عقب اكتشاف أول #ثقب_اسود قريب من #الأرض في 7 مايو 2020، بدا العلماء والمهتمون يتساءلون عن إمكانية أن يبتلع هذا الخطر الأرض وما يمكن أن يترتب عن ذلك.
في تلك المناسبة الأولى، اكتشفت مجموعة من علماء الفلك من المرصد الأوروبي الجنوبي ومعاهد أخرى ثقبا أسود أطلق عليه اسم “إتش آر 6819” على بعد ألف سنة ضوئية فقط من الأرض.
هذا الثقب الأسود أقرب إلى #النظام_الشمسي من جميع الثقوب الأخرى المعروفة اليوم، وهو جزء من منظومة النجوم الثلاثية المرئية بالعين المجردة.
العلماء تمكنوا من الحصول على أول صورة لثقب أسود هائل في وسط مجرة درب التبانة. المهمة كانت تحتاج إلى تلسكوب بحجم الكرة الأرضية.
أنجزت المهمة على الرغم من استحالتها ظاهريا، بفضل عمل أكثر من 300 متخصص من 80 مركزا بحثيا، حيث قام علماء الفلك بتوصيل 8 تلسكوبات راديوية منتشرة من إسبانيا إلى هاواي ومن أريزونا إلى القارة القطبية الجنوبية. وكانت النتيجة صورة تم الحصول عليها بمساعدة موجات الراديو.
في الصورة، تظهر حلقة ساطعة مع بقعة سوداء في المنتصف. تتكون هذه الحلقة من إشعاع يدور حول الثقب الأسود في دوامة.
عمليا يتوجب أن تنتشر موجات الراديو، مثل أشعة الضوء، في خط مستقيم، إلا أن جاذبية الثقب الأسود الهائلة تجعلها تنحني بقوة الفضاء المحيط بها.
الثقوب السوداء التي كانت اكتشفت لأول مرة في عام 1916، تُعرّف على أنها، عبارة عن فضاء زماني ومكاني، يوجد به الكثير من الجاذبية بحيث لا يفلت منه أي جسم قريب ، بما في ذلك الضوء، وتتراوح كتلة الثقوب السوداء بين ما يعادل كتلة خمس شموس أو عشرات الشموس، وعدة مليارات من كتلة الشمس، فهل يمكن أن يمتص ثقب أسود الأرض؟
العلماء المختصون يميلون إلى استبعاد مثل هذا الاحتمال، مشيرين إلى أن فرص تعرض الأرض لثقب أسود قبل أن تمتصه الشمس تعادل الصفر.
ويعتقد #علماء_الفلك أن مثل هذا الخطر على الأرض لا يأتي حتى من الثقوب السوداء “الأقرب”، ذلك لأن المسافة بعيدة جدا، ولن تؤثر هذه الثقوب السوداء على كوكبنا.
ويلفت دوج غوبيل، الأستاذ في قسم الفيزياء بجامعة رود آيلاند الأمريكية إلى أنه “حتى لو ابتلع ثقب أسود نجمه التوأم، فإن كتلته لن تكون كافية لأي شيء سوى بضع ومضات من الإشعاع”، مؤكدا أن التأثير على الأرض سيكون صفرا بشكل مطلق.
ويمضي الخبير ذاته في توضيح المسألة بقوله: “على الرغم من أنه لن يكون من السهل ظهور ثقب أسود فائق الكتلة أو حتى ثقب أسود متوسط الكتلة في مكان ما بالقرب من النظام الشمسي، إلا أن من الممكن تماما عدم ملاحظة ثقب أسود ذي كتلة نجمية عند اقترابه من النظام الشمسي. ولكن حتى الثقب الأسود ذو الكتلة النجمية الكبيرة، على سبيل المثال 30 كتلة شمسية، يجب أن يكون أقرب إلى نبتون من أجل أن يكون لديه على الأقل بعض التأثير من الجاذبية على الأرض، وتقريبا على مسافة كوكب المشتري (وهي مسافة تعادل حوالي خمس مرات بعد الأرض عن الشمس)، للتأثير على الأرض بقوة جاذبية مساوية تقريبا للجاذبية الشمسية”.
أما من الناحية الافتراضية، فإذا حدت وتعرض ثقب أسود بطريقة مفاجئة لكوكب الارض، فإنه حين يقترب ويكون أقرب إلى من القمر، فسيتمزق الكوكب!
وبهذا الشأن يقول جوناثان زراك، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك بجامعة كليمسون الأمريكية :”ستفقد الأرض غلافها الجوي ومحيطاتها، وسيتدفق المعدن المنصهر من قشرة الأرض إلى الفضاء”.
من غير المرجح أن يحدث هذا الأمر، كما يرجح العلماء، حتى لو اقترب الثقب الأسود كثيرا، فإنه سيؤثر على الأرض بشكل ما، لكنه لن يبتلعها. الخطر يكمن في تأثير الثقب الأسود على مدار الكوكب، وقد يتغير المناخ أو يحدث تصادم مع كويكبات.
المتخصص في الفيزياء، دوج غوبيل يصل إلى خلاصة مفادها أن “الأرض ستبقى على قيد الحياة بالتأكيد، لكن من غير المرجح أن تصمد البشرية ومعظم الأنواع المتعددة الخلايا على الأرض”.