اضطر الكثيرون من سكان #غزة وشمال القطاع، إلى النزوح مشيا على الأقدام نحو جنوب وادي غزة، قاطعين عشرات الكيلومترات، وبينهم #أطفال ومسنون، والذين تحدثوا عن #أهوال_الطريق التي تقطعها قوات #الاحتلال، وعن جثث ملقاة في الطريق.
#شهادات_النازحين
ذكر نازحون من مدينة #غزة إلى مناطق “جنوب وادي غزة” سيرا على الأقدام، أنهم شاهدوا أهوالا خلال الرحلة. وقال أحدهم ويدعى أحمد سعدي من مخيم الشاطئ الذي تقف الدبابات الإسرائيلية المتوغلة على مشارفه، إنه وأسرته والعديد من الجيران، ساروا على طريق صلاح الدين من منطقة الزيتون، وقطعوا المحور الذي تتواجد فيه قوات الاحتلال، وهم يرفعون أيديهم، دون أن يحملوا سوى ملابسهم على أجسادهم.
وقال إنه كان يقيم في أحد “مراكز الإيواء”، الذي لم يعد آمنا، وإنه فوجئ خلال مكوثه بالمركز، أن منزل عائلته ومنازل جيرانه قد دمرت خلال الغارات العنيفة على المخيم، ما اضطره بسبب خوف أسرته وأطفاله لاتخاذ قرار النزوح رغم صعوبة الطريق.
جيش الاحتلال الإسرائيلي ينشر فيديو يزعم من خلاله سيطرته على اجزاء من شارع صلاح الدين ونزوح عدد كبير من سكان حي الزيتون إلى مناطق جنوب القطاع…بانتظار معرفة التفاصل pic.twitter.com/WMlJT4XFR1
— Arab-Military (@ashrafnsier) November 7, 2023
ويوضح أن الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر واعتقدوا أنهم سيُقتلون في أي لحظة، وتحدث عن التعب الشديد الذي عانى منه الأطفال والنساء، لافتا إلى أنه كان يبدّل حمل أطفاله الذين تعبوا من المشي لمسافة تزيد عن 20 كيلومترا.
ويوضح أحمد أنهم ساروا في عدة محاور على شارع صلاح الدين، وكانت هناك دبابات إسرائيلية تحيط بهم، مما جعلهم يشعرون بحالة خوف شديدة من إطلاق النار عليهم.
واستغرقت رحلة نزوح أحمد أكثر من خمس ساعات منذ لحظة خروجه من مخيم الشاطئ إلى وسط قطاع غزة، رغم أن هذه الرحلة تحتاج في الوضع الطبيعي 15 دقيقة فقط على متن السيارة.
وتقول زوجته التي تعاني وأطفالها من حالة خوف وصدمة شديدة، إنهم شاهدوا جثثا في الطريق لأشخاص استهدفهم جيش الاحتلال، وقد مضى على بعضها عدة أيام، وقالت: “كان الأمر فظيعا جدا، أحسست أن مصيرنا سيكون مشابها لهم، وأن القذائف أو الرصاص ستصيبنا في أية لحظة”.
وأشارت إلى أنها لم تستطع أن تقدم شربة ماء لأطفالها، الذين شعروا بالعطش كغيرهم من باقي أطفال الأسر التي كانت ترافقهم، لعدم توفر الماء.
ولا تزال هذه السيدة تشعر بالخوف، وتؤكد أنها لم تسطع النوم مما شاهدته في الطريق، رغم حالة التعب والإعياء الشديدة، وتقول إن قلوب من قطعوا الطريق كادت تتوقف حين وصلت إلى منطقة “مفترق الشهداء”، وعند منطقة “شارع 10” التي تقطعها قوات الاحتلال، خشية استهدافهم وقتلهم.
ومن بين الشهادات عن تلك الرحلة، قيام رجال بمساعدة المسنّين وإسنادهم والسير معهم ببطء حتى اجتياز المنطقة الخطرة على شارع صلاح الدين.
فلسطينية تروي لمراسل التلفزيون العربي باسل خلف, رحلة العبور الخطرة من شارع صلاح الدين وصولًا إلى مدخل مخيم البريج وسط قطاع #غزة@baselkhlaf pic.twitter.com/b11HCgoxu8
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 6, 2023
ولا يزال رجل آخر في نهاية العقد الخامس من عمره، يشعر بألم شديد في قدميه، ويقول إن هذا الحال يشعر به كافة أفراد أسرته من الكبار والصغار، بسبب السير لمسافة طويلة وتحت أشعة الشمس. ويؤكد بعد وصوله إلى أحد منازل أقاربه في وسط القطاع، أنه استعان بأدوية مسكنة للآلام، لافتا إلى أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وكادت الرحلة أن تودي بحياته، حين شعر بالظمأ الشديد.
هذا ولم يمعن أحد من #النازحين النظر في الجثث التي كانت ملقاة في الطريق، بسبب منع الاحتلال نقلها إلى مناطق أخرى لدفنها. ويؤكد النازحون أن الشهداء الذين وجدوهم في طريقهم، كانوا من كافة الأعمار.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أعلن عن وجود بلاغات بوجود جثث لمئات النازحين، على طرقات كانت سلطات #الاحتلال أعلنت أنها آمنة، وتؤدي إلى مناطق #جنوب_غزة.