ثوب الحيّة / رامي علاونة

ثوب الحيّة
حفزني اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية و وبدء الحملات الترويجية للمرشحين للبحبشة والقراءة عن ظاهرة بيولوجية مهمة متعلقة بفسيولوجيا الأفاعي وهي تغيير الجلد أو ما يطلق عليه عاميا تغيير “ثوب الحيّة”.
قادني بحثي الى معرفة ان
عملية تغيير “الثوب” لا تحدث فقط للثعابين، بل تحدث لكافة الكائنات الحيّة تقريبا بما فيها الإنسان، ولكن هذه العملية لا تكون واضحة في الثدييات، التي ينتمي اليها الإنسان، كما هي بالنسبة للزواحف (والثعابين منها تحديدا)، التي تمر بعملية تغيير دورية واضحة ومستمرة.
بالنسبة للأسباب، هناك اسباب مهمة لتغيير جلد الأفاعي منها ازالة الطفيليات الموجودة في الجلد القديم والسماح لجسم للثعابين بالنمو .
فعندما تنمو الثعابين يتمدد الجلد مع الجسم ولكنه يصل الى نقطة لا تستوعب المزيد من النمو وفي هذه الحالة يبدأ جلد جديد بالنمو تحت الجلد القديم وعند اكتمال نمو الجلد الجديد يبدأ بإزاحة الجلد القديم بما التصق فيه من طفيليات ويخرج بنفس لون وشكل الجلد القديم ولكن بحجم يناسب الحجم الجديد للثعبان بعد النمو .
عند حدوث عملية التغيير يصبح جلد الثعبان شاحبا وضعيفا وتصبح عيونه مظللة بظل ابيض يميل الى الزرقة، وداخليا تبدا طبقة من السوائل في الظهور بين الجلد القديم والجلد الجديد، وخلال تلك الفترة تصبح الثعابين عصبية وسريعة الانفعال، كما انها لا تتناول طعامها بشكل طبيعي وتميل في العادة الى الاختباء في جحورها حتى تتخلص تخلص من الجلد القديم.
من الجدير بالذكر أن عملية تغيير الجلد ترتبط غالبا بنوع الثعبان وكمية الطعام الذي يأكله وفي المتوسط يبدل الثعبان البالغ “ثوبه” ما بين مرتين الى اربع مرات في السنة.

قد يتساءل البعض عن الرابط العجيب بين موضوع تبديل “ثوب الحيّة” و قرب موعد الانتخابات النيابية. ببساطة ومن الآخر، أنا توصلت الى حقيقة مناقضة تماما لما يقوله علماء البيولوجيا حول عدم وضوح عملية تغيير الجلد للإنسان. فدون الحاجة الى دراسة علمية، يستطيع اي مراقب اردني ان يثبت – من خلال الملاحظة فقط- ان جلد بعض الثديات (البشر منها تحديدا) قد يتغير مرة كل 4 سنوات و يستدل على ذلك بعملية “تبديل اثواب” أغلب المرشحين للانتخابات،
فبين ليلة وضحاها نرى مرشحا “هاملا” نزع ثوب الهمالة و ارتدى ثوب الاستقامة والخلق القويم، وآخر نزع ثوب ابي كمونة وارتدى ثوب حاتم الطائي، وثالث نزع ثوب الأنانية وارتدى ثوب الإيثار وتغليب مصلحة الوطن والمواطن، ورابع نزع ثوب الغرور وارتدى ثوب التواضع… وتتعد الأمثلة، لكن اغلبهم ينزعون ،بالإضافة الى ما ذكر، ثوب الجهل بمسؤوليات ومتطلبات وظيفة النائب ويرتدون ثوب المعرفة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى