في القرن التاسع عشر انتشرت في أرجاء أوروبا #جماجم #غامضة متقنة مصنوعة من #البلور، اقتنيت من قبل جامعي تحف ومتاحف عالمية مرموقة، لكن مصدرها الحقيقي بقي مجهولا.
في الوقت الحالي توجد في العالم 13 جمجمة مصنوعة من #الكريستال_الصخري، صانعوها مجهولون. تسع جماجم بلورية توجد ضمن مجموعات تحف خاصة، وأربع جماجم من هذا النوع معروضة في #متحف_واشنطن الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان، ومتحف باريس للفن البدائي والمتحف البريطاني في لندن.
الجماجم الثلاث الأخيرة على شكل جمجمة بشرية بالحجم الطبيعي، ويشك في أنها صنعت في عام 1889 في أدغال غواتيمالا من قبل عالم الآثار يوجين بوبان، الذي كان مستشارا في مجال #الآثار للإمبراطور المكسيكي ماكسيميليان.
عالم الآثار وتاجر التحف الفرنسي يوجين بوبان كان ظهر في المتحف البريطاني عام 1857 مع عشرات الجماجم المصنوعة من الكوارتز المصقول، وادعى أنه حصل عليها من المكسيك وغواتيمالا، وأنها صنعت قبل آلاف السنين، وزاد على ذلك بالادعاء بأنها تتمتع بنوع من الهالة السحرية، وأنها قادرة على علاج الأمراض وتغيير المصائر.
دقق موظفو المتحف البريطاني في أوراق اعتماد بوبان، وتأكدوا من أنه كان مقربا من ماكسيميليان الأول، ملك المكسيك، وأنه شارك بالفعل في حملات نابليون الثالث لاستكشاف حضارات أمريكا الوسطى.
اللافت أن بوبان كان ينتقد بشدة التحف المقلدة، وقد أدان في رسالة محفوظة في الوقت الحالي في جمعية أمريكا اللاتينية الأمريكية ومؤرخة في عام 1866، “تزوير الآثار المكسيكية” من قبل السكان الأصليين في منطقتي تلاتيلولكو ولوس أنجلوس، وكانتا في ذلك الوقت ضمن ضواحي مدينة مكسيكو الحديثة.
يعتقد بعض الباحثين البارزين الآن أن مجموعة “بوبان”، كاره التزوير، كلها مزيفة، لكنه نجح في عام 1898 في بيع بعض القطع الأثرية إلى المتحف البريطاني الذي كان يسعى لتجديد مقتنياته وغثرائها بأفضل الآثار من أمريكا الوسطى، فيما صلت إحدى الجماجم البلورية التي كانت ضمن مقتنيات بوبان إلى يد جامع التحف ألفونس بينارد، وقد تبرع بها لاحقا لمتحف “برانلي كاي برانلي” في باريس
الجماجم البلورية الغامضة والسحرية تجولت في أرجاء العالم وعرضت في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم كأعمال فريدة لفنون أمريكا الوسطى، إلا أن شكوكا كبيرة تدور حولها، وتقول إحدى الروايات إنها صنعت في ورش في مدينة إيدار أوبرشتاين في ألمانيا، كانت تشتهر في القرن التاسع عشر بمنتجاتها المصنوعة من الكوارتز البرازيلي.
في العقد الثالث من القرن العشرين زادت جرعة الإثارة حول الجماجم البلورية، بعثور آنا، ابنة عالم الآثار والرحالة البريطاني الشهير ألبرت ميتشل هيدجز فيي أبريل عام 1927، أثناء تنقيب والدها عن آثار لحضارة المايا في هندوراس الحالية، على جمجمة بشرية من الكوارتز تحت أنقاض مذبح أثري.
الجمجمة كانت بالحجم الطبيعي وشفافة للغاية ومصقولة بطريقة مدهشة، وكان وزنها يبلغ 5.13 كغم، وتتميز بأبعادها المتناسقة للغاية، لكن كانت من دون فك سفلي.
من محاسن الصدف، أن الفك السفلي المفقود، عثر عليه بعد ثلاثة أشهر على بعد أمتار من المكان الذي وجدت به الجمجمة، وتبين أن هذه التحفة الفريدة تتميز بنظام متكامل من العدسات والقنوات التي تجعلها تتوهج بطريقة سحرية عند تعرضها لمصدر ضوئي.
ويقال ايضا إن هذه الجمجمة صنعت قبل وقت طويل من ظهور الحضارات الأولى في أمريكا الوسطى، وإن الخبراء لم يعثروا على أي أثر لمعالجات صقل على سطحها.
زاد من غموض هذا اللغز، أن رواسب الكريستال لا توجد بتاتا في المكسيك ولا في سائر أمريكا الوسطى، والمصدر الوحيد القريب يوجد في كاليفورنيا، لكنه ليس بمثل جودة الكريستال الصخري الذي صنعت منه تلك الجمجمة!
المشككون دفعوا برواية تقول أن عالم الآثار البريطاني وهو أب حنون، قرر على ما يبدو، أن يقدم لابنته هدية لا تنسى في عيد ميلادها السابع عشر والذي كان يصادف يوم عثورها على الجمجمة، ولذلك دس التحفة البلورية خفية أمامها تحت الأنقاض.
على أي حال، تبقى هذه الجماجم الغامضة التي تنسب لحضارة الأزتك بالنسبة للكثيرين، قصة مدهشة وأخاذة تبدأ وتنتهي بفيلم “إنديانا جونز”، فيما يرى آخرون أنها جماجم بشرية بلورية تتمتع بقوى سحرية خارقة. قسم ثالث لا يرى في هذه الجماجم البلورية إلا عملية احتيال متقنة. مع ذلك تواصل هذه الجماجم الغامضة رحلتها المليئة بالمكائد والمغامرات وبالمجهول، والغموض حولها مع الأيام يزيد.