قصة ريان المغربي تتكرر في الأردن و«بطلها» الطفل فيصل

سواليف

شغل العالم أجمع بقصة #الطفل_ريان رحمه الله حتى فجع كل من تسمر على شاشة التلفاز من كل اصقاع الأرض بخبر وفاته بعد خروجه من البئر.
قصة قد تتكرر احيانا في مناطق أخرى ولكن بأسماء مختلفة وأيضا بأدوات وجنود مجهولين حتى نصل إليهم.
فيصل طفل السابعة خرج من منزله صباحا ليختفي بعد ذلك تماما وبحثت عنه والدته دون جدوى وبعد ذلك اخبرت والده الطبيب الجراح في الطوارئ القادم من أمريكا نهاية شهر شباط ليستقر في وطنه باختفاء ابنه في منطقة #ام_السوس حيث يسكنون.
وقال والد الطفل فيصل : اخبرت #الشرطة وقاموا بالبحث عنه بمرافقة #الكلاب_البوليسية ووصلوا في الساعات الأولى من البحث إلى المكان الذي كان فيه فيصل الا أن الأثر انقطع عند تلة صعبة وكثيرة الصخور.
وأضاف : حظي فيصل بهبة سكان المنطقة وما حولها منذ سماع الخبر للبحث عنه، مشيرا إلى ان أكثر من 3 آلاف شخص كانوا يبحثون عن فيصل ولم يتوقف احد عن ذلك حتى حلت ساعات تلك الليلة المظلمة علينا وقلوبنا كانت تعتصر خوفا وألما وحزنا لأي مصير ذهب فيصل وما الذي حدث له.
وبين أن المنطقة التي اختفى فيها فيصل ذات طبيعة صعبة نوعا ما حيث تكثر فيها الصخور والأشواك والمنحدرات، مشيرا إلى أنه مع ساعات الفجر الأولى ومع تكبيرات الاذان جاء الفرج لنا ولفيصل عن طريق احد سكان المنطقة وأبنائها الذي قرر بعد أداء الصلاة الذهاب للبحث عن فيصل وقامت كلاب في المنطقة تحرس فيصل بمساعدته في العثور عليه وقام بإجراء الاتصالات اللازمة ليخبرونني بعد ذلك أنهم وجدوا ابني بين الصخور والاشواك.
وقال انه بعد أن تمكن محمد المواهرة من الوصول إلى فيصل طلب من أخيه واقاربه أن يأتوا لمساعدته حيث وجد أن وضعه صعب نوعا ما واتصل بالدفاع المدني وبعد ذلك أخبرونني أنهم وجدوا فيصل في بطن الوادي وقد سقط من علو كبير يقارب الـ 25 مترا في مكان مليئ بالصخور يسمى الجرف.
وأضاف عندما ذهبت كان الدفاع المدني والشرطة واهالي المنطقة جميعا قد هبوا لفيصل فوجدت ابني يعاني من كسور وهناك جرح في رأسه وكان فاقدا للوعي وحرارته منخفضة جدا حيث قام أفراد الدفاع المدني بخلع ستراتهم لتدفئتة وتم تقديم الاسعافات الأولية له ومن ثم تم نقله إلى المركز العربي حيث اعمل وكان فيصل أيضا يعاني من نقص حاد في الأوكسجين وصل إلى 75 والعلامات الحياتية منخفضة، فتم إجراء اللازم وأدخل إلى غرفة العناية المركزة بعد إجراء ما يلزم حيث كشفت الفحوصات عن وجود ارتجاج في المخ ونزيف بسيط وكان يعاني من كسور في الفخد واليد وقد خضع لعملية جراحية وهو يتعافى الآن وخرج من العناية المركزة.
وقال والد الطفل كانت ليلة صعبة جدا ولكن ما خفف الالم عنا ما وجدناه من الأجهزة الأمنية والدفاع المدني وهبة اهل المنطقة للبحث عن ابني، شعرت بطمانينة لم أشعر بها منذ سنوات كثيرة، فنحن نعيش بطمانينة وبامن وامان بتلاحم هذا الشعب من مختلف فئاته وتكاتفه في الأزمات التي نتحول فيها فورا إلى جسد وقلب رجل واحد، مشيرا الى ان الجميع يعتقد أن ام السوس قرية صغير ة فقط، لكنها مليئة بالمحبة والنخوة.
« الدستور « حاورت الممرض المنقذ ومن وصل إلى فيصل مع ساعات الفجر الأولى محمد المواهرة الذي أكد لـ « الدستور « أنه لا يعرف فيصل ولا يعرف والده وأنه يعمل ممرضا في المنازل وعند عودتي متأخرا سألت عن الطفل اذا ما تم ايجاده فاخبروه أن الطفل ما زال مفقودا. واضاف صليت الفجر في المنزل ولم اذهب للمسجد وكان شيئا يدفعني من أجل الذهاب للبحث عن الطفل وقال بداية ورغم انني لا اعرف منزل الطفل تماما الا انني ذهبت للبحث عن منزل والده وبحثت في تلك المنطقة عن الطفل ولم أجد شيئا ابدا وعلى ما يبدو ابتعد الطفل كثيرا وقمت بالاتصال بأحد أصدقائي لاساله عن منزل والده واخبرته انني ذاهب إلى منطقة تسمى الدبة وهي كثيرة الاشواك والصخور وعندما وصلت إلى مكان يسمى الحد لوعورته لفت انتباهي صوت نباح الكلاب، مبينا ان الكلاب لا تنبح الا لشيء ما. وأضاف ذهبت إلى منطقة النباح فوجدت كلبين أحدهما هرب عندما شاهدني اما الاخر فبقي مكانه.
وفي الاثناء تذكرت هاتفي فعدت إلى سيارتي لاجد أن الكلب الهارب عاد إلى نفس المكان فتقدمت باتجاههما مرة آخرى فابتعد الكلبان قليلا وعندما وصلت سمعت صوتا بين الاشواك وشاهدت الطفل يتقلب يمينا وشمالا وعندما اقتربت منه وجدت حرارته منخفضة جدا ولديه نزيف من رأسه فاتصلت فورا بالدفاع المدني ثم اتصلت باخي واخبرته أن يأتي فورا لأنني وجدت الطفل فقمت بإرسال خريطة المنطقة وقدم اخي فورا وهو يحمل معه «فروة» لان الطفل في حالة برودة شديدة ورغم انني خلعت ما ارتديه لامنح فيصل الدفء الا أن الطقس كان شديد البرودة. وعندما وصل اخي قمنا بتهدئة الطفل دون تحريكه لأنني اعلم تماما مدى إصابته حتى وصل الدفاع المدني والشرطة ووالده إلى المنطقة ومن ثم تم نقل فيصل إلى المستشفى.
وبين لـ»الدستور» أنه في العادة يعود متأخرا إلى المنزل ويصلي الفجر بالجامع الا تلك الليلة رفع الاذان وهو في المنزل وخرج فقط من أجل البحث عن فيصل لتنبهه الكلاب إلى وجوده بين الاشواك وكانت الكلاب إلى جانبه.

المصدر
الدستور
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى