قراءة في اعتصامات الخميس
تعتقد الدولة الاردنية ان عدد المعتصمين المتواضع والمقدر ببضعة الاف لا يشكل لها اي حرج على
المستويين الداخلي والخارجي وتعتقد ان الحناجر التي تهتف على الدوار الرابع ستصاب بالاحباط
وتغادر المكان وتسجل الحكومة انتصارا جديدا على شعبها ويا له من انتصار ، بل انه والله عار والف
عار.
هناك جهات اخرى وتحديدا احزاب اخرى ومنها احزاب فاعلة لا تريد لهذه الاعتصامات ان تنجح بل
انها معنية جدا بافشالها وتلتقي مصالحها مع مصالح الحكومة بما يشبه زواج الاغتصاب .
تستفيد الحكومة من هذه الاوضاع البائسة وهذا التشرذم الذي صنعته هي اذ اصبح لدينا ما يزيد على
خمسين حزبا لا يستطيع المواطن الاردني ان ينطق اسم اثنين منها .
هناك حسابات اخرى بعيدة عن حسابات الحكومة والدولة والاحزاب المعارضة للحكومة والمعارضة
فيما بينها وهي حسابات المواطن الاردني الذي يهتف هتافات لم تصل الى حناجر معتصمي الرابع
ولكنها وصلت الى عنان السماء انهم الشرفاء الضعفاء الذين لا يملكون اجرة الذهاب الى الرابع وان
وجدت فالاولوية للتر الكاز لمن استطاع اليه سبيلا .
الذهاب الى الرابع ليس ترفا بل هو وجع وجوع والم وصفع على الوجوه وشعور بعدم الامان حتى
اصبح المواطن يتنقل في “طبون السيارة” والجريمة انه مدين ويخشى شركة التمويل ومؤسساته
الوطنية وبنوكه التي اصبحت تلقي بالمواطنين في الشوارع بلا مراعاة لحقوقهم كبشر اما المؤسسات
الدولية للتمويل والمستثمر القادم من خارج الحدود فالمهمة سجن الزوجات وتفتيت الاسر والعبث
بالاعراض تساندهم حكوماتنا بقوات امننا وتعامل اموالهم على انها اموال للدولة .
ما يشعر به المواطن الاردني وتتعامى عنه الحكومات تعرفه السفارات الاجنبية جيدا وهذه السفارات
معنية بشؤننا الداخلية عنايتها بدولة العدو وهي لا تفرق بين مواطن اردني عادي ومسؤول اردني
مهما بلغ موقعه ، ودولها لا تحترم احدا فهي متمرسة بالتوريط ومن ثم الالقاء في مزابل التاريخ قتلا
او تعزيرا او الاثنين معا ولا تقيم وزنا لكل مراكز الدعاية والاعلام ومحاولاتها اليائسة لتجميل الوجوه
السوداء .
لدينا نوعان من الضعفاء الاول سيجعل الله لهم من بعد عسر يسرا وهو القائل “فان مع العسر يسرا *
ان مع العسر يسرا ) والثاني من قال عنهم وهو اصدق القائلين ( واذ يتحاجون في النار فيقول
الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار) وهؤلاء هم الذين
يظلمون ويقتلون ويغتصبون خدمة لاربابهم في الدنيا نشفق عليهم لما سيواجهونة من مذلة ومهانة
في الدنيا وخزي في الاخرة .
نطمئن معتصمي الرابع ونقول لهم لا تهنوا ولا تحزنوا وسوف تكون الغلبة لكم ان اعتصمتم بصدق
المسعى والهدف وان احببتم الاردن الارض والشعب والجيش والامن وان وضعتم نصب اعينكم انكم
تعيشون في بلد اختلط ترابه بدماء وعظام 36 الف صحابي وكرمه الانبياء الاطهار بان جعلوه مقاما
لهم بلد الرباط الذي لن تتحرر القدس ولم تتحرر عبر التاريخ الا من ارضه وبسواعد اهله وهذا ما
يعرفه العدو ويجعلكم دائما هدفه الاول .