قراءة في منهاج كولينز للعلوم والرياضيات – رفض شعبي وتباطؤ حكومي
عادل محمد الخشاشنة
الحمد لله الذي خلق القلم وأمره ان يكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، والصلاة والسلام على آخر النبيين وبعد.
يتضمن هذا المقال قراءة في مناهج الرياضيات والعلوم للصفين الاول والرابع الاساسي في طبعتهما الجريبية وما تضمنته من سلبيات وايجابيات وظروف اقرارهما والصعوبات التي تواجه تدريسهما في الميدان لدى المعلم والطالب وولي الامر ويقدم أبرز الاشكالات المرتبطة باستمرار تدريسه، ويقدم توصيات لمعالجة الخلل الناتج عن ذلك ويضع خارطة طريق لتعديل المناهج المدرسية برمتها لتواكب متطلبات العصر.
تحذير اطلقته في مقال سابق بان تبعات خطيرة ستطفو على السطح بعد انتهاء اضراب المعلمين بسبب كتب العلوم والرياضيات (منهاج كولينز)، والذي يدرس ضمن سلسلة ستمتد خلال سنتين أوثلاث لتشميل جميع الصفوف، كانت بوادر واضحة المعالم في المدارس الخاصة التي قطعت في مسيرة العام الدراسي اكثر من شهر، وبدت معاناتها جليّة عند المعلمين والطلبة واولياء الامور، وسيكون تأثير المشكلات اشد على المدارس الحكومية حيث ان المدارس الخاصة يسعى طلبتها بمحض ارادتهم نحو تدريس مواضيع خارج المناهج او بمستويات اصعب من المناهج الحكومية لاثراء معارف الطلبة، وقد وصل الحال الى انضواء ما يقارب ثلاثون الفا من اولياء امور الطلبة والمعلمين في حملة وطنية مناهضة للمنهاج، كان احد فعالياتها يوم الخميس 17ـ 10ـ 2019 ارجاع الكتب الى المدارس او مديريات التربية والتعليم في كافة محافظات المملكة او احراقها امام المديريات، وهذا المستوى الخطير من الرفض قوبل بـ(No Comment) وزاري، واستبق بمؤتمر صحفي لاصحاب الاشكالية (المجلس الاعلى للمناهج المستحدث) والذي يرأسه وزير التربية المستقيل عقب غرق الطلبة في وادي ماعين والبحر الميت، بين فيه حيثيات لم تكن مقنعة في معظمها وانتهت بتشكيل لجنة يرأسها الخبير التربوي ذوقان عبيدات الذي اشتهر بمديحه لنتائج الثانوية العامة في دورتها الاخيرة الصيفية والتكميلية، وهنالك وعود من المنضوين نحو الحملة الآخذة بالتمدد بمزيد من التصعيد الخميس القادم.
لم يكن موضوع الاحتجاج يتوقف عند هذا المستوى لو لم يمنع قانون نقابة المعلمين تدخلها في المناهج، وبسبب مستوى الخجل في هذه الوقت لدى معلمي الوزارة ونقابتهم من اعادة التصعيد مع الوزارة بعد الاتفاق مع الحكومة قبل حوالي اسبوعين، وباعتقادي ان التصعيد سيستمر ضد المناهج وسيكون مصدره اولياء امور الطلبة لانهم وابنائهم يعيشون الواقع يوميا في تدريس ابنائهم منهاج غاية في الصعوبة والتعقيد ولا يتناسب مع السواد الاعمّ منهم.
في الوقت الذي أُتخذت فيه قرارات اعتماد كتب الرياضيات والعلوم (منهاج كولينز) تجاوزا للاعراف التربوية، بعدم اعطائها ما يلزم من الدراسة والتمحيص والتعديل ضمن لجان الوزارة ومختصوها، كانت وزارة التربية والتعليم قد استكملت خططها الاعتيادية في توفير الكتب المدرسية للمدارس الحكومية والخاصة للعلوم والرياضيات اسوة بسائر الكتب حسب المنهاج القديم (ما قبل كولينز)، وهي متوفرة حاليا في مستودعات الوزارة بما يكفي طلبة الاردن، واورد مثالا للدلالة على استعجال اقرار المناهج بان تاريخ قرار المجلس الاعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج اقر كتاب الرياضيات للصف الاول يوم الخميس 20 حزيران، في حين اقر مجلس التربية والتعليم الكتاب بعد خمسة ايام (ثلاثة ايام عمل) في يوم الثلاثاء 25 حزيران، وكان العرف ان يعرض على لجنة العلوم والرياضيات المنبثقة عن المجلس واعطائها مدة اسبوعين للدراسة واقراره من قبلها والتوصية باقراره في جلسة مجلس التربية (اقول ذلك من واقع خبرتي في لجنة الانسانيات لمدة سنتين تقريبا)، وحيث ان المنهاج ليست من انتاج الوزارة كان لزامًا اشراك المختصين في ادارة المناهج بالنقاش وابداء الملاحظات قبل لجان مجلس التربية، كل ذلك يبين الاستعجال واهمال دور ادارة المناهج والقرارات غير المدروسة في اعتماد الكتب الجديدة وطباعتها وتوزيعها، ويظهر المال المهدور بطباعة منهاجين من الكتب احدها مصيرة الاتلاف اما كولينز مثار الجدل التربوي والمجتمعي او الذي في المستودعات لانتفاء الحاجة له.
ان تغيير المناهج يرتبط باطار عام للمناهج واهداف للمراحل والصفوف وعدد الحصص الاسبوعية للمنهاج، ويراعي امكانات الوزارة من المعلمين وتخصصاتهم وظروف عموم المدارس من توفر المرافق التعليمية والمستلزمات والمختبرات والمشاغل، وبما يناسب عدد الطلبة في الصفوف وتوفر مساعدات التدريب، واي تعديل عليها يتطلب خططا تطويرية واجرائية عديدة في الوزارة والمديريات والمدارس، وهو بالتأكيد لا ينطلق من تجارب نظرية لدول اخرى لا تتوافق مع بيئة التعليم الاردنية، الامر الذي يتطلب ان يكون تبعية اي جسم يخطط او يطور أو يعدّ المناهج لوزارة التربية والتعليم.
لماذا تغيير مناهج العلوم والرياضيات :
هنالك ادراك عام بضرورة تغيير المناهج وتحسين اساليب التدريس بعد النتائج المتراجعة لطلبة المملكة في الاختبارات الدولية (TIMSS, PISA) وتوصية المجلس الوطني لتنمية الموارد البشرية، ولان مواد العلوم تحاكي التقدم العلمي السريع تتطلب استمرارية المراجعة والتحديث والتطوير، ولكن هل كان تغيير المناهج بمستوى الطموح؟ الحقيقة القائمة تخالف ذلك، فقد لجأ المجلس الاعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الى قرار متسرع باعتماد مناهج كولينز للعلوم والرياضيات بعد ترجمتها واضافة شكليات تجميلية باهتة، ويشير الكثير من المتابعين الى توقف تدريس تلك المناهج في كثير من المدارس الاوروبية والامريكية بعد تجريبها لسنوات نظرا لصعوبتها وعدم ملائمتها مستويات الطلبة على الرغم من اختلاف انماط المعيشة ومستويات التقدم التكنولوجي وطول اليوم الدراسي وقلة عدد الطلبة في الشعبة الصفية وتوفر وسائل التعليم المساندة في تلك الدول وغيرها الكثير من عوامل انجاح المناهج لديهم لا تتوفر في بيئتنا التعليمية الاردنية الحكومية والخاصة، وكان حريّ بالمجلس الاعتماد على الخبرات الاردنية لتطوير المنهاج او البحث عن سلاسل تعليمية اكثر ملائمة للحالة الاردنية او تعديل مناهج كولينز بخبرات الاردنيين على اقل تقدير.
كانت المناهج الاردنية قبل عشرين عاما في طليعة مناهج الدول العربية واستعانت الكثير من الدول بالخبرات الاردنية لتطوير مناهجها، ولكن تخبط سياسات التعليم لدينا واعتمادنا على حذف الموضوعات الصعبة والتي تركز على العمليات العقلية العليا منها سنة بعد أخرى، وصولا الى امتحانات ثانوية عامة الغت 30% من الاسئلة التي تقيس مستويات التفكيير الناقد والتحليل لديهم، وانحدار هائل في مستوى آخر اختبار للثانوية العامة أدى الى افراغ جيل كامل من الابتكار والقدرة على التحليل وحل المشكلات وجعل مخرجات التعليم لدينا مسخا لا تنتج في عمومها طالب قادر على الابتكار والتكيف وحل المشكلات، وانا لا انكر ان هذه المناهج تسهم في تحقيق هذه الاهداف ولكن تكمن مشكلتها الاساسية انها مصمّمة الى المتميزين من الطلبة (لا تتجاوز حسب خبراتي المتنوعة 10% من الطلبة الاعلى مستوى في الذكاء وهذا يفسر القبول والمديح الجزئي لهذه المناهج من قبل بعض اولياء الامور) وستسبب لعموم الطلبة اثر سلبي نحو عملية التعلم نحن بأمس الحاجة الى نقيضها في ظل ملهيات الطلبة عن الدراسة بفعل التطور التكنولوجي وانتشار وسائل الاتصالات الحديثة.
يدرك الخبراء التربويون بان لدى الطلبة في المراحل الاولى من عمرهم طاقات تعلم اكثر بكثير مما تقدمه لهم مناهجنا الاردنية، الأمر الذي يتطلب من التربويين معالجة التشوه في مناهج الصفوف الاولى بزيادة كم المعرفة والحفظ في المناهج وتشجيع التحليل والتركيب والابتكار باساليب تدريس مناسبة، ولكن يجب مراعاة الفروق الفردية للطلبة ووضع مناهج تناسب عموم الطلبة وليس فئة منهم والّا تكون منفِّرة للتعليم، كما يدرك التربويون كذلك بان الطالب يجب ان يجيد في الصفوف الثلاث الاولى مهارات القراءة والكتابة والحساببلغته الأم قبل ان يتعلم لغة ثانية، وعليه كان على مجلس تطوير المناهج وقف تدريس اللغة الانجليزية للصفوف ما قبل الرابع الاساسي، وتضمين مناهج الاجتماعيات والعلوم في اللغة العربية والرياضيات في الصفوف الثلاث الاولى والتركيز على مهارات القراءة والكتابة والحساب بحيث يجتاز جميع الطلبة هذه المرحلة وهم يجيدون هذه المهارات الثلاث، ونعالج ظاهرة امية عشرات الالاف من الطلبة تجاوزوا الصف العاشر ولا يجيدون القراءة والكتابة فكيف بالحساب؟.
بعض اوجه القصور في منهاج كولينز للعلوم والرياضيات بطبعته التجريبية:
• المناهج أقحمت جزئيا ببعض الاضافة والتغيير لتتناسب مع الاطار العام للمناهج، وهي تفوق اهداف التعليم العامة والخاصة لمرحلة التعليم التي تغطيها.
• لا تتضمن قبل كل درس ووحدة على نتاجات التعلم او الاهداف التي ستتحقق بعد تدريس وحدات والدروس.
• تحتوي أخطاءا شكلية متعددة. اورد امثلة على بعضها في كتابي الرياضيات والعلوم للصف الاول الاساسي:
o خط الكتاب صغير لا يناسب المرحلة العمرية.
o الكتابة والشرح والكلمات كثيرة تحتاج الى اختزال كبير وتضمين الشرح في هامش الكتاب لولي الامر أو للمعلم في دليل المعلم.
o المساحات المخصصة للكتابة الكلمات والارقام والرسم صغيرة.
o تشمل طرح أسئلة عن صور لا يتوفر لها إجابة في الصورة.
o تطرح اسئلة غير معروفة ومبهمة للطالب وولي الأمر (مثل أرسم خطتك او أكتبها).
o تطلب احضار مستلزمات يصعب توفيرها من معظم طلبة الاردن (مثل الصق صورة لأفراد عائلتك من أجل بيان الصفات الوراثية).
o بعض عناوين الدروس لا تناسب المحتوى (مثل فلنصنع لها بيوتا في كتاب العلوم)
o وجود مصطلحات غريبة على الطالب (مَّرْبَى) للتعريف ببيت الحيوان او الطائر.
o ترتيب الوحدات لا يبدأ من الأقرب للطالب (نفسه ثم بيته ثم محيطه).
• اخطاء متعددة في المحتوى وصعوبة في المفاهيم والموضوعات. نورد بعض امثلة عليها في كتابي الرياضيات والعلوم للصف الاول الاساسي:
o صعوبة المفاهيم وعدم مناسبتها لعمر الطالب (العد خمسات تنازليا من اي رقم يقل عن 99).
o يعجز غالبية الطلبة (99% منهم) عن حل اسئلة التحدي الاخيرة في معظم الدروس، غالبا ما يتم تمرير الحل للطالب دون فهم مع محاولة المعلمين لذلك مرات عديدة.
o تقدير عدّ الاشياء بالنظر حتى العدد 20.
o مقارنة الاعداد حتى 99.
o مضاعفات العدد 2 والعدد 5 حتى 99 .
o العدّ القفزي خمسات تصاعديا وتنازليا بدءا من اي عدد 99 فاقل.
o أنصاف أعداد الاشياء حتى 10 قبل إعطاء مفهوم مضاعفات العدد.
o الجمع والطرح لمكونات العدد 20 قبل اعطاء مكونات العدد 20
o جمع الاعداد حتى 99
o طر ح الاعداد حتى 99
o الدوران ربع دورة ونصف دورة مع عقارب الساعة وعكسها
• المناهج تسبب عبء شديد على ولي الأمر، فهو يحتاج لتخصيص ما لا يقل عن ساعتين يوميا لكل طالب لمستوى الصف الاول.
• لا تعبر عن البيئة الاردنية حيث أقحمت فيها صور نادرة للتعبير عن الانسان الاردني أو البيئة الاردنية (جميع صور الاشخاص فيها بملامح اوروبية).
• مستوى صعب للتدرب عليها من قبل المعلمين. لجأت الوزارة لتدريب معلمي الوزارة لمدة يومين في حين يحتاج المنهاج لمدة لا تقل عن شهر، ولم يتم تدريب معلمي المدارس الخاصة الذين يدرسون حوالي 40% من طلبة الاردن للصفين الاول والرابع.
• غياب دليل تدريب لولي الامر على موقع الوزارة الالكتروني أو موقع المركز الوطني لتطوير المناهج.
• يحتوى على معلومات قليلة الاهمية بالنسبة للطالب ولا تناسب المرحلة العمرية (مثل موضوعات الغابات المطرية والتكيف البيئي والنباتات المائية في كتاب علوم الصف الاول).
• مستوى العمليات العقلية العليا فيها مرتفع جدا ولا يناسب الفئة العمرية.
يمكن تدارك أوحه القصور السابقة بالكثير من التعديل على المناهج، ولكن ما يصعب تداركه هو احتواء هذه المناهج على اشكالات اساسية تتطلب معالجة جذرية ودراسة مستفيضة والحكم بتعقل على استمرار تدريس هذه السلسلة او عدمه وهذه الاشكالات الاساسية في منهاج كولينز هي كما يلي:
• الكتب تؤسس لانفصال كامل لتعليم الارقام الهندية (1، 2، 3، … ) على الرغم من اهميتها الدائمة لوجودها في ترميز المصحف الشريف وفي الحياة اليومية للناس، ولدى الآباء والاشقاء الذين تعلموها منذ عشرات السنين، والاكتفاء بالارقام العربية (1، 2، 3)، وتوسس لتخبط الطلبة بين ما يتعلموه في العلوم والرياضيات وباقي الكتب التي تحتوي على الارقام الهندية، ويتضاعف التخبط في التعلم عند التوسع في التطبيق للتحول لدى طلبة الثالث حاليا (الذين درسوا الارقام الهندية لثلاث سنوات) الى هذا النمط من الارقام في العام القادم، وتخيل ما سيحدث لصفوف التاسع والعاشر والاول الثانوي والتوجيهي.
• الكتب تؤسس لتعليم الطالب القراءة من اليسار الى اليمين بعكس الكتابة العربية، وقد لوحظ عكس المفاهيم المنطقية اكبر واصغر() لتتناسب مع القراءة من اليسار.
• الكتب تتطلب مرحلة إلزامية بمناهج موحدة لما قبل الصف الاول (الصف التمهيدي) وهذا يصعب تحقيقه على مستوى شمول الطلبة في القرى والبوادي والمناطق النائية من الاردن، لعدم توفر البنية التحتية الحكومية في كافة مناطق المملكة والقانون غير ملزم بالصف التمهيدي، وهو يحتاج ايضا الى توحيد مناهج الروضة غير المتاح حاليا نظرا لوجوج عشرات المناهج المختلفة التي تدرس في رياض الاطفال القائمة.
• موضوعات الكتب صعبة على المعلم مما جعل الكثير من معلمي المدارس الخاصة يغيرون ترتيب وحدات الكتاب فبعض معلمي الرياضيات للصف الاول بدأ بالوحدة الخامسة من الكتاب وبعضهم بالوحدة الثامن بحجة البحث عن مفاهيم سهلة التعلم على الرغم من تراكم بناء المعرفة في الكتاب الواحد لمادة الرياضيات من وحدة الى الوحدة التالية وهكذا.
• موضوعات الكتب صعبة على المعلم من حيث التدريب وتتطلب دورة تدريب نوعية لا تقل عن شهر لمعلمي المرحلة الاساسية واقل قليلا لمعلمي العلوم والرياضيات
• موضوعات الكتب صعبة وتشعر المعلم بالعجز لتدني نسب الاستيعاب والفهم والاتقان لدى الطلبة مقارنة بالمناهج السابقة.
• المناهج تشعر معظم الطلبة بالاحباط وتنفرهم من التعليم خاصة للصف الاول الاساسي.
• المناهج تشعر ولي الامر بالارهاق والعجز لمساعدة ابنائهم في التعلم وتحتاج الاسرة الى قضاء وقت طويل معهم للدراسة القبلية والبعدية وحل الواجبات واوراق العمل.
ان هذا النقد المفصل للكتب الرياضيات والعلوم للصفين الاول والرابع من مناهج كولينز لا يعيبها بنسخها الاصلية ، ولا ينكر ميزاتها الكثيرة بنسخها المترجمة، حيث انها تناسب المتميزين من الطلبة (مدارس التميز اذا شملت صفوف متدنية)، وكذلك احتوائها على صفحات للاثراء اللغوي والمعرفي باللغة الانجليزية يمكن تطويره ليصبح بديلا عن كتب الـ(Math, Science) التي تدرس في معظم المدارس الخاصة لتشمل هذه الميزة طلبة المدارس الحكومية، ويمكن الاستعانة فيها في مكتبات الصفوف كحصة اضافية ينتقي المعلم منها ما يناسب الطلبة لتحفيز التفكير الناقد وحل المشكلات والعمليات العقلية العليا لدى الطلبة.
التوصيات:
1. ضم المركز الوطني لتطوير المناهج الى وزارة التربية والتعليم.
2. الوقف الفوري لتدريس مناهج كولينز والعودة لتدريس المناهج القديمة التي تتوفر كتبها في مستودعات الوزارة.
3. شمول وإلزام التعليم الخاص بالتدريب على اي مناهج جديدة أو مطورة، والتأكد من تنفيذ آليات تشمل خضوع جميع المعنيين للتدريب، واعطاء قطاع التعليم الخاص أولوية مساوية لمعلمي لقطاع التعليم الحكومي.
4. تضمين موقع وزارة التربية والتعليم الالكتروني أدلة خاصة بالمناهج الجديدة لمساعدة أولياء الامور في تدريس ابنائهم او اد الادلة المخصصة للمعلمين في حال عدم توفر دليل لولي الأمر.
5. الاحتفاظ بالكتب الحالية لمناهج كولينز لدى مكتبات المدارس، واستغلالها بدروس محددة من قبل المعلمين لتعزيز التعليم باستراتيجيات التفكير الناقد وحل المشكلات وتشجيع العمليات العقلية العليا لدى الطلبة، بحيث ينتقي المعلم المواضيع والمسائل المناسبة منها وتوزع الكتب على الطلبة في حصة اسبوعية اضافية.
6. اعادة دراسة الكتب المطورة من كولينز بعد استيفاء حقها من الدراسة والحليل واعتمادها بعد تطبيقها على صفوف التمهيدي واعتماد الزاميته كصف دراسي تشريعيا وتنفيذيا.
7. دراسة وقف تدريس اللغة الانجليزية قبل الصف الرابع الاساسي كونه يضعف تعلم الطلبة للغة العربية واجادتها.
8. دمج وتضمين محتويات المناهج للصفوف الثلاث الاولى، العلوم مع الرياضيات، والاجتماعيات مع اللغة العربية.
9. اعادة ترتيب اولوية تعديل المناهج المدرسية ضمن الاولويات الزمنية التالية :
• الاولوية الاولى: مناهج اللغة الانجليزية كون المناهج هي الاضعف والاكثر حاجة للتعديل مقارنة بما يدرس في المدارس الخاصة، ويمكن الاتفاق مع ناشر اجنبي للتعاقد على كتب تطور لتراعي المتطلبات الوطنية وتناسب الاطار الوطني للمناهج وتراعي اهداف التعليم وتناسب البيئة الصفية الاردنية للمدارس الحكومية والخاصة.
• الاولوية الثانية: مناهج العلوم خاصة مناهج ما قبل الصف الثامن بسبب فقرها المعرفي واحتوائها على الكثير من الانشطة التي لا تنفذ في المدارس بحيث تحتوي المناهج المطورة على تجارب عملية قابلة للتنفيذ ويتم إلزام المدارس الحكومية والخاصة بتوفير متطلبات الانشطة العملية واعداد نشرة خاصة لكل صف ومتابعة تنفيذها في الميدان.
• الاولوية الثالثة: مناهج الرياضيات لتراعي نسب الاتقان الحقيقية للمعرفة في نهاية كل صف دراسي وتكاملية المادة العمودية.
• الاولوية الرابعة: مناهج باقي المواد.
• الاولوية الخامسة: دراسة اي مناهج يحتاجها الطالب لتعلم مهارات الحياة وتمكنه من تقديم نفسه وقدراته وتراعي فرص الوظائف المحتملة في المستقبل.
10. توحيد موضوعات المواد العلمية الاربعة للصفوف المتقاربة في كتاب واحد وعدم إرهاق الطالب بتدريس أربع مواد للصف التاسع فاعلى في الفصل الواحد (فيزياء، كيمياء، احياء، علوم ارض، وموضوعات اخرى كالفلك والبيئة)، بحيث يدرس الطالب مادة او مادتين فقط في كل فصل دراسي.
11. توحيد موضوعات مواد الاجتماعيات الثلاث للصفوف المتقاربة في كتاب واحد وعدم ارهاق الطالب بتدريس ثلاثة مواد للصف التاسع فاعلى في الفصل الواحد (تاريخ، جغرافيا، وطنية)، بحيث يدرس الطالب مادة واحدة في كل فصل دراسي، واعادة توزيع موضوعات الاجتماعيات ما قبل الصف التاسع بنفس الطريقة.
أقدم للمهتمين هذا المقال مبديا استعدادي لتقديم خبراتي ضمن اي جهد وطني لتطوير المناهج او أي لجنة على مستوى الوطن او الوزارة، في اي من مجالات تربوية أخرى ذكرتها في مقالاتي السابقة او ساذكرها في المقالات اللاحقة والتواصل معي على الايميل
adel69k@yahoo.com
ستتفاقم المشاكل الناتجة عن مناهج كولينز يوما بعد يوم مع تقدم التدريس فيها واكتشاف الصعوبات بالتدريج لدى المعلم والطالب وولي الامر خاصة في المدارس الحكومية التي بدأت التدريس منذ اسبوعين، ولا اكون مجحفا ان اطلقت حكما بان مستوى كتاب الرياضيات للصف الاول على سبيل المثال يناسب طالب في الصف الثالث وبثروته المعرفية وقدراته العقلية وهذا ينسحب تقريبا على باقي الكتب.
حمى الله الاردن وألهم الله المسؤولين الصواب وارشدهم الى خدمة الوطن وابنائه.
عادل محمد الخشاشنة. خبير تربوي وخبير في ادارة الموارد البشرية والتخطيط.