قطر: من التجربة إلی نموذج الکونية

#قطر: من التجربة إلی #نموذج_الکونية

#شبلي_العجارمة

للتو قد بلغت نصف قرنٍ من الاستقلال من ربقة المستعمر الإنجليزي ,وبمساحةٍ جغرافيةٍ متواضعة,لکن التاريخ والجغرافيا خرافة الکتب ,سرعان ما تم طي ملفيهما ,لأن إثبات الوجود لا يريد فرجاراً وقلم ,ولا يحتاج لأطلسٍ ذو رموز معقدة ,فکل هذه المفاهيم في تطلعات قطر تميم وشعبها المحافظ ما هي إلا فاٸضُُ من الإنشاء والتعبير علی هوامش الکلام لا أکثر .
عندما تکون الأولويات عقيدة ووطن ووشعب ,ستکون النتاجات أصح ما تکون وخالية من کل التشوهات ,إذا أردنا الإعلام أدرنا مفاتيح شاشاتنا علی الجزيرة ,وإذا أردنا سقف الحريات لکل الأفواه المکممة في أوطانها حولنا دفة المشاهدة والاستمتاع علی قنوات قطر ,وإذا دعانا الفضول لتحليل قضيةٍ ما ,کانت الدوحة محطة أنظارنا ,وإذا أردنا نزهةً للنفس في هواياتنا الرياضية تابعنا فضاءات وفضاٸيات قطر .
الدوحة اليوم ترتدي عباءة المجد الذي طرزته من أهداب عيون شعبها الطيب ,وبمغزل حاکمها الشاب الذي لوی کل أنظار العالم لدوحة العروبة العروس الماجدة في خدرها ,بتاتاً لم تکن کل هذه الأشياء جراء الفتح بالفنجان ,ولا مجرد الضرب بالودع أو الارتکان إلی الرٶی والخيالات ,أو من باب الصدفة والحظ الجيد ,کلا ,بل کل هذا لأن قطر وجدت من يوجه دفة مکامن القوة في کل استراتيجياتها وتطلعاتها لترميم تشوهات الزمن وإشادة جدار السياسات الثلاث ,الداخلية والإقليمة والعالمية ,کل ذلك کان باستثمار الخبرات المحلية لأبناء شعبها ,ولاستقطاب الکفاءات المبدعة من أبناء شعوب العرب الشقيقة بالذات لمن حاولت أوطانهم إغراقهم بوحل الخيبات والخذلان و وأد إبداعاتهم حيةً ترزق .
اليوم أصبحت قطر في عيوننا أکبر من مجرد دولة شقيقة ,بل ترامت أطراف مساحاتها علی سهول قلوبنا وتضاريس أمنياتنا ,وهي تفرض بصولجان هيبتها علی کل أضيافها روح الإسلام السمحة .وفضاٸل الأخلاق والقيم ,وتصبغ هذا العرس الکوني بکل مظاهر التوحيد ,رضي من رضي أو غضب من غضب ,لتٶکد للعالم أجمع أن الإنجازات ليست عند حدود الاستقلال ولا مجرد مفردات للکلام تحتبسها معاجم اللغات العاجزة ,حتی استقطبت قلوبنا قبل أبصارنا .
دوحة تميم تبدد شرنقة التجربة الصحراوية إلی أنها صقر عروبةٍ يرتع بين غيم الشموخ وفوق هامات السحب ,وأنها ترسم اليوم للعالم برمته صورةً مشرقة تتحدث عربية القرآن ,وترتدي تراث الأباء والأجداد بحلل المجد والفخار والسمو .
اليوم کلنا قطر عناب الصحراء الذي أثمر العروبة من جديد ,وکلنا دوحة تميم التي تغازل أسراب حمام العالم الأبيض ,لتکتب علی صفحات القلوب أننا أمة آصالةٍ وعقيدة وجودٍ تستوعب کل أطياف الأرض ومعادن اختلاف الجلود والمعتقدات وملح الأصول .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى