كائن الفرح الحزين

كائن الفرح الحزين / يوسف غيشان

طائر بآلاف العيون وقلب صغير حزين. نعم حزين، فلا تخرج السخرية إلا ثائرة ناصعة التمرد من رحم الفجيعة. حزين رقيق ومتواضع، لكنه يدخل قلوب الناس وغرف نومهم بلا استئذان. يدخل بجرأة الفن الذي يحول الدمعة إلى ابتسامة.
يوصل الابتسامة إلى قلوب الجميع، وبذلك يعيد لنفسه وللناس معه توازنهم النفسي والاجتماعي.
بقلم صغير وورقة بيضاء يخلق عالمه الكبير، هذا العالم الذي يعيد خلقه كل يوم. أحيانا يسقط عالمه هذا في سلة مهملات، فيرسم عالما آخر، ويمرر أفكاره.
لعبة عض أصابع تبدأ كل يوم ولا يخرج منها-حتى لو كان منتصرا-إلا مدمي الأصابع والقلب والروح، لكنه يرسم الابتسامة على شفاه الآخرين، أو يمنحهم على الأقل نافذة أخرى للنظر إلى العالم والأحداث التي تجري بغير منظار العادي والمستهلك واليومي الرتيب. نافذة أكثر رحابة وإنسانية وإبداعا.
انه متمرد سام، يرى العالم كما هو، وليس كما يبدو، ويعيد إنتاجه كما هو وليس كما يبدو بعد ان ينثر عليه بعض أزاهير روحه طبعا.
عزيزي القاريء
تذّكر، وأنت تفور بالفرح من رسم شاهدته …. تذكر أن وراء هذا الرسم كائنا بملايين العيون وقلبا صغيرا…وحزينا!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى