قم للمعلم / مصطفى وهبي التل

قم للمعلم وفه التبجيلا صار المعلمُ في الاردن سجينا
غباء
جنون
خيانة
تخريب
هذه الكلمات تلخص اجراءات الحكومة المخزية يوم أمس ضد المعلمين.
أقول الحكومة (والله أعلم) ان الحكومة لم تكن يوم امس سوى (مرسال سفاهة)، على عادتها، تنقل أوامر وتنفذها.
وأكاد أجزم ان هناك أركان في الحكومة لم تعلم ماذا حصل وكيف حصل وانتظرت حتى حصلت على التعليمات والارشادات (لتتفلسف) امام شاشات التلفاز على اساس أنها (ماسكة الذيب من ذيله).
بالأمس أهنّا المعلم.
بالأمس ضربنا المعلم.
بالأمس سجنّا المعلم.
كل هذا تحت أعين دولة سكرتير النهضة!
وحتى نبرر السجن قلنا ان المعلم خالف القانون!
فقط في عصر النهضة والقيادة الرشيدة تصبح مطالبة الجائع بالفتات مخالفة للقانون ويصبح “المعلم مجرما.”
وحتى نبرر الضرب والإهانة قلنا ان مطالب المعلمين (مصاصي دماء الشعب) ستكلف خزينة الدولة 120 مليون دينار!
اعتقد ان 120 مليون دينار (فراطة) بالنسبة لتكلفة سفر كبار القوم الدائم واجازاتهم الطويلة وبذخهم على حسابنا.
120 مليون دينار لعشرات الالاف من المعلمين ستساهم في اغلاق دفتر الدين في دكان الحارة وشراء مراييل المدرسة من وسط البلد وقرطاسية العام الدراسي الجديد من المكتبة مقابل مسجد الحارة وشراء لحمة بعد انقطاع من ملحمة الحي وتفصيل نظارة طال انتظارها من مركز بصريات المنطقة. هذه ال 120 مليون ستصب من جديد في اقتصاد البلد.
بينما 120 مليون دينار (فراطة) لعائلة تساهم في إثراء فندق في اليونان و(بحبحة) مصمم الازياء إيلي صعب في لبنان وتحقيق ارباح لمنتجع في أمريكا وزيادة دخل لمطار المنتجع من مصروف ايقاف الطائرة (او الطائرات) الخاصة. هذه ال 120 مليون ستصب، من جديد، خارج الاردن.
لست خبيراً اقتصاديا لكن اعتقد انه واضح اي 120 مليون ستساهم في سداد ديون البلد واي منهما ستساهم في زيادة ديون البلد. وواضح جداً أي منهما ستساهم في (بحبحة) اقتصاد البلد واي منهما ستساهم في (خراب) البلد.
لكن من يهمه البلد والدولة؟ بين ابتسامة الرزاز و(كشرة) حماد ضاعت الدولة.
أين هي الدولة اصلا؟
هي الدولة التي عطشت احياء من عاصمتها الاسبوع الماضي لأنها عاجزة عن حماية مصدر المياه الوحيد للعاصمة.
وهي الدولة التي بالأمس حاصرت عاصمتها لأنها (فارطة) وعاجزة و(ضايعة). نقطة على السطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى