قراءة سريعة في الانتخابات النيابية

قراءة سريعة في الانتخابات النيابية
إبراهيم هادي الشبول

… الانتخابات هي الأساس، وهي الجزء الحيوي والأهم للعملية الديمقراطية، وبما أن الانتخابات النيابية على الأبواب، فإن بعض ممن ينوي الترشح قد بدأ الترويج لنفسه، أملاً في حجز أحد المقاعد، وهذا حق مشروع، فالترشح والانتخاب، والموقف من العملية الانتخابية فيه الحرية الكاملة لكل مواطن.
.. ورغم أن الانتخابات التي اُريد لها أن تكون ديموقراطية قد بدأت منذ عقود، إلا أنها ليست كذلك بالواقع كممارسة فعلية، ولا حتى كثقافة والتي تُعتبر أهم من صناديق الاقتراع بحد ذاتها، فما يجري أحيانًا خلال الحملات الانتخابية والاقتراع والفرز، يتنافى مع أبسط قواعد الديمقراطية، التي نتباهى بها، فمن خلال استعراض سريع للانتخابات التي جرت بالماضي، لوجدنا ان ما يُسيرها غالبًا ويتحكم بالنتائج أمور أبعد ما تكون عن الديموقراطية، وحُرية الاختيار التي كفلها القانون، سواء كان ذلك بالتدخل المُباشر أو غير المُباشر من بعض ممن يملك السلطة، أو عمليات شراء الأصوات أو شراء (بيع) المُرشحين أنفسهم (الحشوات)، أو أن يكون قرار الانتخاب قائمًا على المحسوبيّة، أو الإقصاء، وليس على القناعة والوعي والكفاءة، وأسواءها أن يكون الاختيار قائمًا على تسيير معركة الانتخابات بطريقة ما يُعرف بـ” كسر عظم” أو “دق خشوم” الخصم لترسيبه، وليس لنجاح طرف مُعين، وهذه الطريقة تبدو أكثر وضوحًا في المناطق التي يعرف الناس فيها بعضهم بعضًا، أي أن يكون الهدف – سواء كان مُعلنًا أو خفيًا – هو ترسيب شخص مُعين بغض النظر عن من يكون الناجح، وذلك من خلال التجييش الذي تُحركه العداوة، والتي قد تكون وراثية أو بسبب التعصب أو للثأر أو الحسد وغير ذلك من الأمور، لدرجة أصبحت فيه العداوة احيانًا قوة موحدة وجامعة، أكثر من الصداقة ذاتها، مما زاد من الخلاف والنزاع والتشاحن والتباغض بين الأقارب والجيران وأبناء البلدة الواحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى