قصيدة (حبيبي راتبي) للشاعر عواد المهداوي

قصيدة (حبيبي راتبي)

1 . نَاديْتُ و( الصَّرَّافُ ) مَلَّ تَذُلُّلِي * يا راتبي، عَطْفاً، تَكَرَّمْ وانْزِلِ !

2 . أشْفِقْ على حَالي،أخوكَ مُواطنٌ * يغدُو بدونكَ بائساً كالأرمَلِ

3 . إنِّي لأَهْذِي في المَنامِ براتبي * وأراهُ يَدْعُوني : حبيبي أَقْبِلِ !

مقالات ذات صلة

4 . فَأَطِيْرُ نحوَ ( البَنْكِ ) أرجو أنَّها * رُؤْيَا فقيرٍ بالدُّيونِ مُكبَّلِ

5 . لكنَّني أصْحُو كئيباً عندما * تتراقَصُ الأَصْفارُ في الصَّرافِ لِي !

6 . فَأَظَلُّ أنْتظِرُ الهِلالَ بلهفةٍ * لأرى سنَاهُ بوجهيَ المُتَهَلِّلِ

7 . فإذا قَبَضْتُ على النقود رأَيْتَنِي * أمشي كما الطَّاووسِ نحوَ المَنْزِلِ

8 . فَأَلُمُّهَا.. وأشُمُّها.. وأضُمُّها * وأَعُدُّها عَشْراً بدونِ تَمَلْمُلِ

9 . وأّظَلُّ أَرْقِيها .. وأَرْقِيها بما * أَتْلُو مِنَ آيَاتِ الكِتابِ المُنْزِلِ

10 . ولَرَبَّما صَوَّرْتُ نَفْسي بيْنَها * ذِكْرَى حبيبٍ مُدْبِرٍ لا مُقْبِلِ

11 . ولَرَبَّما خَبَّأْتُ جُزْءاً دُوْنَمَا * تَدْرِي( القِيَادَةُ )أو جنودُ الجَحْفَلِ

12 . فَهُمُ كَيَأْجُوجٍ ومَأْجُوجٍ ، إذا * ظَفِرُوا بِمَالي جَرَّدُونِي ( صَنْدَلِي ) !!

13 . لَكِنَّني مَا إِنْ شَعَرْتُ بِفَرْحَتِي * ورقَصْتُ ثُمَّ صَدَحْتُ مِثْلَ البُلْبُلِ

14 . حتَّى أَتَتْنِي زَوْجَتي وكأنَّــها * جاءتْ لِحَصْدِ سنَابلي بالمِنْجَلِ

15 . أو أنَّها -مِثْلُ الحُكُومَةِ عِنْدنا- * جاءتْ تُنَخِّلُ راتبي بالمُنْخُلِ

16 . هِيَ ساعِدي ومُساعِدِي،لكنَّها * عندَ النقود ِ ( حَرِيْقَة ٌ ) كالمِرْجَلِ

17 . قالتْ:سَمِعْتُكَ ضاحِكاً،ماذا جَرى؟! ** قد كُنْتَ تُسْمِعُنَا عَويْلَ مُوَلْوِلِ

18 . لا بُدَّ أنَّ جُيُوبَكَ امْتَلأَتْ،فَلا * تَكْذِبْ عَليَّ ، ولا تَكُنْ كالأَهْبَلِ

19. أَمْسِكْ.. وأَعْطَتْنِي قَوائِمَ عِدَّةً : * إِقْرَأْ كِتَابَكَ ! حانَ وَقْتُ مُسَلْسَلِي

20 . فَاتُورةٌ لِلْكَهْرُبَا و( النِّتِّ) أوْ * للمَاءِ أوْ للهَاتِفِ المُتَنَقِّلِ

21 . أقساطُ شقَّتِنا .. ودَيْنُ زَواجِنَا * وامْلأْ لنا خزَّانَنا بالدِّيزلِ

22 . ورُسومُ جَامِعَةٍ لأبْنائي فَهُم * طِبٌّ وتَمريضٌ وآخَرُ صَيدَلِي

23. فَلَعلَّهُم لي يَفْتَحُونَ عِيادةً * حَالٌ مُهَلْهَلَة ٌ … وجِسْمُ مُعَلْعَلِ !

24 . لا تَنْسَ قائمةَ الخُضارِ، فإنَّها : * بَصَلٌ … بطَاطا …ثُمَّ( كَمْشَةُ) فُلْفُلِ

25 . بَنْدُورَةٌ..كُوسَا وبَاذِنْجَانُ .. بَـا * مِيَةٌ … ومَلْفُوفٌ .. خِيَارُ مُخَلَّلِ

26 . وكَذاكَ قائمةُ الفَواكِهِ .. فوقَها * بَيْضٌ وأجبانٌ … وزَيْتٌ لِلْقَلِي

27 . مَاذا أُعَدِّدُ؟! فالمَطالِبُ جَمَّة ٌ * لَكِنْ تَبَخَّرَ رَاتبي يَا وَيْلَ لِي !

28 . مَنْ ذَا يُدَايِنُنِي؟ ولَسْتُ مُسَدِّداً * دَيْنِي القَدِيْمَ ..فَيَالِطُولِ تَوَسُّلِي

29 . أَسْطُو على بَنْكٍ أَوَ انِّي أرْتَشِي ؟! * إنِّي عَنِ المَالِ الحَرَامِ بِمَعْزلِ

30 . أَمْ أَشْتَرِي(بِكَماً) وأَجْمَعُ (خُرْدَةً) * أوْ أَقْتَنِي لِيْ (بَسْطَةً) في العَبْدَلِي ؟!

31 . أَمْ هَلْ (أَهِجُّ) مِنَ البِلادِ مُهَاجِراً * وإِنِ احْتَرَفْتُ الطَّبْخَ فيها و(الجَلِي)

32 . لَوْ كُنْتُ لَصّاً مِنْ كِبَارِ لُصُوصِنَا * تَجْرِي النّقودُ بِكَفِّهِمْ كَالجَدْوَلِ

33 . ِ مَّمنْ يَبِيْعُونَ البلادَ وأهْلَها * ويُقَامِرونَ بِشَعْبِها في المَحْفَلِ

34 . ويُعَاقِرونَ بِها كُؤُوسَ الِإثْمِ ،لا * يِدْرُونَ أنَّ لنا كُؤُوسَ الحَنْظَلِ

35. لَوْ كُنْتُ مِثْلًهُمُ لَعِشْتُ مُدَلَّلاً * شَتَّانَ بَيْنَ (مُسَخْمَطٍ ) ومُدَّلَّلِ !

36 . لَكِنْ مَعَاذَ اللهِ رَبِّي .. إنَّها * نَزَغَـــــاتُ شَيْطَانٍ هُنَاكَ مُضَلِّلِ

37 . سأَعيْشُ حُرّاً رغْمَ فقري شامِخاً * هذا انا أبداً .. ولَمْ أتَبَدَّلِ

38 . أحْيا عزيْزاً بالقناعةِ طالما * أنَّ الحَلالَ بِمَشْربي وبِمأْكَلِي

39 . وأَظلُّ أَشْدُو: راتبي المَحْبوبُ لِي * ( ما الحُبُّ إلاّ للحبيبِ الأَوَّلِ ) !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى