عمر ابن الرزاز / علي الشريف

عمر ابن الرزاز
لم اجد ومنذ ما يقارب 20 عاما رئيس حكومة واحدة حظي بمثل ما حظي به الدكتور عمر الرزاز من شعبية جارفه حين تم تكليفه بتشكيل الحكومة الاردنية بعد هبة رمضانية عصفت بالحكومة التي سبقت رغم انه كان احد اركانها.
كنت اعتقد وقت ذاك ومع مديح الناس والثناء والراحة الكبيرة جراء التكليف ان من كلف برئاسة الحكومة ليس عمر ابن الرزاز ..انما هو عمر ابن الخطاب حيث العدل والمساواه …والرحمة .
كنت اعتقد ان الرزاز سيطل علينا بقوله لو شعر طفل بالبرد في اقصى الشمال او الجنوب لخفت ان يسالني الله عنه .ولو انقطعت الكهرباء عن بيت فلن اشعلها في بيتي حتى تعود لمن قطعت عنه وربما اني حلمت بان اسمعه يقول لبطنه قرقعي كيفما اردت فلن تذوقي الزاد قبل ان يشبع ابناء الاردنين .
ومع كل الوقت الذي اخذه للتشكيل ووسط الشعبية الجارفة تخيلت ولو لهنيهة من الوقت ان دولته سياتينا بتشكيل فيه من يشبه الزبير ابن العوام وخالد ابن الوليد وابو عبيدة امين الامه ..والخنساء .وفيه من يفك عسرتنا مثل عثمان ابن عفان لكنه جائنا بمنشورات الفيس بوك وتغريدات تويتر وطلب العطوة ربما اني كنت احلم في اليقظة .
ومع مرور الايام صحوت من يقظتي الجميلة وصرت ارى ان شعبية الرزاز تخبو شيئا فشيئا حتى فقدت ما يقارب النصف حين اعلن التشكيل الوزاري الذي لم يرقى الى طموح الناس وهو امر تابعناه ورايناه وقراناه ..حتى ان الاعتراض عليه كان اشد من الاعتراض على الحكومة السابقة لكننا قبلناه
ومرت الايام وتم الانطلاق بالعمل فخسر دولة الرئيس جزءا اخر من الشعبية بعد اعلانه لرفع اسعار الكهرباء باعلى نسبة بتاريخ الاردن والذي تزامن مع تثبيت اسعار المحروقات وهو عكس ماكان يتوقعه الشعب.
فشعرت وقتها ان بطوننا هي التي ستبقى تقرقع وجيوبنا وحدها التي ستبقى تدفع وعيوننا وحدها التي ستبقى ساهرة لا تنام ونحن وحدنا سنبقى نرمي رؤوسنا على وسائد الحلم ونستيقظ على الكوابيس … .
لسان حال الناس الان يقول وكانك يا ابو زيد ما غزيت ..راح زيد واجا عبيد ما الذي كسبه الشعب الحالم اذا كانت اول القرارات رفع وتثبيت ولا نعلم ما الذي يلي وما هو ات وبات الهمس يكبر ليصبح كلاما مرتفعا بان النهج لم يتغير ولن يتغير
كنا نعتقد ان دولة الرزاز سيصل قبل الناس او مع الناس ولكن ومع حالة اللجوء السوري والمطالب بفتح الحدود و اغلاقها كان اخر الواصلين فهو للاسف طالب بحملة وطنية لمساعدة اللاجئين بعد ان كانت الرمثا قد دشنت الحملة قبل كلامه بيوم اضافة الى باقي المحافظات فلم يلقى طلبه صدا لان الشعب هو من بادرواستمر وقدم بلا امر ولا مطالبة.
ربما اكون مخطئا في قراءة الاحداث ربما اكون اسات التقدير في احتساب الشعبية لكني واثق جدا ان دولة الرئيس ان استمر على نهج الرفع والتثبيت فلن تصمد حكومته خصوصا ان الطخ النيابي ابتدا مبكرا والاعلان عن حجب الثقة قد ابتدا خصوصا من نواب ما عهدناهم يوما قد حجبوا الثقة عن حكومة.
الواقع الحكومي بدا مترنحا ..لا يبشر بخير …هناك استياء شعبي يزداد وانا لا اعرف هل مرد ذلك اننا شعب لا يعجبنا العجب !!! او اننا شعب يميل كيفما مالت الاحداث!!!! او اننا نريد كل شيء بسرعه فنحن شعب فقدنا الصبر ؟..و فقدنا الثقة بكل الحكومات !!!!.
هذا هو الواضح حتى لو كانت الحكومة ليست حكومة ابن الرزاز انما حكومة ابن الخطاب فهي لن تنال الرضى الا اذا رضي الناس وشعروا بالتغيير السريع الذي ينعكس ايجابا على حياتهم المعيشية.
وقبل ان تبدا الحكومة ببيانها الوزاري لطلب الثقة من مجلس النواب الذي بات يحتاج هو الاخر للثقة وسيدافع عن كرامته امام الشعب في جلسات الثقة .. اقول للحكومة وللامانه الشعب الاردني لا تغريه الابتسامات ولم تعد تهمه السياسة لان كل ما يهمه حياته ومعيشته ووطنه قبل كل الاشياء .
واقول للنواب اشعرونا يوما انكم معنا ومنا ،… لنا لا علينا … اعيدو لنا جمال الفقر لا بؤسه .واعيدوا لانفسكم الثقة … قاسمونا الامل سنقاسمكم الدعم …خذوا كل الامتيازات لكن ابقوا لنا شيئا من فقرنا فلا تصادروه كله ..
.اتركوا لنا قليل من خبزنا للمرق والشاي حافظوا على دفئنا ..على قوت يومنا ..على نور بيوتنا…اوقفوا التغول على جيوبنا المثقوبة واحلامنا المنهوبة فان فعلتم سنكون منكم ولكم لا عليكم .
الشعب الاردني شعب رائع ..اجمل ما فيه انه محب لوطنه متعاون مع الجميع ولا ادل من ذلك موقفه الاخير مع لاجئي درعا .. هو يساعدهم من قوت الابناء في الوقت الذي يعيش الحاجة والفاقة
لذلك قبل ان تدشن حكومتنا عملها برفع الكهرباء على الناس وعقد مؤتمر صحفي على الحدود وتاتي اخر الركب كان الاجدى بها ان تنظر الى واقع الناس المعيشي والى حياتهم ومن ثم تبني على ذلك .
فالاردن فيها ارياف وبوادي ومخيمات وليست كلها عبدون او دابوق او دير غبار ..الاردن فيها مدن مليئة بجيوب الفقر المستتر لان عفة الناس تمنعهم من ان يظهروا فقرهم .وبلا شك فان الاردنيون مثل الغريق الذي يتعلق بقشه فصرنا نرى الحكومة تعلقه بتغريده على تويتر وتدغده بمنشور على الفيس بوك..
عزيزي دولة الرئيس .. ربما لا نعلم كيف تفكر وماذا تخبيء لنا من مفاجئات سارة وغير سارة لكننا ندرك اننا كشعب مطالبنا لا تتعدى رغيف خبز ذاك اليوم ودفيء الشتاء وانارة البيوت وبنزين السيارة وعلم ينتفع به ووظيفة تسترنا فقط ..نحن لم نطالب بسكن لا ندفع اجرته ولا برواتب مرتفعه حتى نسينا الفساد يا رجل وما طالبنا الا باقل ما يمكن .وليس بالكثير . فقط الستيرة .. ربنا يستر عليك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى