قاسم الزعبي يكتب…( #قلوب لا تحتمل #القهر )
كلكم يعلم ياسادة أن القديم له نكهة خاصة عند مجاميع الناس الان… فمثلا خيار زمان له وبر ورائحة وافضل من خيار اليوم..والجعابير كما العسل…..ونشرة غالب الحديدي اكثر مصداقية…والقلوب اكثر نقاء وصدقا.. . وحتى الدراما الاردنية قديما اكثر تشريحا للواقع و تهذيبا للنفس..
وأذكر أن التلفزيون الأردني عرض مسلسلا تلفزيونيا بعنوان(قلوب لا تحتمل الحب).. اذ تدور أحداثه حول فتاة صغيرة وجميلة معها مرض وراثي وخلقي في القلب لازمها منذ ولادتها… وهذه الفتاة(عبير عيسى.. لما كانت لايقة) لايجوز لها أن تتزوج لأنها ستموت…
كنا نترك كل شيء لنتابع المسلسل بكل صمت وتدقيق وتمحيص للاحداث..( على اساس يعني الشغل ايامها مقطع حالها)…
تعرضت هذه الفتاة لعدة محاولات من ابن عمها لخطبتها (الذي سينزلها عن الفرس) في حين كانت تحب شابا اكثر رجولة وشهامة منه… وفي اخر حلقة وبعد احداث مشوقة تزوجت هذه الفتاة من الذي يحبها والذي تراه شريكا جيدا لحياتها… لكن الصعقة كانت لنا كمشاهدين أن الفتاة ماتت بعد زواجها.. لأنها مريضة بالقلب…
واذكر حينها انني رأيت بأم عيني (ختيارية الحارة) يبكونها بصمت.. في حين علا العويل عند النساء اللواتي لا يستطعن اخفاء حزنهن… وواحدة منهن امي.. لدرجة انني حسبت أن عبير عيسى صديقة امي او إحدى قراباتها…
انتهينا من #البكاء والعويل على عبير عيسى التي ظننتها للحظة أنها ماتت فعلا مقارنة بكمية الدموع التي ذرفناها عليها.. وبعد ان جفت مآقينا بدأنا نتدارس سبب موتها… وتوصلنا إلى أن مرضها هو المسبب في ذلك… وبدت تتمحور لدينا فكرة أن #القلب هش ضعيف لا يحتمل #الفرح الكبير.. ولا #الحزن الكبير… وقد يتوقف هذا القلب فعلا من الحب مثلا رغم مابه من صبابة وعشق وهيام ولمعان مشاعر…
كل مايحدث الان من انتهاكات.. وتبدل مواقف البشر.. وزيف المشايخ.. وتردي الاوضاع.. وسوء الاخلاق… كفيل بأن يكون سببا في #القهر…
واذا كانت القلوب يارعاكم قد تموت لانها لا تحتمل #الحب…
فكيف لنا أن لا نملك قلوبا لا تحتمل القهر؟