قراءة في الحملة الأمنية

قراءة في الحملة الأمنية
قاسم الزعبي

قد أبدو بعض الشيء متشائما أو سلبيا في بعض الأحايين.. ذلك لأني لا أجيد الانبهار بلمعان البدايات واشعاعاتها… لأن أسير على مبدأ العبرة في النهايات…

كلنا سمعنا بقصة صالح مبتور اليدين مفقوء العين… ولولا تصويرها لقرانها كحدث عادي ومالبث أن طغت عليه خبر انفصال ممثلة أو زواج ابن مسؤول كبير…

دولتنا غالبا كالشعب في تفكيرها… تتخذ نظام الفزعة وردات الفعل الفورية نهجا لكل حدث شعبوي أو قضية رأي عام..

فرحنا أيما فرح أمس عندنا تناهى إلى أسماعنا القبض على أسماء براقة في عالم الاتاوات والجريمة.. كالكويتي والجك والتش وغيرهم… وأعجبنا بأداء رجال الأمن وتوسمنا خيرا بالحلالمة والنوايسة والحواتمة كمسؤلي أمن في البلد…

ما نخشاه ألا تستمر هذه الحملة لأن الشعور الشعبي السائد أنها جاءت كردة فعل لقضية صالح… ولأنها فرصة كبيرة لوزير الداخلية الحديد أن يفرض سطوته… والأهم من ذلك وما يثير القلق آيضا أن تكون هذه الحملة عامة وليست خاصة.. بحيث تأخذ الصالح بالطالح.. وان تكون اداة لتكميم الافواه وضرب الاعتصامات السلمية كما فعل وزير الداخلية السابق الذي أهان المعلمين وجردهم من مهنيتهم وحريتهم…

ثمة ذكاء حكومي في الحملة أيضا… ولعل مواقع التواصل باتت مرآة الشعب… بمعنى أن المواقع الان تعج بصور البلطجية وأخبارهم.. الأمر الذي أدى لنسياننا قضايا كبار كقضية مطيع والباص السريع والصحراوي.. وقضايا صغار كتمادي بعض الاعلاميين او الزيادات الحاصلة على فوترة المياه والكهرباء…

نأمل أن يكون بشرا كما وصفه خطيب الجمعة.. وأن يكون الحلالمة حليما… وأن يفي معن بوعوده… وألا تكون الحملة الأمنية فرصة لفرض الأمن القاسي المشوب ببعض مزايا الاحكام العرفية…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى