قبله كنا أم خلفه

قبله كنا أم خلفه

#قصة #قصيرة
محمد خالد بديوي

سألني : إلى أين سحبك شرودك؛ والى أين وصلت .؟!

انتبهت.. وقلت: نعم..لقد طال صمتنا بعد حديثنا المجنون..
وإلى أين سأصل يا صديقي .. ما زلت في هذه الدنيا؛ أقيس مساحة المتاع..أقسمها على المسافات..وحجم الغرور.!

مقالات ذات صلة

قال : هل تصفها لي.؟
قلت : ما هي ؟!
قال : دنياكم
ابتسمت، وقلت : مظلمة ؛ أشد ظلمة من دنياك..غير أنها تضاء
أحيانا كثيرة..سطوع الموت يضيئها..ثم يخفت سطوعه يخفت مع اشتعال الزيت في أسرجة الأوجاع.. ونسمات صيف مسائية باردة..وقهوة “سادة” في فناجين بلاستيكية.!

لم يعلق…وطال صمته.
سألته : والآن، الى أين وصلت يا صديقي.؟!
قال : إلى أين سأصل وقد أخذتني إلى دنيا الضياع، ووضعتني تحت عامود نور
ردئ الإضاءة.!
قلت: لم يكن كذلك في عهود سابقة، كان أضخم.. لكن ضوءه كان يكشف (قبور) قريتنا المبعثرة، ثم جعلوا القبور خلفه، حين غيروا وجهته..واستبدلوه بعامود أرفع..
كما أننا تجاوزناه منذ خطوات.
قال: الهذا أشعر بالسرور.. وانخفاض تسارع نبض قلبي؟!
ربما.. لكن، كيف تخاف من شئ لا تراه.؟!
وهل أنت لا تخافه وأنت تراه..دعك من الغرور..والآن
والآن..أليس خلفك هو.!
لا..هو أمامي..
وأنا.؟!
انت..لا أراك بوضوح..ربما لأنك خلفه.!
والضووووء؟!
انطفأ لحظة التفاتة غير مقصودة حين مرت مسرعة من الماضي..ولا أدري؛ مرت من أمامه، ام من خلفه.!!
إذاََ.. أين نحن الآن .!
في مستقبل قريب يا صديقي، وسيعود لا تقلق.
متى يعود.؟
في ماض سيأتي غدا..لم يتمكن من الوصول في اليوم الذي رحل فيه..وقد
يراك ..أو يعيد لك بصرك الذي فقدناه خلفه..فإن رأيته أهرب..أو قل للقرية: عابرة انت..ولا سلامة
للعابرين في صمت.!!
اكتب إلى محمد خالد بديوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى