قصة أكبر طائرة في العالم التي دمرها الروس بأوكرانيا، ولماذا أُنتج منها نسخة واحدة فقط؟

سواليف

تعرضت #أكبر_طائرة في #العالم، #أنتونوف_AN-225، للتدمير خلال #الحرب_الروسية على# أوكرانيا، مما أثار القلق والحزن في عالم الطيران الذي تحتل فيه الطائرة مكانة رمزية كبيرة، فما هي قصة هذه الطائرة؟ ولماذا لا يوجد سوى نسخة واحدة منها ولماذا تمثل أهمية بالغة في #عالم_الطيران؟

وقالت السلطات الأوكرانية إن الطائرة العملاقة السوفييتية الصنع، المسماة “مريا” أو “الحلم” باللغة الأوكرانية، كانت متوقفة في مطار بالقرب من #كييف عندما تعرضت لهجوم من قبل الجيش الروسي، مضيفة أنها ستعيد بناء الطائرة.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر: “ربما تكون روسيا قد دمرت (مريا) الخاصة بنا. لكنهم لن يكونوا قادرين على تدمير حلمنا بدولة أوروبية قوية وحرة وديمقراطية. سننتصر!”.

ولم يرد تأكيد مستقل بشأن تدمير الطائرة. وقالت شركة أنتونوف منتجة الطائرة في تغريدة إنها لا تستطيع التحقق من “الحالة الفنية” للطائرة حتى يفحصها خبراء.

والطائرة تم تصميمها خلال نهاية العهد السوفيتي من قبل مكتب أنتونوف الشهير والموجود في مدينة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا والتي تتعرض لحصار وقصف روسي حالياً.

وأصدرت شركة الدفاع الحكومية الأوكرانية Ukroboronprom، التي تدير طائرات أنتونوف، بياناً يوم الأحد قالت فيه إن الطائرة دمرت ولكن سيعاد بناؤها، بتكلفة تقدر بثلاثة مليارات دولار، حسبما ورد في تقرير لموقع شبكة CNN الأمريكية.

الطائرة المخصصة للشحن والتي تقوم بمهام لا تستطيع أي طائرة أخرى في العالم تنفيذها، تعرضت للتدمير أثناء إصلاحها في مطار في جوستوميل بالقرب من كييف، وفقاً لشركة Ukroboronprom.

وقال البيان: “من المقدر أن تتكلف أعمال الترميم أكثر من 3 مليارات دولار وعلى مدى خمس سنوات”. “تتمثل مهمتنا في ضمان تغطية الاتحاد الروسي لهذه التكاليف، بعد تسببه في إلحاق أضرار متعمدة بالطيران الأوكراني وقطاع الشحن الجوي العالمي”.

زعمت القوات الروسية أنها استولت على مطار هوستوميل، حيث كانت الطائرة AN-225، يوم الجمعة. وشهد فريق من شبكة CNN على الأرض قوات روسية محمولة جواً تتخذ مواقعها.

تُظهر صور الأقمار الصناعية من Maxar Technologies ضرراً كبيراً لجزء من الحظيرة حيث يتم تخزين AN-225.

وفي الوقت نفسه، اكتشفت وكالة ناسا الفضائية الأمريكية باستخدام الأقمار الصناعية حرائق متعددة في المطار، بما في ذلك في الحظيرة حيث توجد الطائرة، صباح يوم الأحد الماضي.

ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الحرائق في المطار نتيجة حرائق فعلية أو انفجارات من ضربات عسكرية.

تقوم الطائرة An-225 برحلتين فقط سنوياً.

لمعرفة أهمية هذه الطائرة في عالم الطيران، فإنه في كل عام، يسافر مئات الأشخاص حول العالم لمجرد إلقاء نظرة خاطفة على هذه الطائرة الأكبر في العالم والوحيدة من نوعها في الوجود، حسبما ورد في تقرير لموقع Popular Mechanics.
لماذا تم تصنيع الطائرة أنتونوف AN-225؟

في أوائل الثمانينيات، رداً على برنامج مكوك الفضاء الأمريكي، وضعت موسكو أحلامها الفضائية على أكتاف مكوك الفضاء الجديد بوران وصاروخ إنيرجيا الفائق.

لكن الحجم الهائل لهذه الأجهزة الفضائية الجديدة وخاصة المكوك بوران لا يمكن أن يتناسب مع البنية التحتية السوفيتية للنقل في ذلك الوقت إلى قاعدة بايكونور كوزمودروم في كازاخستان التي كانت جمهورية سوفييتية آنذاك، والتي تقع على بعد آلاف الأميال من أقرب ميناء بحري.

فحص القادة السوفييت في كل وسيلة نقل يمكن تصورها، بما في ذلك الطرق السريعة الضخمة وحتى خطوط السكك الحديدية الموسعة. ولكن سرعان ما تم تضييق الخيارات الواقعية إلى النقل الجوي، ولكن لم يكن لدى أي طائرة سوفييتية القدرة الكافية لحمل مثل هذه الحمولة الكبيرة.

يمكن للطائرة المروحية السوفيتية Mi-26 رفع ما يصل إلى 26 طناً ( أكبر مروحية في العالم) وبالتالي كان يمكن نظرياً استخدامها في المهمة، ولكن أثناء رحلة تجريبية، تسبب اضطراب طفيف في تأرجح البضائع التي استخدمت في عملية محاكاة نقل المكوك.

بدلاً من ذلك، فكر المهندسون السوفييت في نقل المكوك على سطح الطائرة An-124 Ruslan، التي حلقت لأول مرة في عام 1982، لكن الدراسات الأولية في مكتب تصميم أنتونوف أظهرت بسرعة أنه حتى الطائرة العملاقة بوران التي كانت أكبر طائرة في العالم في ذلك الوقت لن تستطيع حمل المكوك بسبب أن الحمل سوف يسمح بتدفق الهواء حول المثبت الرأسي العملاق للطائرة.

لذا لحل المشكلة، تم اقتراح إضافة إطالة قدرها سبعة أمتار في جسم الطائرة الضخم بالفعل لطائرة رسلان – ولكن تبين أن حتى هذا لن يكون كافياً.

للحفاظ على التوازن، تمت إطالة الجزء الأمامي من جسم رسلان الأصلي بمقدار ثمانية أمتار، ولكن تم تقصير الجزء الخلفي بمقدار متر واحد للتعويض عن المثبت الثنائي الثقيل للطائرة.

ووجد أن An-225 بحاجة إلى ذيل مزدوج لتحقيق استقرار أفضل أثناء نقل البضائع ولتوفير إمكانية كافٍ لإطلاق مكوك 9A-10485 الصغير السري للغاية، والذي عُرف لاحقاً باسم MAKS.
مصمموها أرادوا تحويلها لمنصة لإطلاق مركبات الفضاء

منذ البداية، تصور المطورون أن الطائرة ليست فقط طائرة نقل، ولكن اعتبروها أيضاً منصة إطلاق طيران لمركبات الفضاء المستقبلية.

بالنسبة للإطلاق الرسمي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، كان على المتخصصين أن يقوموا بتزييت الأرضيات لتحريك الطائرة على طول الخط المركزي لقاعة التجميع. بسبب حجمها الهائل، توقفت الطائرة داخل الحظيرة في بداية الحفل.

في وقت ظهورها لأول مرة، تمت تسمية الطائرة باسم An-225 “Mriya” وكلمة مريا تعني “الحلم” باللغة الأوكرانية. كانت هذه هي المرة الأولى التي تتلقى فيها طائرة سوفييتية اسماً أوكرانياً، مما يعكس التحرر المستمر للمجتمع السوفييتي تحت قيادة الزعيم الأخير للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، الذي أطلق سياسة المصارحة وإعادة البناء (البروسترويكا والغلاسنوست).

وجاء غورباتشوف وزوجته رايسا لرؤية الطائرة بأنفسهما في حفل الإطلاق.
أرقام قياسية منذ اليوم الأول

في 21 ديسمبر/كانون الأول 1988، قام طيار الاختبار ألكسندر جالونينكو بالتحليق بالطائرة مريا من مطار جوستوميل بالقرب من كييف لأول مرة، وفقاً لجالونينكو، سجلت الطائرة ما يصل إلى 110 أرقام قياسية عالمياً خلال رحلاتها التجريبية المبكرة.

كانت المهمة الأصلية للطائرة أنتونوف AN-225 هي حمل مكوك بوران والصاروخ الفائق Energia على ظهرها من مصانع الإنتاج في روسيا وأوكرانيا إلى محطة بايكونور الفضائية في كازاخستان.

وصلت أكبر طائرة في العالم إلى بايكونور كوزمودروم في 13 مايو/مايو 1989، وقامت برحلة اختبارية مع المكوك بوران على ظهرها، فالمكوك لم يدخل إلى جسم الطائرة لأنه كبير الحجم بل ثبت على سطحها العلوي.

ثم نقلت المكوك السوفييتي إلى معرض لوبورجيه بباريس بعد أن فقد السوفييت اهتمامهم بالمشروع لتكلفته الباهظة في وقت كانوا يعانون فيه ضائقة مالية.

لم يستطع المتفرجون في معرض لوبورجيه المذهولون أن يتخيلوا أن هذا المشهد الرائع كان في الواقع يمثل النهاية لمكوك بوران وبداية تقاعد أكبر طائرة في العالم لفترة طويلة.
البعض اقترح تحويلها لكازينو طائر ثلاثي الطوابق

مع انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 كافحت صناعة الطيران في روسيا وأوكرانيا من أجل البقاء، تم اقتراح العديد من الاستخدامات الغريبة للطائرة An-225. تضمنت إحدى الأفكار تحويليها إلى طائرة ركاب ثلاثية الطوابق، كاملة مع غرف نوم خاصة للأثرياء ومراكز تسوق وكازينو.

نظرت مشاريع فضائية أخرى في روسيا وأوكرانيا والمملكة المتحدة إلى Mriya والطائرة المخطط أن تنتج بعدها المخطط لها – An-325 – كمنصة إطلاق طيران لجيل جديد من سفن الفضاء.

وتخيلت إحدى الأفكار وجود جسم مزدوج وحشي للطائرة، و18 محركاً مختلفاً، لكن لم يتم تطبيق هذه الأفكار.

بعد ثلاث سنوات من رحلتها الأولى، قامت الطائرة An-225 بزيارتها الأولى للولايات المتحدة في مهمة لجمع المساعدات الإنسانية لضحايا كارثة مفاعل تشيرنوبيل النووي في أوكرانيا. لسوء الحظ، ابتليت الرحلة بمشكلات فنية قاتلة وتم إيقافها بسرعة. وسرعان ما تم تفكيكها جزئياً لأجزاء.

لكن ذلك لم يكن نهاية قصة أكبر طائرة في العالم، فلقد أعاد مكتب تصميم أنتونوف المنتج للطائرة An-225 إحياء الطائرة في مطلع القرن، وأعاد تشكيلها لتصبح ناقلة عملاقة تجارية للبضائع لا مثيل لها.

و أعلنت الشركة أيضاً عن خطط لإكمال الطائرة An-225 الثانية، والتي كان هيكلها العظمي يعلوه الغبار لمدة ثلاثة عقود بالقرب من كييف، حيث تم بناء هيكل الطائرة الثانية غير المكتمل بتكوين مختلف قليلاً جزئياً، ولكن ليس هناك احتمال كبير لخروجه للنور.

وعلى الرغم من التاريخ المضطرب، لا تزال Mriya تُظهر خفة حركة مذهلة غير مسبوقة تقريباً في تاريخ الطيران.

توقفت الطائرة لمدة ثماني سنوات. ثم تم تجديدها وإعادة إدخالها في العمليات التجارية مع خطوط أنتونوف الجوية، وهي تقوم بنقل حمل حمولات ضخمة.
أثقل وأطول حمولة في التاريخ وأمريكا تلجأ إليها

تحمل الطائرة An-225 الرقم القياسي العالمي المطلق لحمولة مفردة محمولة جواً تبلغ نحو 190 طناً، ففي 11 أغسطس/آب 2009، حملت الطائرة أثقل شحنة فردية تم إرسالها عن طريق الشحن الجوي، وهي مولد لمحطة توليد الكهرباء بالغاز في أرمينيا مع إطار التحميل، وبوزن قدره بلغ 189 طناً.

في 11 يونيو/حزيران 2010، حملت الطائرة An-225 أطول شحنة جوية في العالم، يبلغ طولها 42.1 متر وهي عبارة عن مراوح توربينات توليد طاقة من الرياح نقلت من تيانجين بالصين، إلى سكريدستروب بالدنمارك.

حتى الولايات المتحدة احتاجت إلى خدمات هذه الطائرة العملاقة، فقد استخدمت في مايو/أيار 2011 لنقل 216 ألف وجبة جاهزة للعسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط، وزنها 187.5 طن.

كما تم التعاقد مع An-225 لاحقاً من قبل الحكومتين الكندية والأمريكية لنقل الإمدادات العسكرية إلى الشرق الأوسط لدعم قوات التحالف.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى