سواليف
لم يدر في خلد ركاب الطائرة المصرية أن رحلتهم إلى القاهرة ستكون الأخيرة في حياتهم، على الرغم من وجهاتهم التي خططوا لها عند هبوطهم في القاهرة، فبعضهم كان يسعى للزواج والبعض الآخر مسافر لعلاج أحبائه وآخرون سافروا بهدف الاستجمام في أيام الصيف الأولى.
عائلة بطيش الجزائرية فقدت أحد أبنائها مع أسرته بالكامل في حادثة الطائرة المصرية المنكوبة، التي تحطمت فجر أمس خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة.
وقال أقارب فيصل بطيش الشاب الجزائري الذي يعيش بفرنسا والمنتمي لعائلة ميسورة الحال تنحدر من مدينة ميلة الجزائرية، وهاجرت منذ عقود لفرنسا إنه كان بطريقه لقضاء إجازة صيفية في شرم الشيخ لمدة 15 يوما مع زوجته وطفليه محمد وجمانة.
من جهته قال الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن على الشريف في تصريح أمس الخميس أن الرعايا الجزائريين هم: فيصل بطيش وزوجته نهى سعودي وطفلاهما محمد بطيش (عمره سنتان) وجمانة بطيش (سبعة أشهر).
السعودية خوجة ورحلة العلاج
وفي السعودية كانت فاجعة أسرة سحر خوجة الموظفة في السفارة السعودية بالقاهرة مضاعفة، بعد مقتلها بسقوط الطائرة برفقة ابنتها من طليقها المصري والمصابة بالسرطان خلال عودتهما من رحلة علاج في العاصمة الإسبانية.
وقال عم خوجة إن سحر كانت تعالج ابنتها في مدريد من سرطان الغدد اللمفاوية قبل أن تنتقل إلى باريس، مشيرا إلى أن عددا من أقاربه كانوا من سحر في الأيام الأخيرة في باريس وعادوا قبلها بيوم، وقررت هي التأخر لتعود على متن الطائرة المصرية وتفقد حياتها بحسب صحيفة “عكاظ” السعودية.
كويتي ورحلة القاهرة المفاجئة
وفي الكويت التي فقدت واحدا من أبنائها لم تكن وجهة الأكاديمي والاقتصادي عبدالمحسن المطيري القاهرة حين خرج من الكويت، برفقة زوجته لعلاج ابنه على نفقة الحكومة لكن الأمور اختلفت خلال إقامته في باريس.
وقال شقيقه الوحيد حسين المطيري إنه عبدالمحسن تلقى دعوة من جهات اقتصادية في القاهرة للمشاركة في مؤتمر اقتصادي، على أن يعود مرة أخرى لباريس عقب انتهاء المؤتمر لاستكمال علاج ابنه.
وأوضح أنه طلب مساعدة طالب كويتي لاستقباله وترتيب تحركاته في القاهرة وقام الطالب بانتظاره ساعات طويلة، وبعد تأخر الطائرة ولدى سؤاله أخبروه أنها فقدت وانقطع الاتصال بها.
السودان يفقد عالما وعريسا
وفقدت السودان اثنين من مواطنيها أحدهم يدعى فارس كوكو ويحمل الجواز الفرنسي بالإضافة للسوداني، وكان عريسا منتظرا كما تقول ابنة عمه التي استعدت لاستقباله في مطار القاهرة والسفر معه للخرطوم لإتمام مراسم زفافه من الفتاة التي أحبها.
وأكدت ثريا كوكو أنها لم تجد في مطار القاهرة الدولي من يساعدها أو يوفر لها معلومات عن ابن عمها، وظلت تبحث عنه في فنادق المطار.
ولم يقدم لثريا كما تقول أي مساعدة لكن طاقم أحد المواقع الأخبارية ساعدها في الحصول على قائمة بأسماء الضحايا، وصدمت فور تأكدها أن ابن عمها ضمن ضحايا الطائرة بحسب “البوابة نيوز”.
وكشف موقع صحيفة “النيلين” عن هوية ضحية سوداني آخر كان على متن الطائرة، وهو كما قالت عالم يدعى محمد صالح زيادة، ويحمل الجواز الفرنسي ويعمل في منظمة اليونسكو الدولية.
ونقلت الصحيفة عن صديقه راشد سعيد يعقوب المقيم في فرنسا قوله إنه التقى “العالم” زيادة قبل سفره بيوم لتقديم العزاء في وفاة والدته، وأبلغنا بأنه سيغادر إلى السودان للقاء أسرته في دنقلا والخرطوم، مع التأكيد بأنه سيعود في يوم 28 مايو الحالي.
وأضاف يعقوب: “لكن إرادة الله شاءت ألا يعود محمد صالح لتلتقيه أسرته الصغيرة سميرة ومؤمّل وصالح وباسل وأمين، وألا يصل إلى مبتغاه ليلتقي بأسرته الكبيرة”.
وقال إن: “زيادة يمتلك معرفة وقدرة لا مثيل لها في مجال اللغات والترجمة، حتى إن محمد صالح زيادة كان أستاذا للترجمة ما بين اللغات الحية الثلاث: العربية والفرنسية والإنجليزية في المدرسة الأرفع لتدريس الترجمة في فرنسا”.
ولفت يعقوب الذي التقى لجنة إدارة حادثة الطائرة المصرية في مطار شارل ديغول في باريس، إنه التقى عائلة سودانية أخرى فقدت “كبيرها” ويدعى ريمون صموئيل.
وأوضح أن الضحية السوداني فارس كوكو كان عضوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكان مفترضىا أن تستكمل مراسم زواجه يوم الجمعة في الخرطوم، مشيرا إلى أنه “شاب مكافح أتقن مهنة ميكانيكا السيارات، وعمل فيها طوال فترات وجوده في فرنسا رحل شابا في ثلاثينيات عمره”.
عراقيان
أما الراكبان العراقيان فلم يكشف سوى اسمهما وهما نجلاء الصالحي وحسين خالد المحمود، وهما من مدينة كربلاء وكانا عائدين إلى بغداد، مرورا بالقاهرة وفقا لموقع “الراصد” الإخباري العراقي.
عائلة فلسطينية
المخرج الفلسطيني المقيم في القاهرة عثمان أبو لبن، نعى على صفحته الرسمية عمه وزوجة عمه وابن عمه وزوجته الذين ذهبوا قضوا في تحطم الطائرة.
وقال المخرج أبو لبن بمشاركة على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك: “إنا لله وإنا إليه راجعون صلاة الغائب على المغفور لهم بإذن الله عمي صلاح أبو لبن وابن عمي غسان أبو لبن وزوجة عمي سحر قويدر وزوجة ابن عمي ريم السباعي، بعد صلاة الجمعة في جامع السلطان الحسين شارع العروبة يا رب ارحمهم واغفر لهم واجعل مثواهم الفردوس الأعلى”.