قصيدة للشاعر همام رباع رداً على خاطرة ” عودوا فالعمر أقصر “

قصيدة للشاعر همام رباع رداً على خاطرة للاعلامي طارق حامد

يا طارقُ استُلِمَـــــتْ نصيحتُك التي أرسلتَها حبّا على طول المدى
طرَقَتْ رسالتُك الجميلةُ بابَنا وقلوبُنا قد عانَقَتْ ذلك النِّدا
وصل النّداءُ الى مسامعنا بِغـُــــــــــــربِتنا هنا فلتستمعْ رجعَ الصَّدى
ما في التَغَرُّب يا أُخَيَّ سعادةٌ حتى وإن قصراً سكنتَ مُشَيَّدا
وألّذُّ ما في الكون ليس مُقارَناً برغيف طابونٍ وزيتٍ للغَدا
وبدعوة من والدينِ وجلسةٍ بظلالِهِمْ تلقى نعيماً سَرمَداً
قل لي بربّكَ هل رأيتَ مودِّعا لبلاده والأهلِ راحَ لِيَسعَدا !!
أرأيتَ دمعَ مودِّعينَ مسافراً وغَفُلتَ عن دمع المسافر إذ غَدا!
حتى إذا خُتِمَ الجوازُ مغادراً ألفيتَ دمعاً في الفؤاد توقَّدا ؟
أوَما ترى الأسماكَ تهجرُ بحرَها؟ قل لي أخيْ أرأيتَ أنَّ لها يدا!
أوَما ترى الجنديُّ يحملُ روحَــــهُ في كَفِّهِ أظنَنتَهُ يــهوى الرَّدى !!
أوَما ترى الحَسُّونَ يبقى صامتاً فإذا فتحتَ البابَ طارَ وغَرَّدا !
أظننت حقا أن هَجَرنا أهلَنا طوعا لِنَشُقَّ دربا بالرَّخاءِ مُعَبَّدا !!
إنّا كمــــــــــا الغَوّاصُ فـــي بحرٍ عميقٍ غاصَ في أعمــــــاقهِ مُتَعَمِّدا
يرجو اللآلئَ والكنوزَ وجمْعَها ويعودُ من أجل الهواءِ لِيَصعَدا
وهواؤُنا الأردُنُّ نحملُ بعضّهُ لِنغوصَ في بحرِ العَذابِ مُجَدَّدا
ووَقودُنا منها محبّةُ أهلنا إن قلَّ زُرناهُم لكيْ نَتَزَوَّدا
تالله لو بَعُدَتْ عن الأردُنِّ أجســـــــــــــــادٌ لنا فقلوبُنا لن تَـبْعُدا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى