أبناء جيلي والأجيال الأكبر يتذكرون ما كان يسمى قانون العيب الذي صدر في مصر عام 1978، وهو قانون معيب ويظل معيبا على أمد التاريخ العالمي، وليس العربي فحسب.
هذا القانون كان (يعالج) أي (اختلالات) أو نوايا عند المواطن تدنو من الإنحراف في الفكر أو القول أو الفعل عن خط المؤسسة الرسمية، فإنه يعرض صاحبه للحرمان من حقوقه المدنية وإلغاء جواز سفره وحجز ممتلكاته، ويمنع القانون انتقاد اي من مؤسسات الدولة حتى لو كانت مؤسسة مكافحة القوارض.
كما منع قانون العيب المصريين من الإنتساب الى منظمات أو المشاركة في برامج إذاعية أو إصدار منشورات (من شأنها) أن تهدد الوحدة الوطنية بالخطر ، كما أن أي شخص يقدم نفسه (قدوة سيئة) قولا أو فعلا يعرض نفسه للمحاسبة.
هذه القدوة السيئة ، لم تستطع محاسبتها سوى عبقرية كعبقرية سادة القوانين العرفية في ذلك العهد ، وتكفي هذه النقطة لوحدها لتضاف الى قوانين المطبوعات والمضبوعات العربية حتى يعم الأمن والأمان ، ولا يتجرأ اي كاتب أن يكون قدوة سيئة …طبعا توصيف القدوة السيئة وتحديدها تعود فقط الى رجالات الحكومات العربية .
ليس قصة القدوة السيئة هي الوحيدة التي تتكرر كشخير العجائز في قوانين الرقابة العربية ، بل جميع ما قيل في قانون العيب ، لكن الفرق ان ذلك القانون شئ السمعة والصيت،كان قد صدر دفعة واحدة وتم سجن الناس على اساسه .
أما العرب فقد استفادوا من التجربة وصاروا يخرجونه على شكل وصيغة تعديلات بسيطة ومتلاحقة على قوانين الرقابة والعقوبات والمطبوعات تمرر بالتدريج ، على اساس هاي ما بتأثر ، وهاي بسيطة ، هاي عشان الفضائيات، وهاي عشان الفيسبوك، وهذيك عشان الموبايل ، وهاي عشانك وهاي عشان كذا وكذا وليست للتطبيق دائما ، و(لن نتشدد في تصبيقها الا في حالات اشتثنائية). فيدخل الخازوق فينا (سن سن)، فلا نشعر الا ونحن على القمة….انا وانته وبابا.
لا داعي للخجل ،فلنصرخ معا، نصرخ على الأقل :
– أي اي اي ايييييييييييييييييييييييييييييييييي
وتلولحي يا دالية
ghishan@gmail.com