قراءة في نتائج اختبار بيزا
أ.د عبدالله عزام الجراح
أظهرت نتائج اختبار بيزا Program for International Student Assessment الأخيرة تحسنا مقبولا في أداء الطلبة الأردنيين على هذا الاختبار الدولي الذي يصنف على انه أحد اهم الاختبارات التي تقيس امتلاك الطلبة لمهارات حسابية وعلمية وقرائية متعددة. فقد جاءت المملكة الأردنية في المرتبة الثانية عربيا بعد دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، وفي المرتبة 55 عالميا، حيث حصل الطلبة الأردنيون المشاركون في الدراسة على 419 نقطة في القراءة و400 نقطة في الرياضيات و429 في العلوم.
ومقارنة بنتائج الاختبار السابقة فقد تقدم الأردن خطوات جيدة والجدول الاتي يظهر نتائج الأردن في الاختبارات السابقة
العام العلوم الرياضيات القرائية
2006 422 384 401
2009 419 387 405
2012 409 386 398
2015 409 380 408
2018 429 400 419
وبالنظر الى هذه النتائج يلحظ تقدم الأردن الى المركز 55 عالميا من بين (79) دولة شاركت في الاختبار، ويلحظ كذلك تحقيقه لنتائج غير مسبوقة في الاختبارات السابقة.
وهنا لا بد من توجيه الشكر لوزارة التربية والتعليم والمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية وكل الجهات المعنية بنتائج هذا الاختبار على الجهود الطيبة التي بذلت وتبذل في سبيل تحقيق المزيد من التقدم والتحسن في مستوى أداء طلبتنا على هذا الاختبار او غيره من الاختبارات. وفي الوقت ذاته لا بد من الوقوف مع نتائج الاختبار بموضوعية وعلمية فما تحقق وعلى ايجابيته يبقى دون الطموح الذ نسعى للوصول اليه، فنتائج الطلبة على الاختبارات للأعوام السابقة تظهر تحسنا تارة وتراجعا تارة أخرى في بعض المهارات، ولا تظهر تحسنا كبيرا في النتائج.
وزارة التربية والتعليم والتي لا تدخر جهدا في هذا المجال مطلوب منها ان تكثف من إجراءاتها وخططها وبرامجها التي يمكن ان تحسن من نتائج أداء طلبتنا في قابل الاختبارات والاعوام. ومطلوب من وزارة التربية والتعليم ان تضع خططا تزيد وتحسن من أداء طلابنا على الاختبار في الدورة المقبلة، اذ ان المحافظة على الإنجاز واحراز المزيد من التقدم والتحسن ينبغي ان يكون الهدف الأهم للوزارة في المستقبل.
ومطلوب من وزارة التربية والتعليم ان تقوم بالدراسات العلمية التي تكشف عن جوانب الضعف والقوة، حتى يتم علاج الضعيف منها ودعم وتقوية الجيد منها. ومطلوب من وزارة التربية والتعليم ان تدعم المعلم وتوفر له كل ما من شانه ان يحوله الى معلم مبدع يشجع طلابه على الابداع لا استظهار المعلومات. فاستظهار المعلومات ينبغي الا يكون غاية في حد ذاتها، بل وسيلة نحو الابداع واعمال العقل والتفكير المبدع. ومطلوب من الاخوة الزملاء المعلمون ان يطوروا من طرائق تدريسهم ويركزوا على طرائق التدريس التي تنمي الابداع وتدعمه وتجعل من المعرفة المتوفرة للطالب أداة ووسيلة نحو انتاج معارف ومهارات جديدة. كما ان الاخوة المعلمون مطالبون بالإيمان بقدراتهم وقدرات طلابهم على الابداع والتميز ليخرجوا قادة ومبدعين قادرين على ولوج الالفية الثالثة بثقة واقتدار.
جامعة مؤتة-كلية التربية