قطر تقبض على جمرها / أ . د أنيس الخصاونة

قطر تقبض على جمرها
أ . د أنيس الخصاونة
الحملة غير المسبوقة التي تشهدها قطر والتجييش والتحشيد والحصار الذي فرض عليها وضع هذه الدولة الصغيرة بمساحتها والفريدة بمواقفها في دعم قضايا التحرر العربية وضعها في عين الإعصار. قطر التي استثمرت في ثرواتها لصالح شعبها فجعلت هذه الدولة تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم في مستوى التعليم ،كما جعلت مستوى الصحة هو الافضل على المستوى العربي ،وحقق مستوى الدخل الفردي الرتبة الأعلى في العالم ، وهي الدولة العربية الأكثر إنفاقا على البحث العلمي.
قطر تدفع ثمن مواقفها في دعم الشرعية في مصر والوقوف إلى جانب حماس في غزة ، ولا ننسى مئات الملايين التي ضختها قطر في إعادة إعمار غزة، وفي تشغيل مولدات الكهرباء، ودفع رواتب الموظفين ورعاية عشرات الالاف من الأيتام والمعوزين.نعتقد أن هذه العاصفة التي تواجهها قطر لم تتولد نتيجة علاقاتها مع إيران أو تصريحات أميرها بأن إيران دولة مؤثرة في المنطقة فهذه التصريحات صحيحة ولا تمثل جديدا ، كما أن دول خليجية أخرى مثل الكويت والإمارات وعمان على علاقة طيبة مع إيران .
يا ترى إذا كان الأمر كذلك فلماذا قامت قيامة دول مجلس التعاون الخليجي ؟ ولماذا هذه الشيطنة والتجييش ضد قطر؟ . نعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تكمن في أن اسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية وضعت نصب عينيها القضاء على حماس والإخوان المسلمين الذين ما زالوا يمثلون قوى الرفض للإحتلال الاسرائيلي ويدعمون المقاومة. قطر تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي ما زالت تستقبل حماس وتتعامل مع ممثليهم وتقدم الدعم المادي والمعنوي لأهل غزة في الوقت الذي ربما نستذكر كيف قام بعض الأشقاء العرب بإرسال مستشفى لغزة أثناء الحملة الاسرائيلية الغاشمة عليها ليكتشف الغزيون لاحقا أن العاملين في هذا المستشفى كانوا يتجسسون على مواقع إطلاق الصواريخ وعندما تم اكتشافهم حزموا أمتعتهم وغادروا.
من جانب آخر فإن قناة الجزيرة التي جعلت من قطر قوة إعلامية ضخمة على المستويين الإقليمي والعالمي أصبحت مستهدفه بشكل كبير من قبل اسرائيل والولايات المتحدة حيث أن هذه القناة أصبحت نافذة أحرار العرب التي تغطي لا بل تفضح كل الممارسات القمعية والعنف الذي تمارسة اسرائيل في الأراضي المحتلة ،كما أن هذه القناة غطت جميع حركات وثورات الربيع العربي وفضحت الانقلاب والانقلابيين في مصر وممارساتهم وبطشهم وقتلهم الأبرياء. ضمن هذا السياق يجب أن لا ننسى مدى الإزعاج الذي تشعر به الأنظمة السياسية التقليدية العربية عموما والخليجية على وجه الخصوص من قناة الجزيرة جراء تغطيتها لحركات التحرر العربي وتناولها لقضايا سياسية حساسة تتعلق بالداخل الخليجي.
نعم الإسرائيليون والأمريكان يريدون القضاء على حماس والإخوان المسلمين ووضعهم في حظير التخاذل والإذعان تماما مثلما يريدون أن يضعوا حدا للإنفتاح الاعلامي الحر المتمثل بقناة الجزيرة لتتمكن اسرائيل من القيام بممارساتها في الضفة والقطاع دون أن يعلم العالم بما يدور في الاراضي المحتلة ،وهذا الوضع بالتأكيد يخدم النظام السياسي في مصر الذي يعتبر قناة الجزيرة العدوالثاني بعد الإخوان المسلمين وذلك لتغطيتها الواسعة لما يحدث على المشهد المصري.
وفي الوقت الذي لا نعتبر أن قطر لم تركب أخطاء في بعض سياساتها السابقة فإن هذه الدولة اليوم تقبض على جمرها بسبب دعمها لحماس ورعايتها لقناة الجزيرة ومواقفها الداعمة لثوار الجيش الحر في سوريا. يسجل لقطر تلك المواقف التي أبدتها من الشرعية في مصر ومن الثوار في سوريا ومن أهل غزة الذين يدركون تماما حجم ومقدار الدعم الذي تلقوه من هذه الدولة في الوقت الذي اصطفت بعض الدول العربية مع اسرائيل ضد المقاومين في غزة. اليوم قطر وشعبها يدفعون ثمن هذا المواقف النبيلة التي لن ينساها أحرار العرب والله نسأل أن يحفظ قطر وشعبها ويبعد عنهم كيد الاسرائيليين والصهاينة إنه سميع مجيب الدعاء…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بورك بك ، نعم هذه هي الساسية الحمقاء المتهورة المتكررة التي تمارس السيناريو العراقي وكذبة السلاح والدعم للجماعات الإرهابية وغيرها من الأمور التي ثبت ضحدها ، التاريخ يعيد نفسه في قطر مالم يتخذ المجتمع العالمي يقظة الصحوة والعمل على احتواء الأزمة نحن على كارثة جديدة وهذه المرة من صنيعة العرب العرب أنفسهم والله انها السياسة المتهورة التي لاتفكر إلى أبعد مدى ، حين قتلوا صدام بكوا عليه ،

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى