وهي «الأستابكوك» بلغة السبّاكين والمواسرجية.
نحن في طريق البحث عن آليات لتغيير الأستابكوك الذي يتحكم في عقولنا وقلوبنا وأرواحنا. علينا ان نسرع قبل ان نجد محلات السباكة تكتب على ابوابها عبارة: «لا يوجد لدينا استابكوك، يرجى عدم الإحراج».

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى