قصة موت معلن

على سبيل الأمانة العلمية فقد سرقت العنوان من عنوان رواية للروائي الكولومبي الكبير «غابرييل غارسيا ماركيز». القصة وما فيها ان بطلتنا السيدة جودي غودي البريطانية التي تبلغ من العمر 27 عاما، ولم تتجاوزها، لأنها ماتت بسرطان عنق الرحم. لكنها قبل ان تموت باعت حقوق تصوير ورصد واستخدام فترة الاحتضار والوفاة الى شركات اعلامية مقابل مبلغ كبير من المال، غير مصرح برقمه (ربما خوفا من الحسد)، لصالح طفليها.
طبعا لو ان جناب حضرتي – أنا وأشباهي – قد حاول بيع هكذا حقوق ، لأقاموا عليه دعاوى جزائية بتهمة الاحتيال  وطالبوني بتعويضات مادية ومعنوية. لذلك لن أكلف نفسي عناء المحاولة حتى لو أصبت بسرطان عنق الرحم أو عنق الزرافة.
لكني ربما انوي استخدام هذه الفكرة من اجل بيع حق احتضار شعوب وقبائل وبطون وافخاذ  وجنحان وقوانص وخلافه. بما اننا أمة لا تحتضر ،لكنها تسعى الى الاحتضار ، وبما ان صناديق الأجيال القادمة التي اسستها حكومات ذات قرن، قد تم  استنفادها وتفريغها ، فلم يبق لنا  ،اذا،سوى ان نبيع حق نقل  وقائع احتضارنا في بث حي ومباشر من أجل تأمين مستقبل أجيالنا القادمة.
ارجو من الشعوب التي لا تعاني من عوارض الاحتضار الاختياري ان لا تحسدنا على هذه النعم المادية التي سنحصل عليها، والا قلنا لهم بصوت واحد وحشرجة واحدة، كما قال الشاعر.
هم يحسدوني على موتي فوا أسفا
حتى على الموت لا أخلو من الحسد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى