سواليف
يهجر سكان قرية بريزوفكا الكازاخية البالغ عددهم 1500 نسمة قريتهم بعدما أصاب الأطفال مرضٌ عجيب يُسقط الأطفال أرضاً، وتصيبهم تقلصات ببطونهم، وتشنجات، ثم يفقدون الشعور بأطرافهم، ويصيبهم الدوار، وتتشوش رؤيتهم.
هجر السكان قريتهم لقرية أخرى تبعد 15 ميلاً ومازالوا يعانون من نفس الأعراض وبعضهم يُغشى عليه لمدة قد تصل إلى أسبوع متواصل.
أحد الآباء يقول إن المدرسة كانت تتصل به يومياً الساعة 11 صباحاً بسبب الإعياء الذي يُصيب ابنه فجأة. ويلقي أب أخر باللوم على الغازات السامة المنبعثة من محطة توليد الكهرباء القريبة من القرية والتي تتبع الشركة العملاقة “شِل”، حسب تقرير أعدته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
يقول سكان القرية أن الأعراض بدأت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014 حين أحس بها 90 شخصاً، وصاحب ذلك ضجة صاخبة، ودخان أسود كثيف يخرج من أحد مباني المحطة.
ونفت إدارة المحطة أن تكون هي المسئولة عن هذه الأعراض وأفادت أن الضجة التي سُمعت يوم 18 نوفمبر / تشرين الثاني كانت بسبب شحنة زائدة من الغاز الطبيعي.
سقوط ضحايا
العديد من الضحايا وقعوا فريسة لهذا المرض خلال أوقات الدراسة على مدار 18 شهراً.
أخبرنا أحد الآباء أنهم هاتفوه من المدرسة وأخبروه أن ابنته متوعكة. وعندما ذهب كانت فاقدة للوعي. وأضاف: “ظللنا ننتظر سيارة الإسعاف لمدة ساعة ونصف. كل هذا الوقت كانت ابنتي فاقدة للوعي، ولم تستيقظ إلا بعد حصولها على قناع الأكسجين.”
والد آخر قال بأن ابنه فقد الوعي وبدأ يعاني من تشنجات، ثم بعد العلاج في مدينة مجاورة خفت تلك التشنجات، ولكن رؤيته تدهورت. يقول والد الطفل: “الآن، يعاني ابني من انخفاض حاد بضغط الدم، وأحياناً تتخدر ساقاه ولا يستطيع الكلام، بالإضافة لبعض الآلام في صدره.”
وقالت إحدى الأمهات أن إدارة المدرسة أخبرتها أن ابنتها تكون جالسة في الفصل ثم تسقط فجأة. كما أنها تنهار وهي تسير في القاعة في بعض الأحيان. وبعد علاج الفتاة من التشنجات في مدينة قريبة عاودت الأعراض الظهور مرة أخرى.
اتهم الآباء شركة بي جي التابعة لشركة شِل، كما اتهموا الحكومة الكازاخية بالتستر على حادثة عام 2014، والتي يزعمون أنها سبب كل هذا.
صرح أحد النشطاء أن ما يحدث هو محاولة للحفاظ على سمعة الشركاء الأجانب في إحدى أكبر شركات النفط على مستوى العالم. وأضاف: “ما يقارب 50% من سكان القرية مصابون بأمراض مزمنة، و80% من الأطفال يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.”
مواد خطيرة في الهواء!
وجد مراقبون مستقلون مواد كيمائية خطيرة في هواء القرية بما فيها كبريتيد الهيدروجين السام. لكن الحكومة صرحت أن نسب التلوث في القرية آمنة.
وألقى نائب رئيس الوزراء باللوم على مدخنة المدرسة سيئة التصميم، بالإضافة إلى محطة المياه الساخنة بالمدرسة. وقال: “لدينا متخصصون يعملون هناك، ولم يتم العثور على أي مواد ضارة بهواء القرية.”
وقالت الحكومة أن كل سكان القرية سيتم إعادة توطينهم في مكان آخر بنهاية العام. وتم نقل أكثر من 1,500 شخص حتى الآن. لكن تم رفض طلبات أولياء الأمور الذين طالبوا بإرسال أطفال القرية ليخضعوا لفحص طبي في الخارج.
أعلنت شركة بي جي أنه لا يوجد أي دليل على أن الانبعاثات الناتجة من محطات الشركة لها علاقة بالمرض. وأضافت الشركة أنها وافقت على: “نقل المرضى لمراكز العلاج.”
تتم المقارنة بين ما يحدث في قرية بريزوفكا وما حدث في قرية أخرى من قبل حيث تتشابه الأعراض في الحادثتين.
وتم التوصل إلى أن سبب هذ الظاهرة في القرى الأخرى كان وصول غازات سامة منبعثة من أحد مناجم اليورانيوم السوفيتية المهجورة. وبدأ هذا حين شكا سكان تلك القرية من حوادث إغماء تستمر لعدة أيام بالإضافة لانتشار الهلوسات. وكما الحال في قرية بريزوفكا فقد تمّ نقل سكان القرية إلى مناطق أخرى.
هافنغتون بوست