قراءة ما بين الأسطر في أزمة اوكرانيا و روسيا الآخيره – الجزء الأول

قراءة ما بين الأسطر في #أزمة $اوكرانيا و #روسيا الآخيره – الجزء الأول
بقلم فراس الور
بعض المحطات الدموية في الحرب الباردة **:
انها الحرب الباردة بشراستها من جديد، فما كان يحدث بين الإتحاد السوفيتي قبل انهياره في النصف الآخير من القرن الماضي و بين امريكا يحدث مجددا بنفس شارسته مع روسيا، فالدولة السوفيتية و التي ورثت روسيا المجد العسكري و الأستراتيجي لها بعد انهيارها تلاحمت سياسيا و استراتيجيا مرارا و تكرارا مع امريكا في قمة عنفوانها كدولة شيوعية بأكثر من بقعة بالعالم في صراع لفرض الهيمنة الدولية كالمعتاد، و لا بد للحرب الباردة الجديدة ان تتمحور ايضا حول مصالح تسعى لتأمينها هذه الدول لبقائها على قيد الحياة كتأمين الموادر النفطية لها و علاقات ثنائية متينة مع حلفائها و تأمين نشاط اقتصادي موضوعي مع دول العالم مِنْ مَنْ تراه انه سيؤمن لها الأستقرار الأقتصادي التي تتطلبه، فهذا حتى جميع دول العالم تسعى لتأمينه…و لكن لهذه الدول الكبرى دور اقليمي تتنافس عليه كقوى سياسية و عسكرية ضخمة ففرض رؤيتها الأمنية و موازين سياسية معينة هدف لها لتكمل هيمنتها الوجودية كدول قوية على من تستطيع من دول العالم…

أزمة الكوريتين :
منذ اندلاع الحرب الباردة بين السوفيت و امريكا و العلاقات بين تلك العمالقة شهدت توترات ضخمة عبر التاريخ، فتلاحمت هاتين الدولتين في اكثر من مناسبة و بأكثر من منطقة حول العالم عبر تاريخ إنسانيتنا المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية، و لكن كانت اذكى من ان تتواجه عسكريا…و كما كان سيحدث حاليا بين روسيا و دول النيتو NATO بسبب اوكرانيا مع كل اسف، بإختصار و بعد احتلال السوفيت لشمال كوريا لطرد الدولة اليابنية الخاسرة للحرب العالمية الثانية حركت الدولة الأمريكية قواتها فورا و احتلت كوريا الجنوبية، و اسست كوريا الشمالية دولة شيوعية بقيادة كيم الثاني سونغ لتحاكي هيمنة الدولة السوفيتية عليها، و بالمقابل عاد الى كوريا الجنوبية سنغمان ري الذي كان لاجئ سياسي خارج البلاد حينها و اسس حكومة كورية بدعم من الدولة الأمريكية…ليتناحر الطرفين بعدها لاعادة كوريا بالكامل كل تحت سيطرته و مظلته السياسية، شهد عام 1950 هجوم عسكريا من قبل كوريا الشمالية على الجنوبية، و بالرغم من ان الدولة الأمريكية تباطئت بدعم حليفتها الجنوبية الا ان الضغط من خصوم الرئيس الأمريكي هاري ترومن داخل امريكا دفعه بأخر المطاف لدعم كوريا الجنوبية و عن طريق تحالف عسكري دولي، فبعد انتشار المد الشيوعي في الصين بقيادة ماو تسي توتغ و هروب الديمقراطين (الوطنيين) بقيادة شيانغ كاي شك الى تايوان شهد العالم تردد امريكي بمتابعت اية عداوات دولية مع الدولة السوفيتية، و لم تتأخر الصين بإعلان تحالفها مع الإتحاتد السوفيتي حينها، و شهد عام غزوة كوريا الشمالية للجنوبية ايضا تجربة ناجحة لتفجير قنبلة ذرية للإتحاد السوفيتي لينتهي احتكار الولايات المتحدة لهذا السلاح الفتاك، و بالرغم من ان الرئيس ترومن كان يُمَوِلْ حملة لدعم دولا اوروبية لمواجهة المد الشيوعي خصوصا بعد تدخلات الإتحاد السوفيتي في شؤون اليونان و تركيا الا انه تردد لبعض الوقت للتدخل بالشأن الكوري بصورة عسكرية، على صعيد الداخلي ابتدأت ادارة الرئيس ترومن حملات للقبض على الداعمين للشيوعية بالولات المتحدة، فمحاكة آلغور هِس و أخرين بتهمم التجسس لأطراف خارجية وضعت رئاسة ترومن بضغوطات و مسائلات مِنْ قبل خصومها السياسيين عن مدى قدرتها على ردع المد الشيوعي بالعالم، فتظافرت كل هذه القضايا لتحريك الرئاسة الأمريكية لدعم حليفتها الكوريا في حربها ضد كوريا الشمالية، فكانت امريكا عازمة حينها على عدم خسارة دولة آخرى للهيمنة الشيوعية وقت اتخاذ هذا القرار الحساس، و في خطاب شهير للآمريكيين اعرب ترومن عن قلقه من المد الشيوعي الذي كان يتشر بالعالم ليوضح بأنه ابتدأ هذا المد بإستخدام القوة لإجبار دولا عديدة على الرضوخ له، فكان يعتقد ان هجوم كوريا الشمالية على الجنوبية كان بتوجيه من الدولة السوفيتية، و في خطابه وعد بحماية تايوان من المد الشيوعي و بدعم القوات الفرنسية في حربها في مناطق جنوب شرق أسيا indochina…و الذي تطور بعدها الى الحرب الفيتنامية، و ابتدأ العالم بالإنقسام وسط محاولة هيمنة هاتين الدولتين عليه بين مؤيد للمعسكر الشيوعي و مؤيد للمعسكر الرأس مالي، بل بعد عقود من الصراع و الحرب الباردة انقسم العالم الى نصفين…الى الغرب الرأس مالي و الشرق الشيوعي…مصطلحات استخدمت كثيرا في الحرب الباردة من قبل المحللين السياسيين،
ربما الصراع على الكوريتين قد اسس لمفهوم الحرب الباردة سياسيا و استراتيجيا و عسكريا، فاتخذت امريكا و الدولة السوفيتية من دعم حلفاء لهما كوسيلة للردع قوة الآخر كالذي حدث بالصراع الذي اندلع بينهما في الكوريتين، و شهد العالم حرب فيتنام الشهيرة التي دخلتها امريكا و هي تظن انها ستخرج منها منتصرة، فكان لا بد لها ان تثبت للعالم و لمواطنيها انها كدولة قدرة على ردع ما يحصل بصورة مستمرة لأن وجودها كدولة رأس مالية يعتمد على سياستها الديمقراطية و دستورها الديمقراطي ليستمد حيويته و شرعيته، و نشر هذا الفكر السياسي و الأقتصادي بين دول العالم بدعمها للدول الحليفة لها هو الا ضامن على ردع محاولات الدولة الشيوعية بنشر فكرها و اقتصادها، فهو بالاساس حرب وجودي لمدارس سياسية و اقتصادية لذلك آخذ الكثير الاحيان صراع وجودي شرس بين السوفيت و امريكا،

أزمة فيتنام *و انعكاسها سينمائيا:
حدث صراع اشرس و اكبر من حرب الكوريتين في فيتنام، و استمر من سنة 1955 الى 1975 حيث حاولت الولايات المتحدة الأمريكية بعد انسحاب فرنسا ان تدعم جنوب فيتنام ماديا و عسكريا للقضاء على محاولات الفَيَتْ مِنْ المتمركزين في شمال فيتنام و الفيت كونغ (جيش في جنوب فيتنام يديره الفيت مِنْ من الشمال) لضم فيتنان الجنوبية للشمال، بل امتد هذا الصراع الجبار الى كمبوديا و لاوس في جنوب شرق اسيا، الفيت كونغ من في شمال فيتنام كانت مدعومة من السوفيت و الصين و حلفاء آخرين من المعسكر الشيوعي، و كانت تدير عمليات لجيش الفيت كونغ في الجنوب ليحاربوا حكومة فيتنام الجنوبية و يحدثوا الفوضى و المشاكل ضدها ، ابتدأ هذه الجيو الشيوعية بحرب عصابات مسلحة ضد خصومها لتسبب الخسائر الفاضحة لها، و كانت فيتنام الشمالية في عام 1958 قد شنت حرب على لاوس و اسست للطريق هو شي مِنْ الشهير ليكون طريق امداد عسكري للفيت كونغ، في عام 1963 كانت فيتنام الشمالية قد ارسلت نحو 40 ألف جندي الى فيتنام الجنوبية لشن حملاتها العسكرية فيها مما دفع بالولايات المتحدة في عام 1964 الى دفع 23 ألف جندي للقتال بالجنوب، و لكن بعد حادثة خليج تونكن في اب من العام نفسه حيث التحمت مدمرة امريكية مع سفن حربية فيتنامية وافق مجلس البرلمان الأمريكية على اعطاء رئيس الولايات المتحدة سلطات واسعة لإدراة شأن الحرب الفيتنامية و زجت امريكيا بجيش عملاق قوامه 184 ألف جندي و ابتدأ القتال يأخذ منحى شرس اكثر، فالتحم جيش فيتنام الشمالي بشراسة و حليفه الجنوبي مع الجيش الأمريكي و جيش جمهورية فيتنام (جيش جنوب فيتنام) بحرب نظانية اكثر، و بالرغم من عدم تحقيق التقدم المرجو الا ان الجيش الأمريكي واصل امدادته العسكرية و اعتمد مع حلفائه على ضربات الطيران الحربي و ضربات اسلحته المركزة و المكثفة و اعداد ضخمة من جند المشاة لتدمير مراكز عمليات العدو، كما نفذت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية على فيتنام الشمالية،

في عام 1968 شن الفيت كونغ مع حليفه بفيتنام الجنوبية حملة عسكرية شرسة اسمها تيت او Tet ، و هي اكبر حملة عسكرية في تاريخ الحرب الفيتنامية، و تعتمد على الهجمات الفوجائية العسكرية على مواقع للجيش الأمريكي و لحلفائه و على مواقع مدنية ايضا، تراجع الشارع الأمريكي اثناء هذه الحملات عن الدعم المعنوي لجيشهم في فيتنام و خسرت الحرب شعبية كثيرة في امريكا، تكبدت الفيت كونغ و حلفائها خسائر كبيرة بسبب هذه الحملات اذ دامت لمدة عام و لكن ليواجهها الجيش الأمريكي بإستماتة تامه، بعد هذه الحرب فقدت الفيت كونغ و حلفائها مراكزهم التي حاولوا الحفاظ عليها منذ بدء الحرب في فيتنام الجنوبية، عمليات التجنيد لصالح قوات الفيت كونغ في الجنوب انفخضت كليا بعد هذه الحملات العسكرية و حاولت فيتنام الشمالية ارساء قواعد دولة شيوعية في فيتنام الجنوبية للحفاظ على سمعة الفيت كونغ و لكن محاولتها كانت فاشلة فسرعان ما انكشف ان كل جندها كانوا من فيتنام الشمالية لتفقد شعبيتها كليا بفيتنان الجنوبية، في سنة 1970 كان 70 بالمئة من عدد المشاركين بجيوش الفيت كونغ من فيتنام الشمالية، و تلاشت النخب العسكرية التي تالفت من متطوعين من فيتنام الجنوبية، كانت الدولة الشيوعية تخسر حربها في المقاطعات الجنوبية بشدة، حاول الشيوعيون تحقيق انتصارات بديلة بلاوس و كامبودية و لكن امريكا و حلفائها من جنوب فيتنام شنوا حروبا مضادة لمنع انتشار الحكومات الشيوعية فيها، العمليات العسكرية في فيتنام شهدت انسحابا شبه كلي للجيش الأمريكي في عام 1972 و اقتصرالدعم على الغطاء الجوي و الاسلحة و الإستشارات العسكرية، فكانت حكومة فيتنام الجنوبية منذ عام 1972 بمفردها بمحاربة الدولة الشيوعية بالشمال، بعد انسحاب الجيش الأمريكي شهدت فيتنام سنتين من الحروب خسرت فيها فيتنام الجنوبية المعارك لصالح الدولة الشيوعية بالشمال ليكون عام 1975 عام توحيد الدولة الفينامية تحت المظلة السياسية الشيوعية،

الطريق امام الجيش الأمريكي في فيتنام لم يكن معبدا بالرفاه فكانت حرب طاحنة خسر بها الجيش الأمريكي الكثير من جنوده، و تكبد بها الخسارات الكبيرة و شهد جنوده لحظات مرعبة فكانوا يواجهون جيشان منظمان بآن واحد، جيش الفيت من الشمالي و الفيت كزنغ حليفهم في الجنوب، كانت هنالك لحظات رعب و اشتباكات دموية خاضها جنود الدوالة الأمريكية فالرويات عن حربهم الدموية في تلك البلاد التي خرجت الى العلن اثناء و بعد فترة الحرب كانت حقيقية، و لكنهم بنهاية المطاف حجموا النشاط العسكري للدولة الشيوعية في جنوب فيتنام، كان انتصارهم مشبع بدماء الشهادة و المعارك العنفية لشل انتشار الجيوش الإشتراكية و الشيوعية في فيتنام و كمبوديا و لاوس، فحتى جغرافية ارض المعارك كانت لصالح عدوهم فاهل البلد يعرفون طبيعة اراضيهم اكثر من الجيس الأمريكي، و لكن بنهاية المطاف انسحاب الجيس الأمريكي كان لا بد منه و كان انتصار مثير للجدل فَشَلْ نشاط الدولة الشيوعية في فيتنام كلفهم الكثير و الكثير،

انعكست مجريات الإنتصارات الأمريكية الصعبة على صعيد داخلي في الدولة الأمريكية فرأت حقبة الثمانينات و التسعينيات صعود لموجة افلام سينمائية حاولت السينما بها استرجاع دور الجندي الأمريكي المنتصر في فيتنام، فلمعت شخصيات هوليودية كثيرة و هي تؤدي دور البطل الذي يتصارع عسكريا مع اعداء في اماكن مختلفة حول العالم و في فيتنام ليكون هو الكاسب في آخر الفيلم، فشخصيات على سبيل المثال لا الحصر (مع حفظ الألقاب) مثل سلفستر ستلون و ارنولد شوارتنغر اشتهرت و هي تؤدي هذه الأدوار الخارقة و البطولية، فحاولت هوليود تعويض الإنتصار الصعب و المضني للجيش الأمريكي و تلميع صورة الجندي الأمريكي من جديد بأفلام يكون الكوماندو العسكري الأمريكي فيها هو الغالب،

تكررت المواجهات بين الأمريكان و السوفيت كثيرا و حدث بلا حرج عن سباق التسلح الذي كان بسبب الحرب الباردة بينهما، ففي عام 1962 عادت طائرة تجسس امريكية الى قواعدها سالمة من دون علم الدولة السوفيتية و من دون ان تلتقطها رادارتها و هي تحمل صورا لمواقع كانت الدولة السوفيتية تبنيها في كيوبا، و هي مواقع لصواريخ ذرية قيد الإنشاء، صُعِقَ الرئيس كيندي حينها من الصور الملتقطة و اجتمع مع لفيف من المسؤلين رفيعي المستوى في الدولة ليناقشوا عواقب مع يفعله السوفيت على دولته، و قرر الرئيس تحريك اسطوله الحربي و محاصرة الجزيرة الكوبيه و منع الدولة السوفيتية من اكمال مواقع صواريخها على الجزيرة، و لمدة 13 عشر يوما عاش العالم برعب تام لغة التصعيد بين الجيشين حول كيوبا التي رزحت تحت ثقل الأساطيل الحريبية الجبارة للدولتين، و كانت النتيجة مباحثات بقيت سرية بعدها لخمسة و عشرين عام بين الروس و الأمريكان نتج عنها قبول السوفيت بوقف كل اشكال بناء منصات لصواريخها في كيوبا و تفكيكها مقابل قبول الدولة الأمريكية بتفكيك منصات صواريخها في تركيا…

المدن المفقدودة :
كانت صدمة عنيفة حين اكتشافها، فكان عددها المُعْلَنْ عشرة مدن اكتشفت فقط في سنة انهيار الإتحاد السوفيتي، و تقول بعض المراجع ان عددها اكثر من هذا، فمع نمو برنامج البحوث الذرية و النووية كان هدفها تشغيل مستمر للمفاعلات لتعطي مصدر للدفئ و الطاقة لمدن كثيرة بالإتحاد السوفينتي و لتوفر مادة البلوتونيوم للأسلحة، فأولها كانت تدعى Krasnoyarsk 26 ، و بنيت في وسط سايبيريا، و بنيت خلال عقد الأربعينيات و الخمسينيات بمساعدة عشرات الآلآف من السجناء، و قيل لهاؤلاء السجناء بأنهم اذا عملوا بحفر هذه المواقع ستخفف احكام بعضهم من 25 سنة الى 5 سنين، و لكن يا للمساكين فلم يعلموا انهم لن يعيشوا ليبلغوا نور الحرية فتلوثهم بالإشعاعات اثناء العمل بسبب المفاعل كان سيقتلهم قبل ان ينتهوا من حفر المدينة، و بني مفاعل المدينة في داخل جبل صخري فكانت حينها وجهت نظر ستالين و مساعده انه اذا حدث غزو امريكي على بلاده لن يتاثر المفاعل من القصف العسكري و سيستمر بالعمل لإعطاء بلاده البلوتونيم لأستخدامه للأسلحة المختلفة، و تم حفر الأرض بمدن شبيهة آخرى الى اعماق تصل الى 200 – 250 متر تحت سطح الأرض لوضع و تشغيل المفاعلات النووية لأغراض الطاقة و الدفئ، و تمت دعوت علماء للعمل في جميع هذه المدن لأغارض تشغيلها و للبحوث العلمية المختلفة، و لكن الحديث عنها مع الأصدقاء و الاقارب لم يكن مسموح إطلاقا فالعمل بهذه المدن سر كبير كالعمل بالدوائر المخباراتية السوفيتية، جميع العلماء هم اشباح فمدنهم العلمية كانت غير مذكورة على الخارطات الجغرافية إطلاقا و خارطات الأقمار الأصطناعية، و لم يكن هنالك لافتات على الطرق تدل عليها، بل وصل الأمر ان طرق الخروج من بعض منها كان عن طريق ميناء جوي او بحري، و لم يكن للعاملين و للعلماء فيها بيانات في سجلات النفوس بالدولة السوفيتية و كان يشار اليهم و الى مدنهم برموز اشبه بصناديق البريد، هم و عائلاتهم و اولادهم بالحقيقة مرفهون في داخل هذه المدن و لكن خروجهم منها كان محدود جدا و كان وجودهم فقط بالمدن العلمية لغايات البحوث النووية و العلمية و لعلوم الفضاء المختلفة فقط و لتشغيل المفاعلات، بلغ مع تطور هذه البرامج عدد العلماء مع عائلاتهم و العاملين فيها الى عشرات الآلوف بحسب افضل المصادر، هاؤلاء العلماء تمتعوا بإمتازات ضخمة كرواتب دسمة و مراكز سباحة و شواطئ شمسية و دور عرض سينمائية و مدارس لأولادهم و غيرها من الأمور الحياتية و الترفيهية، و لكن بالمقابل كانت اجواء العمل تحت طي الكتمان، انا مستغرب انً هذه المدن لم يتم ضمها الى عجائب الدنيا السبع فعدد منها مفتوح للزيارات من قبل السياح في روسيا فهيا من اثار عصر جبار من الحكم الشيوعي ارعب العالم بمكنته العسكرية الجبارة و بلغ من العلم بالعلوم المختلفة ما فاق ربما ما كان بين ايدي الدولة الأمريكية، انها دولة المربع الأحمر التي شكلت مع حلفائها اثناء الحرب الباردة حلف الوارسو ليقف بوجه حلف النيتو العسكري لتحاول حوزاتها العلمية اثبات ان الحياة مادة و ان الله غير موجود…و لكن لتنهار هي و ليبقى الله خالد الوجود جل جلال اسمه و لتبقى هذه المدن شاهدا على عصر علوم السوفيت الجبار و الذي…ورثته روسيا حاليا…

بعض من المعلومات الإقتصادية :
روسيا بعد انهيار الإتحاد السوفيتي منفتحة اقتصاديا و تجاريا و سياسيا على العالم أجمع، فالناتج المحلي GDPبلغ في عام 2018 (4.2) تريليون دولار امريكي و الذي جعل مركزها الحادي عشر من حيث اكبر اقتصاد بين دول العالم، و بالرغم من ان عام 2020 شهد انكماش بالنمو الأقتصادي بلغ 5.5 بالمئة الا انها قطعت شوطا واسعا بإنفتاحها على دول الجوارو من حيث نشاطها الإقتصادي و التجاري، الناتج المحلي للشخص الواحد GDP PER CAPITA 11,584 دولار امريكي و هو احسن من الناتج المحلي للفرد الواحد في البرازيل و تركيا و لكن اسوء من المسجل في اليونان و بولندا و هنغاريا، لروسيا اقتصاد متعدد المكونات يمزج بين تشجيع التجارة و المركزية و تنشيط الأقتصاد الداخلي على عكس المركزية المطلقة بالتعامل مع الأقتصاد الوطني الذي كان يمارسه الأتحاد السوفيتي، فخصخصت قطاعات واسعة بالدولة حجم تحكم الدولة بالموارد و القطاعات الوطنية المختلفة اذ لا تملك الدولة الا الصناعات النفطية و الغاز الطبيعي، تمتلك الدولة الروسية 40 بالمئة من مؤسسة بإسم ROSNEFT و BRITISH PETROLEUM تمتلك 19.75 بالمئة، و بَقِيًتْ الأسهم يتم طرحها للتداول العام، هنالك من يؤيد نظرية ان الإقتصاد الروسي يتحكم به نخبة من اصحاب الثروات و النفوذ الذين يملكون صناعات حساسة ببلادهم، و تعمل الدولة الروسية على ان تكون وسيطا لحاجتهم الأقتصادية، و لكن في كل الظروف الأقتصاد الروسي شهد نقلة نوعية جعلت الدولة اكثر انفتاحا على اوروبا تجاريا و العالم اجمع، و ترحب بالمستثمرين الأجانب و تشجع التبادل التجاري بينها و بين دول كثيرة، و في عام 2006 وقعت مع الدولة الأمريكية اتفاقيات لتسهل عملية التجارية بين البلدين، كما انضمت روسيا الى منظمة التجارية الدولية في عام 2012…يتبع
*معلومات ازمة فيتنام اخذت من الويكيبديا (النسخة الإنجليزية) من صفحة تحت اسم Vietnam War و من مصادر معلوماتية آخرى على الإنترنت،
**تمت الإستعانة بأكثر من صفحة معلوماتية و اخبارية على الإنترنت باللغة الإنجليزية لكتابت معلومات هذه المقالة،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى