قمة تونس.. هروب إلى العموميات

قمة تونس .. هروب إلى العموميات
عمر عياصرة
حتى كتابة المقالة، لم تكن كلمات الرؤساء العرب في قمة تونس قد انتهت جميعها، كما ان البيان الختامي لم يصدر، الا ان تسريباته باتت واضحة المعالم.
الملك ألقى كلمة متوازنة، عبر فيها عن مواقف الاردن التقليدية، ولعلي كنت اكثر أملاً ان يلقيها بمنطق ما جاء في كلمته بالزرقاء.
لكن على ما يبدو ان الملك عبدالله الثاني تجنب التوتير والاشتباك مع بعض العرب، حفاظا على الحد الادنى من الرغبة في اصدار بيان يراعي المصالح الاردنية.
اوضح الكلمات كانت على لسان محمود عباس، فقد كان واضحا ومباشرا باتهامه الولايات المتحدة الاميركية بأنها منحازة، وانها وسيط غير نزيه، وكذلك تحذيره من القادم الاخطر.
لكن عباس ركز اكثر على الضائقة المالية، كأنه يطالب بمزيد من الدعم المالي، وقد قالها بوضوح انه يريد تفعيل شبكة الامان المالية، داعيا الدول العربية إلى الوفاء بالتزاماتها، مبديا امتعاضه من مواقف الدول العربية.
اكثر ما كان لافتا في كلمة عباس قوله ان الوضع لم يعد قيد الاحتمال، وانه قد يضطر لاتخاذ قرارات مصيرية، ولا نعرف ماذا يقصد، فهل يقصد حل السلطة ام هناك فكرة اخرى؟
باقي الكلمات كانت تحوم في العموميات، فرغم عظم التحديات، الا ان القادة العرب يهربون لأماكن غير مفهومة، فهناك خط أحمر عنوانه عدم التعرض لترامب وادارته رغم قراراتهم الجائرة الاخيرة.
مشكلة الحكام العرب المجتمعين في تونس انهم لا يجعلون من العروبة اولوية على خصوصياتهم ومخاوفهم، لا يؤمنون بمشروع العروبة الا بالقدر الذي يرفع الحرج عنهم امام شعوبهم.
لذلك ستغني كل دولة او مجموعة دول على ليلاها، فهناك المقرب من ايران والمتخاصم معها، وهناك الراغب في التصعيد مع اسرائيل، وهناك المهادن والراضي بالتطبيع.
تحت هذه العناوين لن تكون القمة جذابة او مجدية، ولن تسمن او تغني من جوع، بل ستكون مجرد كرنفال وقتي لم تعد الجماهير لتلقي له بالاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى