قلعة الزعامة

قلعة الزعامة

سالم محادين

تصادف هذه الأيام الذكرى التسعون لتأسيس #النادي #الفيصلي عميد الأندية الأردنية وكبيرها من حيث التاريخ و الأرقام والإنجازات، الفيصلي الملقب بالزعيم، الفيصلي الذي صال وجال في ميادين #كرة #القدم المحلية والعربية والٱسيوية حتى باتت تسمية الزعيم ذاتها تتباهى بأنها أطلقت على نادٍ بحجم الفيصلي.

في لقاء إعلامي مع أحد كبار مشجعي الفيصلي السيد معن الربيحات سأله المذيع لماذا اخترت الفيصلي تحديدًا ليكون فريقك المفضل فأجاب قائلًا: وأنا في حضن أمي صحيت فيصلي، دمي فيصلي، روحي فيصلي، عشقي فيصلي، أكلي فيصلي، همومي في الدنيا بنساها بس يفوز الفيصلي، تنهد وقال مرة أخرى مع مدة لحرف الياء فييييصلي! فبادره المذيع بالسؤال: شو المميز يعني؟ فأجابه بذات اللهفة: فيصلي، فيصلي وطن، ثم أردف قائلًا: في ناس كثير بتستغرب وبتسألني شو يعني وطن؟ لا الفيصلي وطن.

ما ذكرت أعلاه ليست إلا حالة من حالات عديدة بين الجماهير التي تنتمي بكافة أحاسيسها ومشاعرها لهذا النادي الكبير، النادي الذي شكَّل على امتداد تاريخه حالة عشق خاصة و هيامًا فطريًا ترعرع منذ نعومة أظافرنا وتناقلناه فخرًا بإخلاصٍ ومحبة، النادي الذي يكبر ويكتسب قوته من جماهيره وعشقهم اللامتناهي لهذا الكيان المميز، النادي الذي يحظى بنسور زرقاء في كافة أرجاء الوطن الحبيب من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى الجنوب.

مهما كان التشجيع شرسًا لا بد أن تكون الروح الرياضية هي الأساس، وحين تفتخر جماهير الفيصلي بناديها فهي بكل تأكيد لا تقلل من شأن الأندية الأخرى، بل وعلى العكس تمامًا فالأندية الكبيرة كالفيصلي تستمد قوتها ورغبتها في التميز من قوة المنافسة واحترامها الكبير لكافة الخصوم ما يجعل للبطولات والألقاب والإنجازات طعمًا أشهى ومذاقًا أحلى.

في محافظة الزرقاء الحبيبة :عندما كنتُ في المرحلة الإعدادية ( سنة 1992 ، 1991 ، 1990 ، وما بعدها ) كان شقيقي _ إحسان _ يأتي إلى المدرسة بعد الحصة الثالثة طالبًا لي الإذن للمغادرة بحجة المرض ولست أدري أي حجةٍ كان يدعيها هو أمام إدارة مدرسته ليغادر باكرًا، هذا لنذهب معًا إلى العاصمة عمان منذ الظهيرة لمشاهدة مباراة الفيصلي المبرمجة مساءً!

الصيف الحارق، الشتاء ببرده القارس وأمطاره وبروقه والرعد، كل الظروف المناخية المتعددة لم تكن تمنعنا من مشاهدة معظم مباريات الزعيم على أرض الملعب، تسلل الشيب ومتاعب الحياة وظروفها وجغرافية المكان وعنفوان الزمان إلى حياتنا، سلبتنا فرحة المشاهدة الحثيثة ولم تسلبنا بالطبع العشق المزمن، تم تشخيص حالتنا على أنها إدمان رياضي، ذهبنا إلى أخصائيي فسيولوجيا الذات للتخلص منه، بعد جلستين إلى ثلاث، وصفوا لنا العلاج باستمرار الإدمان.

salem.mahdeen@yaho

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى