قريبًا من #السياسة!! #الحزبية مرة أخرى!
محاولًا تخطي قانون الجرائم، أتحدث فيما حيّرَ الجميع! وهو: لماذا يأنف الشباب وغيرهم من الالتحاق بالأحزاب؟
روّجت الدولة بكل أجهزتها للأحزاب، وحار الجميع في تفسير الظاهرة، فمنهم من عزاها إلى ذكريات مؤلمة في الخمسينات والستينات حين كان الانتساب لحزب يقودك إلى الجفر أو حكم خمسة عشر عامًا، وهذا تفسير غير دقيق ، لأن الشباب في ذلك الوقت، ورغم أهوال العقوبات كان معظمهم حزبيًا: بعثيًا وشيوعيًا وتحريريًا-حزب التحرير- وقوميًا ناصريًا،
وإخوانيًا-على قلة أعدادهم آنذاك، طوردوا جميعًا غير أحباب الدولة ” الإخوان”! ولم تفلح الدولة في ثنيهم عن أحزابهم! كان الطلبة جميعهم تقريبًا حزبيين!
إذن بطش الدولة لم يوقف الحزبية!! فلنكف عن ترديد هذه المقولة! والسؤال مستمر: لماذا عزف الشباب عن أحزاب اليوم، بالرغم من جهود اللجان، ودولة الرئيس، وتأكيده أن الجهات الأمنية لن تعاقب أي حزبي؟ وبالرغم من جهود قادة الأحزاب في زيارات القرى والأغوار للترويج الحزبي؟
برأيي:
١-ارتبطت الحزبية الجديدة بالانتخابات وبالبرلمان، وثقة الناس به ليست على ما يرام! فلماذا أكون أنا وغيري رقمًا انتخابيًا لزعيم موهوم؟ وبالمناسبة: من يمتلك المال هو من له فرصة بالترشح! فالحزب يدعم المقاولين وليس المناضلين!
٢-“تسيّد” الحزبية أشخاص لا لون سياسيًا لهم. بل هم أقرب إلى النماذج الحكومية المدوّرة بما خلق انظباعًا لدى الوعي الشعبي بأنّ الحكومة تسوّق جماعاتها بأسلوب جديد، فما غادر الشعراء من متردّمِ!!
٣-إن الأحزاب-الجديدة- لا تمتلك خطابًا وموقفًا من قضايا المجتمع السياسية والمهمة، والقضايا الإقليمية والدولية، وحتى قضايا المرأة والمستقبل والتعليم وخاصة المناهج، بل لم يسمع حزبًا عما يجري في مناهج اللغة العربية بالرغم من دبّ الصوت!! سمعت أنّ حزبًا انتقد إسرائيل لموقفها من المناهج!!
فلا خطاب يجمع بين حزبي وزميله في أي قضية سوى الشعارات مثل، الوطن الجميل، والقيادة الحكيمة، وللأمانة لم يقولوا الحكومة الرشيدة.
إذن ، من حق الشباب أن يقولوا: هذه أحزاب أشخاص لا أفكار! وما حدا أحسن من حدا! فلان مش أحسن مني حتى يكون رئيسي!
٣-هرع -أعداء الحزبية- إلى الأحزاب الجديدة: وزراء سابقون وأصحاب عطوفة وسعادة، وبدون انتخابات حقيقية، صار كل وزير سابق أو ما يعادله مسؤولًا حزبيًا تحت أمل: حق العودة، أو ما أحلى الرجوع إليه! طفا المسؤولون السابقون واللاحقون على سطح العمل الحزبي مما أقنع الشباب بأنّ فرصهم مغلقة
حتى بأحزابهم!
٥-هناك ظاهرة تستحق الدراسة
أسماها الروابدة باللا اهتمام، حالة اليأس وتساوي الأمور: السلبية مع الإيجابية وتشابه الصح مع الخطأ ؛جعل الشباب يدركون غياب الأمل، فالحزبية ” واللي أهم من الحزبية” لن تفعل شيئًا!
إنها حالة اليأس يا سادة ويا سيدات، والأمل لا يرونه في أحزاب مصنوعة لغير أمل!!