قمة إسطنبول.. تحرك أردني منطقي / عمر عياصرة

قمة إسطنبول .. تحرك أردني منطقي
لا يملك الأردن إلا حضور قمة اسطنبول، وبأعلى المستويات الممثلة بالملك، بل على العكس، هناك مصلحة أردنية بمجاراة مفاعيل أي تصعيد عربي وإسلامي، يتعلق بالقدس والوصاية وصفقة القرن.
عمان غير معنية بشعبوية أردوغان، ولا يهمها ما يقال عن تنافس النظام الرسمي العربي مع تركيا في موضوع القضية الفلسطينية بل همنا الأكبر والرئيس كبح جماح التنازلات في القدس، ولا مانع لأجل ذلك، من حضور قمة اسطنبول بذات الحماسة التي حضرنا بها اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة.
نعم، فليتنافس المتنافسون، ولتصعد لغة الجعجعة الى أعلى مدى، فنحن في عمان اقرب للقدس تأثرا واهتماما، من تركيا ومن الجميع ومن بعض الفلسطينيين أيضا.
لذلك كان حضور الملك قمة اسطنبول منطقيا، واعتقد أن كلمته أكدت استعداد الأردن للقتال على كل الجبهات من اجل وصايته، كما أشعرنا الملك أن الأردن ليس أنانيا، حيث إنه يرى القدس بعين الوصاية كما بعين الوطنية الفلسطينية التي تريدها عاصمة لدولة فلسطين.
بالمقابل كان الملك يغادر لتركيا من اجل القدس، بينما الفريق الاقتصادي الحكومي يقرر إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع أنقرة، ولا أظن أن ثمة تيارا يريد ضرب علاقاتنا بتركيا مرتبطا بالخليج وبالتالي مفاجأة الملك، لا.. الملك قوي بما يكفي لمنع نمو هذه العراقيل.
بل ما أراه أن ثمة اتفاقا بين المرجعيات كافة للقول: (إننا نتفق مع تركيا بشأن القدس ونختلف معها بباقي الملفات)، نعم أنها رسالة عدم يقين تراعي الخليج وواشنطن، وتقترب من تركيا براغماتيا بشكل محدود وتحت عنوان القدس فقط.
دعونا نعترف أننا نتعرض لضغوط من أطراف متعددة ولغايات متنوعة، بل الاعتراف الأهم أن حلفاءنا العرب والدوليين متساهلون في موضوع القدس، ولا يمكن الاستثمار فيهم.
لذلك علينا الدخول في ممرات إجبارية، قد لا ترضي سير حياة الرسمي الأردني، لكنها مفيدة في موضوع القدس، كما أننا مضطرون لمجاراة “تناقض الباطن مع الظاهر” لبعض حلفائنا العرب، وكله لعيون القدس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى