قرض البنك الدولي وبكاء الشعب الاردني
استحقت الحكومة جائزة البنك الدولي بقرض ليس كباقي القروض فهو لن يزيد المديونية ولن يمس
نسبة الدين الى الناتج المحلي قرض فيه الترياق الشافي والقول للحكومة ولوزير ماليتها .
لم يفتر البنك الدولي ويخرج لنا من ضلعه الاعوج بنكا يمنح القروض الحسنة ويقول لنا فنظرة الى
ميسرة ولم يفسر لنا معاليه كيف حدث ذلك ولم يخبرنا عبر نواب الشعب وخبراء الاقتصاد الاردنيين
ومنصة حقك تعرف ما الذي سيفعله بهذا القرض واين سيكون مستودعه وما هي المشاريع الانتاجية
التي سيخدمها وهل سينعكس خير هذا القرض وبركاته على المواطن الاردني كفيل الوفاء الوحيد.
اعتقد ان معاليه لا يملك الا حق التوقيع في مقر البنك وان المواطن الذي يفرض عليه كل ما يكره هو
من سيسدد وسيكون السداد دما ودموعا وكرامة واستحق الشعب الاردني الجزاء فقد خرقت سفينته
ولم يأخذ على يد العابث بها .
لقد اصبح الشعب الاردني شريكا في الغرم ولا غنم ووصل المخرز فقرات الظهر لكنه يصر على
المسير رغم الحمل الثقيل الذي يرفض ان يلقيه عن ظهره انه يحمل الوطن ولا نجاة لمن القى الوطن
خلف ظهره وغادر.
يقول الشاعر العراقي عبد الرزاق عبدالواحد :ـ
قالوا وظل ولم تشعر به الابل يمشي وحاديه يحدو وهو يحتمل
ومخرز الموت في جنبيه ينشتل حتى اناخ بباب الدار اذ وصلوا
وعندما ابصروا فيض الدما جفلوا صبر العراق صبور انت يا جمل
قبل عقدين من الزمن كان اقتراضنا عربيا وكان الاقتراض متواضعا والمشاريع قائمة والارباح
والجدوى الاقتصادية حاصلة وعندما بدأ التخريب وبدأ الترويج لصندوق النقد الدولي عبر اعوان
الامس الذين سلموا الراية لاعوان اليوم كان هناك من ينبهنا الى خطورة ما يجري وانني اذكر ما قاله
المهندس ليث الشبيلات محذرا من خطورة ما يجري وكيف انبرت الاقلام المسمومة تهاجمه وتقول
“كثر خير صندوق النقد اللي قابل يقرضنا”.
يذكرني قرض الصندوق بذلك الشاب اسماعيل الذي سمع والده يتحدث لمجموعة من المزارعين عن
نيته زراعة دونم من البامية وكان اسماعيل شبه نائم وما ان اكمل الوالد كلامه حتى انفجر اسماعيل
باكيا فهرع اليه المجتمعون واخذوا يسألونه ان كان اصابه مرض او لدغته افعى فقال لا وكرروا عليه
عشرات الاسئلة وكان جوابه بالنفي ؟ اذن ما الذي يبكيك فقال ابكي ان مهمة جمع المحصول اليومية
ستكون من نصيبي انا، ولا يعرف صعوبة ذلك الا من قام به .
الشعب الاردني العظيم كله اسماعيل .
