قطر تغادر «أوبك» / عمر عياصرة

قطر تغادر «أوبك»

الاعلان الرسمي لدولة قطر عن الانسحاب من منظمة الاوبك، جاء في صياغته محاولا تهميش الحمولة السياسية للقرار من خلال جعله قرارا تقنيا بحتا.
لكن الحقيقة هي خلاف ذلك، فالاهتمام بالغاز لا يلزمه الانسحاب من اوبك، لذلك لا يمكن فهم الخطوة القطرية الا في اطار سياق الازمة الخليجية والحصار المفروض عليها من قبل السعودية.
الانسحاب يشكل خطوة احتجاجية على اداء الرياض داخل المنظمة، وهو اعلان واضح على ان تحكم السعودية في المنظمة يستلزم موقفا من صغار «اوبك» وعدم التزامهم الدائم بالصمت.
اذاً قطر، تريد قرع الاجراس داخل المنظمة، فالوظائف المنوطة بها اضطربت، ودليل ذلك الاسعار التي تراجعت فجأة وبقرار من بعض الدول دون الرجوع للعمل المؤسسي.
من جهة اخرى، تبدو الدوحة اكثر احتجاجا على اداء المملكة العربية السعودية داخل «اوبك»، وتريد من انسحابها وضع الملف على الطاولة، فالرياض تخوض حروب السياسة بسلاح النفط، دون الاخذ بالاعتبار حجم الضرر الواقع على الدول الاعضاء في «اوبك».
نعم انسحاب قطر يحدث جلبة داخل المنظمة، وسيجعل ايران وفنزويلا وربما روسيا اشد رغبة بالتعبير عن رفضها لأداء الرياض تجاه الانتاج والذي يخدم الاجندة الاميركية.
وهنا يأتي السؤال عن وزن هذه الخطوة وتأثيرها في اثارة النقاش داخل المنظمة، وهل ستشهد الايام المقبلة انسحابات من دول اخرى ولا سيما ذات الانتاج المحدود.
سبق لأندونيسيا عام 2008 ان انسحبت من «اوبك» ثم عادت بعد ذلك لأحضان المنظمة، فهل سنرى عودة لقطر قريبا، ام انها تفكر ايضا بخطوة اكبر تتعلق بمجلس التعاون الخليجي؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى