سواليف
أثار إعلان غريب تعجباً، وهو عن قط تائه في حي (السنابل) بجدة، وضعت صاحبته إعلاناً تستنهض فيه نخوة الناس لمساعدتها في البحث عنه.
ووفقاً للإعلان المربك أن القط اسمه “كيفين” يبلغ من العمر 6 أشهر، وأهم أوصافه بحسب صاحبة الإعلان التي صاغتها بحرقة أنه: “يعرف اسمه إذا ناداه أحد، ويجي بسرعة إذا أحد قال له كلمة بيض أو دجاج باللغة الإنجليزية”. وأضافت:” الرجاء منكم مساعدتي في نشر الإعلان، أنا في حالة لا يعلم فيها إلا الله، ما يطلع أبداً دايماً يلعب في الحوش، واليوم ما لقيناه”.
(كيفين) بخير
تابعت “العربية.نت” الإعلان – الذي تداولته حسابات مهتمة بالقطط في حينه – وظُنَّ أن في الأمر مزحة ثقيلة – إلى أن تم العثور على القط التائه، وتواصلت “العربية.نت” مع صاحبته “نهى.ش” التي عاد إليها صوابها، وسألناها في البداية عما إذا كان “كيفين” في حالة صحية جيدة، فقالت: “الحمدلله جيراننا ساعدونا في البحث عنه، وكان في مكان قريب بس لأنه خايف كان متخبّي”، واستطردت تشرح وضعه الصحي: “الحمد لله أخذ كل تطعيماته إلى الآن. أختي متكفلة بحكاية جدول التطعيمات لهم ولأمهم”.
وعن أسعار هذه التطعيمات قالت: “طبعاً قيمة التطعيمات تختلف من عيادة لعيادة، وكمان أي كشف عليهم أسعاره تختلف من عيادة لعيادة أعطيك مثالاً.. أنا وقتها رحت معاهم، أول ما تولدوا أخذتهم للعيادة الأوروبية كلفني الكشف مع إبرتين لاثنين منهم مع الحليب 400 ريال”.
وجعلت مشاركة “العربية.نت” الشابة (نهى) أكثر ارتياحاً في الإجابة عن مزيد من التساؤلات المهمة حول طريقة عيش القطط في البيوت #السعودية.
ملاهٍ وشامبو وبودرة
ذكرت نهى أن كثيراً من القطط الجميلة محظوظة بعناية خاصة، مؤكدة أن القط التائه يبلغ من العمر 6 أشهر، ووفرت له ولأفراد عائلته أدوات ترفيهية وكرات في حوش المنزل، حتى يتسنى لهم قضاء أوقات ممتعة، ولم يسبق أن ضاع أحدهم قبل هذه المرة.
وتابعت حديثها: “بالنسبة للأكل أنا أعتمد لهم الأكل الجاف بس طبعاً مو أي شركة، وأعتمد لهم البيض المسلوق والدجاج المسلوق”، مضيفة أن “ميزانيتهم الشهرية تبلغ 500 ريال تزيد أو تنقص قليلاً”.
ورفضت قطعياً الحديث عن أي اندماج أو علاقة بين “البساس” الخاصة بهم على حد قولها والقطط البلدية التي تعيش في الشوارع حماية لها من الفيروسات والبراغيث التي قد تصيبها نتيجة العدوى.
وأكدت “نهى” في سياق حديثها أنها توفر لـ”كيفين” وأفراد عائلته أنواعا خاصة من الشامبو والبودرة والقطرات المعقمة، وتكافئهم من فترة لأخرى بأنواع من الحلوى وتعتبرهم أبناءها، بحسب وصفها، وقالت: “الأم اسمها ساشا والبقية بلاكي، كيفين، ساندي، “بيلا” وفيفي ويعيشون حياة جيدة، وعرضت 3 منهم للتبني”.
وسألناها عن نظرتها للأشخاص الذين يعانون من “فوبيا” القطط، فنصحتهم دون تردد بالتوجه إلى أقرب عيادة نفسية، دون أن تعلم بأن كاتب هذا التقرير أحدهم.
الخير في الشباب
قصة القط التائه “كيفين” فتحت لنا الباب للدخول إلى عالم هذه الكائنات التي لم يعد مقصوراً تربيتها على فئة أو طبقة معينة من الناس، واكتشفنا في الضفة الأخرى من مواقع التواصل الاجتماعي مفاجأة لشبان سعوديين من الجنسين ينشطون في رعاية القطط والعناية بها ومد أكف الرحمة لها بشكل دائم، وعند الدخول إلى عالمهم ذهلنا من الدور الإنساني المنظم بينهم، رغم عملهم بعيداً عن أي مظلة رسمية، إنما يقتصر الأمر على اجتهادات شخصية بإمكانات بسيطة، ومن ضمن شعاراتهم اللافتة “تبني لا تشتري”، والقصد من هذا الشعار تقديم الاحتواء النفسي والجسدي من خلال تبني القطط التي يرغب أصحابها في التخلي عنها لأي ظرف من الظروف أو #القطط التائهة التي انقطعت السبل في الوصول إلى أصحابها حتى لا تجد نفسها في الشارع دون مأوى أو حياة مرفهة سبق أن عاشتها.
فواتير وعلاج
ومن الأشياء التي تستحق الإشادة بين هواة تربية القطط في المنازل تكاتفهم في إسداء النصائح لبعضهم بعضا، إضافة إلى استقطاعهم مبالغ مالية لعلاج القطط المريضة التي لا يوجد لها عائل، ودفع فواتير #العلاج للعيادات المتخصصة، وهو ما أكده لنا طبيب بيطري، إضافة إلى توفير مأوى للقطط الهزيلة أو التي تعاني من حوادث عرضية تعيق حركتها، وكل ذلك بعيداً عن الأضواء.
وفي خضم الإعجاب بتلك المواقف، تذكرت “العربية.نت” جزئية كانت مربية “كيفين” قالتها “إنها الرحمة التي تدفعنا للبذل والعطاء لهذه الكائنات الضعيفة، والرحمة لا تباع ولا تشترى، وفي الهدي النبوي أن الرحمة لا تنزع إلا من شقي”.
